ذكرى رحيل سلوى روضة شقير...التشكيلية اللبنانية التي وصلت للعالمية | أخبار اليوم

ذكرى رحيل سلوى روضة شقير...التشكيلية اللبنانية التي وصلت للعالمية

ميشال نجيم | الأربعاء 26 يناير 2022

                                                    توفيت قبل خمس سنوات عن عمر ناهز المئة عام

كانت سلوى روضة شقير التي توفيت في ٢٦ كانون الثاني ٢٠١٧ عن مئة عام ونيف، أول فنانة تجريدية في لبنان ومن أشهر فنانات العالم العربي. صحيح ان الفنانة التشكيلية لم تُقِم أكثر من ١٢ معرضاً فردياً في حياتها، لكن مع ذلك فقد اعترف بقدرتها الغرب قبل الشرق، اذ ليس أمراً بسيطاً أن يقيم لها متحف "تايت مودرن" البريطاني معرضاً، خصوصاً أنه احتل الدرجة الرابعة في العالم من حيث تدفق الزوار عليه!
نشأت سلوى في لبنان في اسرة ميسورة الحال، وكان والدها صيدلياً ووالدتها سيدة مثقفة شاركت في تحركات تحرير المرأة والتيارات القومية. ورغم وفاة الأب بعد عام من ولادة سلوى، إلا أن الأم تمكنّت من الحفاظ على مستوى معيشي جيد للأسرة.
التحقت شقير بالجامعة الأمريكية في بيروت، وتركزت دراستها في مجال العلوم الطبيعية، لكنها مالت إلى الفنون والتقت بالفنان مصطفى فروخ وترددت إلى النادي الفني الذي أسسه. ورغم مُغادرة عائلتها لبنان، واصلت الفتاة تدريبها الفني مع عمر الأنسي، الفنان في مجال المناظر الطبيعية والرسوم الشخصية.

آمنت شقير بأن الفن يجب أن يكون وسيلة للارتقاء بالشعوب، وعملت بالتدريس لفترة في كركوك، كما تجولت بين القاهرة والإسكندرية، وظلت حتى الثلاثينيات من عمرها ممتنعة عن ممارسة الفن بشكل احترافي. خلال تلك الفترة، كتبت مجموعة من المقالات وضعت فيها أساسيات نهج يتسم بالخصوصية والتقدمية واعتبرت أن المعنى الفني ملازم لإطاره الاجتماعي والبيئوي والسياسي والاجتماعي، وقالت إن أفضل الأعمال الفنية هي تلك الأشكال النبيلة التي تُدمج إيمان الناس وعلومهم وفلسفاتهم.
تقول مصادر إن معرضها في المتحف الثقافي العربي في بيروت سنة ١٩٤٨ يعتبر أول معرض في العالم العربي في مجال الفني التجريدي. بعد ذلك، غادرت شقير لبنان متجهة إلى باريس حيث درست في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة، وأقامت معرضا فرديا لقى إقبالا في باريس أكثر منه في بيروت.
منذ عام ١٩٥١ عادت شقير إلى بيروت، واستقرت فيها طيلة حياتها لكنها قامت برحلات عديدة. وفي سنة ١٩٥٩ اتجهت إلى مجال النحت. أثناء الحرب الأهلية غابت عن المشهد تقريباً، ونفّذت العديد من القطع الثنائية، تبدو كما لو كانت شيئاً واحداً لكن أمراً طرأ ومزقه إلى نصفين، هذه القطع تظهر في حالة توق إلى الاندماج من جديد والتلاحم في بنية واحدة لكن شيئاً ما يحول دون ذلك.

ولعل الحادثة الاغرب التي كانت تفاخر بها سلوى روضة شقير هي انها حين دعيت للوقوف بجانب الرسام العالمي بابلو بيكاسو لالتقاط صورة تذكارية قبل ان يعاجله الموت، لم تكترث واجابت بأنه بالنسبة لها "ميت سلفاً"!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار