"السياديون" ينتظرون الكهرباء والانتخابات فهل يُسرِعون الى الصين؟! | أخبار اليوم

"السياديون" ينتظرون الكهرباء والانتخابات فهل يُسرِعون الى الصين؟!

انطون الفتى | الأربعاء 26 يناير 2022

مصدر: الأفكار التي حملتها الكويت فلسفية وغير قابِلَة للتطبيق

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

الأفراح "الكهربائية" باتت في ديار الجميع عامرة، مع أحلامها الزهريّة التي "تفتّق المخيّلات"، بموازاة أجوبة لبنانية مُنتَظَرة، على صعيد المطالب الخليجية والدولية التي نقلتها الكويت الى لبنان قبل أيام، كما بموازاة انتظار كيف يُمكن أن يتطوّر ملف الترسيم الحدودي البحري جنوباً، وبمعيّة ترقُّب مستقبل الاعتداءات المتكرّرة على قوات "يونيفيل" في جنوب لبنان، بما يستكمل ربط الساحة اللبنانية إيرانيّاً، بالصواريخ التي تعتدي على السعودية والإمارات.

 

حبر على ورق

فعلى وقع هذا المشهد، الذي يؤكّد أن الواقع الجيو - سياسي الجديد للبنان لم ينضج بَعْد، نجد من يفرح ويهلّل لـ "كهرباء" موعودة، ولاتّفاقيات لن تكون الأولى أو الأخيرة القادرة على أن تتحوّل الى حبر على ورق، في ما لو لم ننجح بالوصول الى إطار جيو - سياسي مقبول عربياً، ودولياً.

فهل ستتمكّن مصر والأردن من المضيّ بالمشروع الكهربائي "الأميركي" للبنان، إذا توسّعت رقعة الهجمات "الحوثية" (وهي إيرانية بوجه "حوثي")، في الخليج العربي أكثر، وبما يهدّد المصالح الأميركية أكثر، خصوصاً إذا تحوّل الغضب الخليجي من جراء ذلك، الى غضب عربي عام؟

 

"تكييل طُرُق"

وهل ستصل الكهرباء على خطّ مصر - الأردن، ومنه الى لبنان عبر سوريا، إذا توسّعت الهجمات على قوات "يونيفيل" أكثر مستقبلاً، في الجنوب اللبناني؟

وهل سينعم الشّعب اللبناني بالكهرباء، إذا استمرّ "تكييل الطُّرُق" الترسيمي البحري جنوباً، ضمن مهل مفتوحة، ومثل من يدخل من باب، ليخرج من آخر؟

الأمر المؤكَّد الوحيد، هو أن اللبنانيين هم أكثر من سيدفع الأثمان في المرحلة القادمة، كما هو الحال دائماً.

 

خوف

رجّح مصدر واسع الاطلاع أن "ينجح مشروع نقل الكهرباء من الأردن. ولكن ما هي مصلحتنا من جراء ذلك، خصوصاً أننا سنكون مرتبطين بواقع جيو - سياسي، تتوفّر الإنارة لمنازلنا ومصانعنا ولمصلحة اقتصادنا، طالما نحن من ضمنه، مقابل وقوع الكارثة في كلّ مرّة تبدأ فيها التباينات؟".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الصين أبدت استعدادها لتمويل إنشاء محطات كهرباء، في مناطق لبنانية من بينها في البقاع والجنوب، تولّد الطاقة عبر الاستفادة من الطاقة الشمسية. وهو مشروع قادر على أن يتطوّر مستقبلاً، وعلى أن يوفّر الطاقة الكهربائية للشعب اللبناني بكلفة أقلّ، وبشكل مُستدام ومُتحرّر، أكثر من المشروع الأميركي. ولكن كثيرين، حتى من بين أولئك الذين ينتمون الى فريق "المُمانَعَة"، لم يُبدوا حماسة فعلية، خوفاً من الولايات المتحدة الأميركية، و(خوفاً) على مصالحهم معها، وفيها".

 

مصالح

ولفت المصدر الى أن "السياديين ينتظرون الديموقراطية الأميركية، بدلاً من أن ينوّعوا مساحات تعاملاتهم وعلاقاتهم الخارجية، بما يُدخِل مُنافِساً لواشنطن في لبنان، هو بكين، وبما يدخل الصين بموازاة "حزب الله"، وكمنافس شرس له هناك. فهذه هي الطريقة القادرة على أن تجعل واشنطن سريعة، وأكثر فاعلية، في تحرّكها بالملف اللبناني، بمعيّة إلزام بكين بصداقات واعتبارات ومصالح مع لبنان "السيادي"، لا "المُمانِعَ" فقط. فالتعاطي اللبناني مع الصين، من دولة الى دولة، وتحت أعيُن العالم، في بعض المشاريع، لن يجلب العقوبات الى لبنان، لا سيّما أن بكين ليست طهران".

وأضاف:"مشكلتنا هي أن الزّعامات السياسية والحزبية المحليّة تهتمّ بمصالحها هي فقط، وليس بمصالح الشعب، والبلد. فبَيْن انتظار مردود العقوبات الأميركية السياسي على فلان، أو على غيره، تضيع مصالح الشّعب اللبناني".

 

الموارنة

وكشف المصدر أن "الأفكار التي حملها وزير خارجية الكويت (أحمد ناصر المحمد الصباح)، الى لبنان، قبل أيام، فلسفية، وغير قابِلَة للتطبيق، وهي تتطلّب وضع لبنان ضمن إطار حكم خارجي ربما، لفترة معيّنة من الزّمن، خصوصاً أن دول الخليج نفسها غير قادرة على فرض انسحاب "حزب الله" من اليمن".

وختم:"لينتبه المسيحيّون الموارنة تحديداً، الذين ينتظرون الانتخابات النيابية، انطلاقاً من اهتمامهم بـ "تشليح" بعضهم مقاعد نيابية، وبمن يحصل منهم على حصص أكبر. فهذا هو الخطر الكبير، على عتبَة مرحلة إقليمية ودولية غير تقليدية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار