رسالة لبنانية مهمّة الى "البنك الدولي" و"صندوق النّقد"... لماذا؟ وكيف؟ | أخبار اليوم

رسالة لبنانية مهمّة الى "البنك الدولي" و"صندوق النّقد"... لماذا؟ وكيف؟

انطون الفتى | الأربعاء 26 يناير 2022

مصدر: خطّة تعافي تُكتَب على وقع اللّعب الدولي بمصير لبنان وشعبه

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

شبعنا، وأُتخمنا من التحذيرات الدولية، التي تتحدّث عن أن الانهيار الاقتصادي والمالي في لبنان، يمثّل تهديداً كبيراً وطويل الأَجَل بالنّسبة الى دولة صغيرة.

كما شبعنا، وأُتخمنا من التوصيفات الدولية، سواء تلك التي تطلقها الدول الكبرى، أو حتى أكبر المؤسّسات المالية الدولية بحقّ المسؤولين اللبنانيين، والتي تتحدّث عن فسادهم.

 

مُتعمَّد

ففساد الحُكام في لبنان معروف، وهو ليس جديداً، وما كنّا بحاجة الى "البنك الدولي"، ولا الى مرصد الاقتصاد اللبناني التابع له، لنعلم أن الطبقة السياسية في لبنان هي التي دبّرت الانهيار الاقتصادي للبلاد، وأن الكساد المتعمّد هو من تدبير النخبة فيه، التي لطالما سيطرت على البلد، والتي لم تفعل شيئاً للخروج من الأزمة.

 

لماذا؟

ولكن نحن الشعب اللبناني، نسألكم. بما أنّكم تعرفون تلك الحقائق، بالجداول والأرقام، وأكثر منّا، لماذا تزورون تلك الطبقة السياسية؟ ولماذا تتعاملون معها في ما يتعلّق بالقروض والبرامج؟

ولماذا يقبل "صندوق النّقد الدولي" التفاوُض مع طبقة سياسية يعلم سلفاً أنها فاسدة؟ ولماذا يقبل بإقراض الدولة المحكومة منها؟

 

كيف؟

وكيف تسمحون لأنفسكم، يا أيها القيّمون على المؤسّسات المالية الدولية، من "بنك دولي"، و"صندوق نقد دولي"... بالتعاطي مع سلطة فاسدة، تُلقي بالدّيون والأعباء على عاتق الأجيال اللبنانية القادمة، التي ستدفع هي ثمن فساد تلك الطبقة التي تعرفونها، وثمن ما تتّفقون عليه معها من برامج وقروض، وذلك بدلاً من اشتراطكم تحقيق التغيير السياسي، قبل أي حديث عن قروض أو برامج؟

 

عَيْب

شدّد مصدر خبير في شؤون المؤسّسات والصناديق المالية الدولية، على أن "كلّها "مسخرة"، من حيث أنها تُظهِر الكثير من الشروط، وطُرُق العمل التقنية والعلمية الصحيحة، ولكنّها تتعامل بها من مُنطلقات سياسية خاضعة لسياسات الدول الغنيّة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "العَيْب الكبير الذي يتجسّد في طُرُق عملها، هو أنها تُطالِب بإصلاح الاقتصادات، من دون أن تأخذ في الاعتبار ما إذا كانت الشّعوب ميتة، أو منهارة غذائياً أو صحياً... فيما الشّعوب هي التي ستسدّد القروض، وديون البرامج، وليس الحُكام".

 

تسلية

وأوضح المصدر:"كم من شعب وصل الى مرحلة البحث عن طعامه بين مستوعبات النفايات، فيما بقيَت شروط "صندوق النّقد الدولي" ثابتة في شأن بلدانها، على صعيد أن "شدّوا الأحزمة"، ومن دون أي اعتبار الى أن من وصل الى مرحلة الموت جوعاً، ما عاد قادراًعلى تحمُّل أي أعباء إضافية، ومهما كانت مبرّراتها".

وشدّد على أن "الصناديق المالية الدولية تتسلّى مع الطغمات السياسية الفاسدة في البلدان، لا أكثر، ولا أقلّ، وبحسب وتيرة التسلية التي يمارسها حكام الدول الكبرى، معها. والمثال على ذلك، هو أن "صندوق النّقد الدولي" يتبع سياسة التسلية مع لبنان، منذ عام 2020، وذلك بحسب وتيرة التسلية الدولية الكبرى مع الفساد، فيه (لبنان) أيضاً".

 

فساد

وشرح المصدر:"زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، واستُقبِل أفخم استقبال شعبي يُمكن أن يحصل عليه رئيس دولة أجنبية، عندما يزور دولة خارجية. وتحدّث (ماكرون) عن أن الشعب اللبناني ما عاد قادراً على التحمُّل. أما النتيجة، فكانت أنه ردّ الجميل باجتماعه مع الفاسدين والمُفسدين، وبغضّ النّظر عن السلاح غير الشرعي، وعن دوره في انهيار لبنان".

وأضاف:"أقحم ماكرون وزير خارجيّته جان إيف لودريان في الملف اللبناني أكثر من مرّة. والنتيجة، كانت أن لودريان زار الضاحية الجنوبية لبيروت، أي القيادة العليا لـ "حزب الله"، بحثاً عن ترتيب مصالح فرنسا مع إيران، وداخلها، على وقع عقوبات إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب القاسية على طهران".

وختم:"على وقع كلّ ما سبق، وما بعده، يُمارس "صندوق النّقد الدولي"، وحتى "البنك الدولي"، سياسات اللّعِب تحت ستار "النّفَس الطويل"، مع طغمة لبنانية فاسدة، كان يجب سَحْب اليد منها منذ نحو عامَيْن، بدلاً من مطالبتها بخطّة تعافي تُكتَب حالياً على وقع اللّعب الدولي بمصير لبنان وشعبه. وهذا دليل على أن تلك البنوك والصناديق تتسلّى بالشّعوب، بخطاب ساعدوا أنفسكم حتى نساعدكم، فيما هي تعلم تماماً أن من تطالبهم ببذل مجهود المساعدة، هم الفساد بعينه، وأن المشكلة دائمة التجدُّد معهم".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار