مؤتمر الكسليك.. حذار تسميم قداسة يوحنا بولس الثاني والعيش معا بأفكار خطيرة | أخبار اليوم

مؤتمر الكسليك.. حذار تسميم قداسة يوحنا بولس الثاني والعيش معا بأفكار خطيرة

داود رمّال | الخميس 27 يناير 2022

ما الهدف من اطلاق فكرة "النصلامية" نقيضة المسيحية والاسلام بشكل مشبوه؟!


داود رمال- "أخبار اليوم"
تستضيف جامعة الروح القدس – الكسليك يومي 2و3 شباط المقبل مؤتمرا حول "البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان الرسالة"، هذا المؤتمر الذي سعى اليه سفير لبنان في الفاتيكان فريد الخازن، كان محل أسئلة واستفسارات من الكرسي الرسولي كما من البطريركية المارونية لا سيما حول هوية المحاضرين ومدى مشاركاتهم وإنتاجهم الفكري وتحديدا في ما يتعلق بحبرية البابا يوحنا بولس الثاني.
وقد تبين وفق مصدر واسع الاطلاع "ان المؤتمر لا علاقة له بالبابا يوحنا بولس الثاني، ولا بالذكرى الخامسة والعشرين لزيارته التاريخية الى لبنان وتوقيعه الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، كما تبين ان محاور اللقاء لا علاقة لها بهذا الامر ولا حتى بالعيش المشترك في لبنان الذي يصرّ الفاتيكان على تسميته "العيش معا"، انما المحاور سياسية صرف، ولم يعرف لا في بكركي ولا في الفاتيكان ما هي خلفيات عقد هذا المؤتمر، ولماذا استدراج اسم يوحنا بولس الثاني ولبنان الرسالة ووضعه في اطارها؟".
واوضح المصدر ان "دوائر الفاتيكان طلبت معلومات عن المشاركين، والبعض في الكرسي الرسولي لا يستبعد ان يعتذر وزير خارجية الفاتيكان المطران بول ريتشارد غالاغر في اللحظة الاخيرة عن الحضور او اقتصار كلمته على عموميات تتناول فقط البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان، وما يدل على عدم رضى الكرسي الرسولي على مضمون المؤتمر وعدم تبنيه او تبني ما سيقال فيه".
وكشف المصدر عن "ان الفكرة بتنظيم مشترك للمؤتمر من الكرسي الرسولي والكنيسة في لبنان وسفارة لبنان في الفاتيكان، احتفالا بربع قرن على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني الى لبنان، وتبين ان الكرسي الرسولي والبطريركية المارونية لم تتم استشارتهما ولا الاخذ برأييهما لا بالمواضيع ولا بالمحاضرين، والامتعاض امتد الى داخل الرهبانية اللبنانية المارونية كون جامعة الكسليك تبنت هذا المؤتمر الذي سيشارك فيه اشخاص ليسوا على اطلاع بما يعني اقحام الرهبانية بتبني ما سيقولونه".
واشار المصدر الى ان "المحور الذي سيجري الحديث فيه عن "النصلامية"، والتي هي دمج لمصطلحي النصرانية والاسلام، فهو الاكثر ريبة من قبل كثيرين لا سيما من الشخصيات الاسلامية المدعوة الى المؤتمر، وهذا المصطلح هو ضد المسيحية وضد الاسلام، كونها تلاقي الموجة السائدة في الغرب تحت عنوان "كريسلام"، اي "كريتيان واسلام ويقف وراءها صهاينة لضرب الديانتين المسيحية والاسلامية، بعدما لاحظ المتطرفون اليهود ان كل الطرق التي استخدمت لضرب الديانتين ببعضهما البعض لم توصل الى نتيجة انما جاءت وثيقة الاخوة الانسانية التي وقعها البابا فرنسيس وشيخ الازهر احمد الطيب اكبر صفعة لكل هذه المحاولات، وجاءت محاولات الاستهداف الجديدة باستيعاب الديانتين في ديانة واحدة غير معترف فيها لا من المراجع المسيحية ولا المراجع الاسلامية".
وفي هذا الاطار، تقول شخصية على صلة بدوائر القرار الفاتيكاني لوكالة "اخبار اليوم" بأن هناك نقاط عدة لا بد من الاشارة اليها، وهي:
اولا: المؤتمر لا علاقة للكرسي الرسولي به ولا حتى بالسفارة البابوية في لبنان.
ثانيا: المؤتمر لا علاقة له لا بفكر البابا يوحنا بولس الثاني ولا بلبنان الرسالة، بل تم اتخاذ العنوان تغطية لمواضيع هي على تماس مع أراء شخصية للبعض المقصود تسويقها مع الإيحاء بأنها تحظى برضى الكرسي الرسولي او تعبر عنه. والدليل على سبيل المثال ان المحور الاخير يتناول "اعلان أبو ظبي"، في الوقت الذي ليس هناك ما يسمى "اعلان أبو ظبي" بل "وثيقة الأخوة" التي وقعها قداسة البابا فرنسيس وسماحة شيخ الأزهر، وعاد واطلع عليها اية الله المرجع السيد علي السيستاني أثناء لقائه التاريخي به في النجف الاشرف، والتواصل قائم بين الكرسي الرسولي ومرجعية قمّ المقدسة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والنتائج ستكون لمصلحة الأخوة المسيحية- الإسلامية الحقيقية في المنطقة. فما المقصود في المؤتمر من إبدال التسمية بتسمية أخرى؟ حيث الخشية من امور كثيرة غير سوية في هذا المؤتمر ككل.
ثالثا: النقطة الأخطر هي المحور الذي سيتحدث فيه يوسف كمال الحاج حول "النصلامية". وهنا الطامة الكبرى. فالكلمة "النصلامية مأخوذة من فكر والده كمال يوسف الحاج التي دمج فيها بين كلمتين: النصرانية والاسلام. وفي المضمون الخطأ المنهجي ان النصرانية ليست المسيحية بل هرطقة مسيحية مختلفة تماما عن المسيحية. والاسلام المقصود ليس الإسلام الذي نعرفه.
والادهى ان الكلمة "النصلامية" باتت اليوم مصطلحا Chrislam يبغي من وراءه مفكرون صهاينة وماسونيون عالميون من "استيعاب المسيحية والاسلام في ديانة دنيوية تنزع عنهما ما يرتبط فيهما بكل ما هو غير دنيوي." وبالطبع الأمر مرفوض مسيحيا واسلاميا.
حتما هي ليست العيش معا في لبنان والعالم بين المسيحية والاسلام. فما الهدف من إعادة اطلاقها خلال هذا المؤتمر بالذات، وتحت ستار البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان الرسالة؟".
وحذر المصدر من "ان استغلال عنوان مثل قداسة الحبر الاعظم الراحل البابا يوحنا بولس الثاني لتمرير افكار تناقض مفهوم العيش معا، والتي اساسها احترام خصوصية الاخر في كل ما يملك من معتقد وافكار وثقافة، لان المطلوب ليس تقديم تنازلات انما الذهاب معا في مشروع حضاري اصبح العالم بأمسّ الحاجة اليه".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار