القصة الكاملة لاحراج الحريري فاخراجه من المعادلة اللبنانية

القصة الكاملة لاحراج الحريري فاخراجه من المعادلة اللبنانية
في لعبة الدول على الاشخاص ان يحموا رؤوسهم...

رانيا شخطورة -"أخبار اليوم"
ما زال تعليق الرئيس سعد الحريري العمل السياسي يتفاعل في الاوساط السياسية والشعبية، ويطرح الكثير من الاسئلة، في انتظار ان تحمل المرحلة المقبلة الاجابات التي ستحدد مستقبل الحريري السياسي والوطني.
وفي الانتظار يكشف مصدر واسع الاطلاع القصة الكاملة لاحراج الحريري فاخراجه من المعادلة اللبنانية، أكان لفترة موقتة او طويلة الامد. ويشرح المصدر انه لا يمكن النظر الى موقف الحريري على اساس انه ابن ساعته، بل انه يعكس الوقائع السياسية التي بدأت منذ لحظة تقديم استقالته عبر شاشة العربية من السعودية في 4 تشرين الثاني 2017.
ويلفت الى ان "ملف" الحريري في المملكة ينطلق من3 ركائز:
اولا: عدم ايفاء الحريري بالالتزامات التي وعد بها مقابل دعمه ووصوله الى رئاسة الحكومة وزعامته السُّنية واللبنانية، اذ كان يفترض به ان يشكل نوعا من الرافعة الاساسية لخلق التوازن مع حلفائه في وجه حزب الله، في الفترة الاولى حصلت فترة سماح من قبل السعودية نظرا للضغوط وهيمنة حزب الله، لكن يبدو انها انتهت، وبالتالي ليس صحيحا ان السعودية تعاقب الحريري و"قطع ورقته" فجأة.
ثانيا: ما يتعلق بوضعية الحريري الخاصة داخل البيت السعودي، حيث زيولها لم تعالج منذ قضية فندق "الريتز" حتى اليوم.
ثالثا: المملكة تعتبر ان الحريري "تلاعب" فيما خص الداخل اللبناني سيما من خلال التحالف مع الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
وهنا سئل المصدر: لكن ايضا رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع انتخب عون؟ فيذكّر ان جعجع ذهب الى هذا الخيار، بعدما حصل تقصير في طريقة ايصال جعجع الى الرئاسة، فلو عمل الحريري لصالح جعجع بنسبة 10 % مما قام به لصالح النائب السابق سليمان فرنجية لكان انتخب جعجع رئيسا للجمهورية.
وبالتالي يعتبر المصدر ان القضية تراكمات، اضف الى ذلك ما يعاني منه الحريري على المستوى المادي اذ عليه النهوض بالمؤسسات التي ورثها عن ابيه الرئيس الشهيد رفيق الحريري بدءا من تلفزيون المستقبل وصولا الى اصغر مستوصف.
وفي هذا السياق، يشير المصدر الى ان الحريري حاول طرق الباب التركي لكنه لم ينجح، فتركيا ليست بوارد الدخول في الخلاف مع المملكة، وكذلك بالنسبة الى محاولة طرق الباب المصري، حيث كان الجواب اولا يجب ترتيب الوضع مع السعودية اولا. اما في الامارات، فوصلت اليها رسائل مفادها ان الحريري "ابن" السعودية ولا يمكنه تخطي المملكة.
ولماذا هذا الامر لا يسري ايضا على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط وجعجع، يقول المصدر: اصلا الحريري يعتبر حالة سعودية بامتياز فهو يحمل ايضا جنسية المملكة، وبالتالي ما يُطلب من الحريري لا يُطلب من سواه، وبالتالي اذا لم يستطع ان يفي بوعوده فان النتائج تكون اشد حدة عليه من سواه.
ما الذي طلب من الحريري؟ يجيب المصدر: لقد خيّر بين الاعمال والسياسية وفق شروط، بمعنى انه لا يمكنه الاستمرار في المهادنة مع حزب الله وان يكون في حضن السعودية بنفس الوقت... لذا عاد الى بيروت وادلى "بالخطاب التاريخي" وعاد الى الامارات ليبدأ البناء مجددا في السياسة وفي الاعمال.
السؤال المرطوح اليوم، هل التعليق طويل او موقت؟ يرى المصدر: اذا تفجرت الامور وحصلت مواجهات عنيفة بغياب الحريري من دون اي تدخل له، هذا يعني انه خرج بشكل نهائي من المسرح السياسي، واذا كانت التهدئة تتطلب تدخلا منه، فعندها سيعلق تعليق عمله السياسي.
ويختم المصدر: في لعبة الدول على الاشخاص ان يحموا رؤوسهم...

إقرأ ايضا: بعد انسحاب الحريري.. هل يولد تحالف سني - شيعي؟