دعوة من معالي الوزير... ارتدوا الملابس توفيراً للغاز فمن سيطبّق الـ 1559؟! | أخبار اليوم

دعوة من معالي الوزير... ارتدوا الملابس توفيراً للغاز فمن سيطبّق الـ 1559؟!

انطون الفتى | الجمعة 28 يناير 2022

مصدر: أجنحة إيران في لبنان والخارج تطلب "السترة" منها لا أكثر

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

"حبس أنفاس" يسبق الجواب اللبناني الرسمي على الأفكار العربية - الدولية، التي نقلتها الكويت الى لبنان قبل أيام.

 

"مقصوف"

ولكن مهما كانت المضامين القابِلَة للنّقاش في تلك الأفكار، أو تلك القابلة لتدوير الزوايا، أو لا، نركّز على القرار الدولي 1559، الذي يتحكّم بالسياسة الدولية في لبنان، وبالسياسة اللبنانية، فيما يخرج علينا من حين لآخر من يُخبرنا بضرورة إبعاد شبح الحرب الأهلية، وذلك رغم أن لبنان بات عملياً بحُكم "المقصوف"، و"المُدمَّر"، حيث اللاكهرباء، واللامياه، و(حيث) اتصالات وإنترنت "القلوب المقطوعة"، واللادواء، واللاطبابة، واللاحياة.

 

"نضرس"

ولكن هل يُمكن للحكومة الحالية أن تستمرّ، وأن تنجح في رسم خطة تعافي مالية واقتصادية فعّالة، بلا تطبيق جدّي للقرار 1559؟ وما هي المفاعيل المعيشية والحياتية لانعكاسات عَدَم تطبيق هذا القرار، خصوصاً أن المجتمع الدولي لا يُفصِح عمّا هو مقبول أو غير مقبول لديه مباشرةً، بل يرسل الإشارات في العادة، فيما نحن الشعب اللبناني المسكين، "نضرس" من "حصرم" صواريخ الإيرانيين على أرضنا.

 

"مسخرة"

في هذا السياق، نذكر أن وزير النفط الإيراني جواد أوجي، دعا الشعب الإيراني قبل أيام، الى التوفير في استهلاك الغاز، من خلال اللجوء الى خطوات عدّة، من بينها ارتداء ملابس دافئة، الى جانب إطفاء أجهزة التدفئة لدى مغادرة المنزل أو المكتب، في ظلّ تدني درجات الحرارة هناك.

وإذا كان إطفاء أجهزة التدفئة لدى مغادرة المنزل أو المكتب، من الضروريات، في ظلّ الأزمات أو من دونها، إلا أن أقلّ ما يُقال عن دعوة مسؤول شعبه لارتداء ملابس دافئة، من أجل توفير استهلاك الغاز، إنه "مسخرة"، خصوصاً أن إيران من الدول التي تمتلك أكبر الاحتياطيات المُثبَتة من الغاز عالمياً.

 

برد

والمُضحِك بالأكثر، هو أن نصيحة وزير النفط الإيراني تصلح لكل شعوب دور محور "المُمانَعَة"، كرمى للصواريخ، والمسيَّرات، التي تُلهِب الساحات بالقتل، وتُميت الشعوب من البرد.

 

أجنحة

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "القرار 1559، هو قرار دولي، لا تريد الدول التي وضعته تطبيقه، بينما كان يُمكن فرض ذلك فرضاً، منذ عام 2005، وتحديداً منذ ما قبل انسحاب الجيش السوري من لبنان في ذلك العام، بمدّة زمنية قليلة".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "لبنان ليس قادراً على تطبيقه لوحده. والمشكلة الأكبر هي أن لإيران "أجنحة" في الداخل والخارج، تحلّق طهران من خلالها في الملفات اللبنانية، كما تريد. فالجناح المسيحي للإيرانيين في لبنان، هو فريق "العهد الرئاسي"، ومنذ ما قبل عام 2016. والجناح السنّي لإيران، بعد الرئيس سعد الحريري، هو حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وتتكامل الأجنحة تلك، مع واقع أن المصالح الفرنسية مع إيران، هي الجناح الأوروبي لطهران، والسياسات الأميركية غير الحازمة، هي الجناح الأميركي لها أيضاً".

 

المشرقيّة

وأشار المصدر الى أن "أجنحة إيران في لبنان والخارج تطلب "السترة" من طهران لا أكثر، وهو ما يُبقي القرار الدولي 1559 من دون تطبيق. والتغيير يبدأ بخروج تلك الأجنحة كلّها من السلطة، سواء كانت في الداخل، أو الخارج".

وشرح:"المشرقية، هي عنوان إيراني، يرفعه الجناح المسيحي لطهران في لبنان. وهي كارثة، يستحيل تطبيقها، في ظلّ وجود آلاف اللبنانيين الذين يعيشون، ويعملون، ويعتاشون، سواء في دول الخليج العربي، أو في أوروبا، أو في القارة الأميركية، أي خارج منطقة المشرق العربي. وهؤلاء كلّهم، يشكّلون عصباً اقتصادياً وثقافياً أساسياً للبنان".

 

زعيم

وأوضح المصدر أن "اللبناني كان دائماً زعيماً للمنطقة، انطلاقاً من دوره العربي، ومن أنه مواطن عربي. فاللبناني ينطلق من هويّته اللبنانية العربية، ليكون أوروبياً وأميركياً، بما يشكّل نقطة وصل بين الشرق والغرب، أي ان هويّة لبنان ليست مشرقيّة في الأساس، حتى ولو كان موقعه الجغرافي ضمن منطقة المشرق العربي".

وأضاف:"اللبناني هو مواطن عالمي، متعدّد الجنسيات، واللغات، والثقافات، والعلوم، وهو صانع علم ومعرفة، قبل الأمن. وهذه صفات غير متوفّرة في أي إنسان شرق أوسطي آخر. ولكن إيران تقتل تلك الهوية، وتُذيب لبنان بها، من خلال "المشرقيّة". فعَن أي تطبيق للقرار 1559 تتحدّثون في تلك الحالة؟".

 

العصر الحجري

ولفت المصدر الى أن "المشرقية هي اللاهوية للبنان، التي تسلّم بتقسيمه بين مجموعة من الشّعوب، بعضها يذهب ليموت في ساحات خارجية، وبعضها الآخر يُوجَّه للزراعة، للخروج من الحضارة، والعودة الى العصر الحجري، تحت ستار "الاقتصاد المُقاوِم".

وختم:"إزالة إسرائيل من الوجود هو شعار نفاقي. فكلّما نادت إيران به، كلّما ازدادت إسرائيل قوّة، وكلّما ارتفع الناتج المحلّي الإجمالي فيها (إسرائيل) سنوياً بمليارات الدولارات، فيما ترتفع القدرة الشرائية لشعبها أيضاً، أكثر فأكثر سنوياً، مقابل شعوب تموت في لبنان ودول المنطقة، وتتسوّل المساعدات الإنسانية، عبر دول أجنحة إيران، في الخارج".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار