محاولات سريعة لملء الفراغ السُني... هل انتهى زمن الاقوياء! | أخبار اليوم

محاولات سريعة لملء الفراغ السُني... هل انتهى زمن الاقوياء!

عمر الراسي | السبت 29 يناير 2022

لا يوجد توجه الى اطلاق زعامة واحدة عند السُّنة خاصة وان المرحلة ما زالت ضبابية

عمر الراسي-"أخبار اليوم"
تتسارع التطورات على الساحة الداخلية، منذ ان اعلن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري تعليق عمله السياسي، في محاولة لملء الفراغ في الساحة السُنية، فغياب الحريري، له تداعيات كبيرة شاء من شاء وابى من ابى!
وخير دليل الحركة من والى دار الفتوى، فبعد زيارة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان الى السراي الحكومي امس، وصلاة الجمعة في المسجد العمري الكبير في وسط بيروت، بحضور الرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، كانت اليوم زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى دار الفتوى لافتة، حيث اكد على "أهمية الدور الذي تلعبه الطائفة السنية الكريمة في المحافظة على وحدة لبنان وتنوعه السياسي، وعلى المشاركة مع سائر مكونات لبنان في الحياة الوطنية والسياسية والاستحقاقات التي ترسم مستقبل لبنان وابنائه"، مشيرا الى "أن دار الفتوى صمام أمان لجميع اللبنانيين"، وقال: "نحن لا نريد للطائفة السنية ان تخرج من العمل السياسي في لبنان، لأننا سمعنا انه قد تحصل مقاطعة، ونحن لا نريد ان تحصل المقاطعة، لأن لبنان عندما يخسر مكوّنا من مكوّناته الكبار، هذا الأمر يهدد المجتمع الذي تعوّدنا عليه وتربيّنا على هديه."
وشدد رئيس الجمهورية على "أن لبنان اليوم بحاجة اكثر من اي وقت مضى الى تعاضد ابنائه والتفافهم حول دولتهم والمؤسسات الدستورية كافة"، ملاحظا انه "لا يرى سببا لكي تتأجل الانتخابات"، ومشيرا الى "اهمية التعاون بين جميع الاطراف والمكونات للخروج من الازمة الراهنة على نحو يحفظ للمواطن اللبناني كرامته وحقه في العيش الكريم".
وفي الموازة، كان ايضا التصريح الذي ادلى به بهاء الحريري محطة اساسية لا تنفصل عن تلك التطورات، اذ به يطل كوريث جديد للرئيس الشهيد رفيق الحريري، من اجل استكمال برنامجه ومشروعه، وكأن ما بين حروف كلماته المختارة بدقة قد نال ضوءا اخضر لدخول الساحة السياسية من الباب العريض.
لكن هذه المحاولات السريعة لملء الفراغ السُني من قبل اهل البيت قبل ان يتسلل آخرون، لا تلغي سؤالا يتردد في الكثير من الاروقة السياسية، هل زمن الرئيس القوي في طائفته قد انتهى؟

يرى مرجع سياسي مخضرم ان لكل طائفة خصوصيتها، ان الحالة السُّنية لا يمكن ان تعمم على باقي الطوائف، فعلى سبيل المثال الزعامة الدرزية ثابتة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط واصالا لا يوجد اي بدائل له.
ويضيف بالنسبة الى الزعامة الشيعية، فان الواقع الشيعي من خلال المتغيرات المقبلة على المنطقة والاقليم لن يبقى على ما هو عليه ، بعدما وصلت الشظايا الى العراق.
اما الواقع المسيحي فسيبقى على ما هو عليه كون الاحزاب المسيحية، وان كانت على خلاف فيما بينها، فانها تتماهى مع البطريركية المارونية التي تعتبر المرجعية الروحية للجميع.
وبالعودة الى السُّنة، فان قبلة ابناء هذه الطائفة في لبنان هي المملكة العربية السعودية، وهم يتأثرون بما يحصل هناك.
وهنا يكشف المرجع ان كل التقارير والمعلومات تفيد بانه لا يوجد توجه الى اطلاق زعامة واحدة عند السنة خاصة وان المرحلة ما زالت ضبابية جدا في المنطقة وليس معروفا الى اين سترسو، وكل ذلك مرتبط لا بل يتعلق بما ستؤول اليه التطورات على المستوى الايراني - الاميركي، ولكن في ظل هذه المرحلة الانتقالية لا دور لسعد الحريري فيها.
وهل هذا سيفتح الباب امام زعامات غير سُنية لدخول الطائف، يجيب المرجع: هناك قواعد سنية قد تميل الى زعيم من غير طائفته، فتاريخيا كان للرئيس الراحل كميل شمعون الكثير من المؤيدين الشيعة والدروز... وربما فاق عددهم المسيحيين.
لذا، يتابع المرجع، لا يصح اطلاقا الكلام عن استبدال الزعيم او الجلوس مكانه، بل هناك قواعد سنية قد تؤيد رئيس القوات سمير جعجع او سواه، كما هناك قواعد مسيحية لطالما ايدت سعد الحريري وقبله الرئيس الشهيد.

إقرأ ايضا: متى يسري مفعول تعليق العمل السياسي لكتلة المستقبل؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار