الهدف اضعاف السُّنة وما يمثلونه من اعتدال في هذه الدول
رانيا شخطورة - "أخبار اليوم"
ضجت وسائل الاعلام في الساعات الاخيرة بخبر مقتل رجح ان يكون لبنانيين يتحدرون من شمال لبنان في عمليات أمنية نفذتها القوات العراقية ضد تنظيم «داعش» الذي قال إنه استقطب في الأسابيع الماضية عدداً من اللبنانيين... فهل عاد الخطر الارهابي يطرق باب الشمال؟
يجزم مرجع طرابلسي، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان اغراء ابناء المنطقة ماديا وترهيبهم ليس جديدا، ويشرح انه منذ ايام ابو مصعب الزرقاوي في العراق تحصل عمليات استدراج ابناء الشمال وتحديدا من طرابلس، وذلك من خلال عملاء للنظام السوري، احدهم يدعى محمود كول بن محمد آغاسي (أبو القعقاع) الذي كان يعقد الحلقات في طرابلس بتوجيه من النظام السوري ورعايته، لاستدراج المقاتلين باتجاه تنظيم القاعدة آنذاك.
ويتابع: هذا الامر لم يتوقف وهو ناجم عن استغلال الوضع الاجتماعي، مشيرا الى ان الذين توجهوا الى القتال في الدول المجاورة في معظمهم من فقراء طرابلس، او من الذين اتتهم اشارات بان هناك مذكرات او وثائق امنية بحقهم عند الاجهزة الامنية، وسيجرون الى التحقيق ويزجون في السجون، وهناك العديد من الامثلة عن شباب دخلوا السجون ولم يخرجوا بعد والمحاكمات ما زالت عالقة منذ عقد من الزمن واكثر. وقد يعتقد هؤلاء ايضا انهم يخدمون قضية مقدسة او تزرع في رأسهم هذه الفكرة.
ويكرر المصدر: هذا الامر ليس مستجدا، ولن يتوقف في طرابلس، اما المستجد فهو تحرك داعش من خلال ما حصل في سوريا (الهجوم على سجن الحسكة) وفي العراق (حيث شن هجوم على مقر للجيش العراقي فجر الجمعة الماضية في محافظة ديالى الواقعة شمال شرق بغداد). ويعتبر ان هذا النشاط ليس بريئا في هذه اللحظة، لا في سوريا ولا في العراق ولا في لبنان، وكأن الهدف اضعاف السُّنة وما يمثلونه من اعتدال في هذه الدول، هو نوع من الرقصة الجديدة للوحشية في القمع. قائلا: في لبنان هناك سعي لتهميش السُّنة، في سوريا محاولة لاظهار ان النظام وحده القادر على حفظ الامن ، في ظل استمرار وجود داعش وتحركه، اما في العراق، فللايحاء انه لا يمكن في هذه اللحظة التخلي عن الحشد الشعبي.
ويختم: في طرابلس، لا شيء تغير على واقع الساحة، كل من ذهب الى "داعش" -قتل او لم يقتل- في معظمهم تلقوا رسائل بانهم مستهدفين من قبل اجهزة امنية في لبنان، او نتيجة للفقر المدقع الذي ترزح تحته المدينة.
إقرار ايضا: من أرسل شباب طرابلس إلى الموت في العراق؟