القضية الفلسطينية وداعاً... انقلابات عسكرية وميليشيات وأنظمة إرهابيّة!؟ | أخبار اليوم

القضية الفلسطينية وداعاً... انقلابات عسكرية وميليشيات وأنظمة إرهابيّة!؟

انطون الفتى | الإثنين 31 يناير 2022

مصدر: بدأ الخَلَل من خلال سلسلة الانقلابات التي شهدتها سوريا

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

إذا كان حلّ أزمة الشرق الأوسط مستحيلاً من دون إيجاد حلّ للقضيّة الفلسطينية، فقد يكون مُلزِماً وضع تلك القضية على الطاولة سريعاً، مع جدول زمني محدّد، تصل خلاله الى برّ الأمان، بما يفكّ الأسر عن ساحات إقليمية عدّة، لا سيّما اللبنانية، والسورية تحديداً، خصوصاً أن تلك القضية ما عادت مربوطة بأرض، ولا بحقوق شعب حصراً، وذلك على عكس ما يُظهره بعض الذين يرفضون إظهار الفَهْم.

 

ستار

فتطبيق القرارات الدولية، إقليمياً، ومنها القرار 1559 في لبنان، وإعادة إعمار الاقتصاد اللبناني، والإنسان اللبناني، وإعادة إعمار سوريا... كلّها عناوين مطلوبة، ولكنّها مستحيلة من دون إيجاد حلّ ليس للقضيّة الفلسطينية، بل للتشعّبات غير الفلسطينية، وغير العربية، التي دخلت الى تلك القضية، خلال العقود الأخيرة.

فالقضية الفلسطينية ما عادت فلسطين، بل الميليشيات المسلّحة العاملة في المنطقة، بالإضافة الى بعض الأنظمة الإقليمية، التي استثمرت وتستثمر فيها، كستار وحجّة للتوسّع الى خارج حدودها، وممارسة الاحتلال لساحات إقليمية عدّة.

 

وقت قليل

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "الأنظمة والميليشيات التي تحكم، وتُمارس الإرهاب، من خلال الاستثمار بالقضية الفلسطينية، تُطلق نيرانها في كل مكان، والى كل مكان، وذلك من دون إطلاق ولا حتى طلقة حقيقية وتحريرية واحدة باتّجاه القدس. وهو ما يعني أنها تلتزم بحدود اللّعبة المرسومة لها، في البقاء بعيدة منها (القدس)، مقابل الحصول على ما تريده من مكاسب، في ساحات إقليمية أخرى، من خلال ممارسة العنف والإرهاب".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "التخلّي عن القضية الفلسطينية، بدأ بعد وقت قليل من سقوط فلسطين بيد إسرائيل".

 

لعبة

وأوضح المصدر:"بدلاً من أن يكون سقوط فلسطين عام 1948، عاملاً مُساعِداً على إعداد العدّة لمواجهة الواقع الجديد، بدأ الخَلَل في المنطقة، في العام التالي مباشرةً، أي منذ عام 1949، وذلك من خلال سلسلة الانقلابات العسكرية التي شهدتها سوريا، وهو ما أدّى الى ضرب أي إمكانية للحداثة والتطوير والديموقراطية في المنطقة، مع فتح الباب واسعاً لهيمنة الجيوش على الحياة السياسية، سواء في سوريا، أو في ساحات عربية أخرى غيرها، في ما بعد".

وأضاف:"هذه العدوى تفشّت على مستوى المنطقة، فضُرِبَت الحرّيات، وسُلِّمَت الدول العربية لأنظمة عسكرية استثمرت في جهل الشعوب، وفي التعصّب الدّيني، وفي قتل الديموقراطية، لصالح من انقضّوا على الحُكم في بلدانهم باستعمال فلسطين كشعار، فراحوا يؤسّسون لتوسيع ثرواتهم الخاصّة، وذلك بموازاة نموّ إسرائيل، وتقدّمها، وحصولها على الكثير من الأموال والمساعدات الأجنبية، سنوياً. واستمرّت اللّعبة على تلك الحالة، لعقود وسنوات".

 

مكسب

وأكد المصدر أن "فلسطين باتت حالياً ذريعة، غير صالحة للحصول على مكاسب من خلالها. وحتى إن الشعب الفلسطيني نفسه، دخل في تلك المظلّة نفسها، بعدما وصل الى حدّ التقاتُل بين بعضه البعض، أكثر ممّا قاتَلَ إسرائيل في الماضي. وما يزيد الطّين بلّة، هو الميليشيات المدعومة من أنظمة غير عربية، والتي تعمل تحت ستار القضيّة الفلسطينية، لتسويق تلك الأنظمة، وهيمنتها على المنطقة العربية".

وختم:"كل من يرغب بالحصول على مكسب في الشرق الأوسط، يدخل من باب القضية الفلسطينية، ويتوسّع منه الى ما هو أبْعَد. ولكن تلك القضية باقية في الوجدان العربي العام، وحلّها لن يكون بسحر ساحر، وسيأخذ مجراه الطبيعي، ووقته. وفي الوقت الفاصل عن الحلّ العادل، ستُستعمَل (تلك القضية) لأهداف خاصّة، وذلك رغم أن الشعوب العربية ما عادت تصدّق كل من يتحدّث في شأنها".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة