ضرائب بدلاً من الإصلاحات تموّل انهيار بلد "المش معروف شي من شي"!؟ | أخبار اليوم

ضرائب بدلاً من الإصلاحات تموّل انهيار بلد "المش معروف شي من شي"!؟

انطون الفتى | الأربعاء 02 فبراير 2022

مصدر: تتمحور السياسات العامة منذ عام 2011 حول فكرة اكتساب الوقت

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ماذا يعني أن تتجدّد الأزمة التي تحكّمت باقتصادنا، وماليّتنا، ومعيشتنا، منذ خريف عام 2019، بأشكال وأدوار جديدة، وسط حالات من عَدَم اليقين، تكرهها الأسواق والاقتصادات والمجتمعات في العادة؟

فانخفاض سعر صرف دولار السوق السوداء ليس مسألة "زهرية". ونقول هذا هنا، من خارج الإشارة الى صعوبة استثمار أرقام "انخفاضاته"، في المشتريات اليومية.

 

دولار

فلا شيء أشدّ سوءاً، وأكثر عرقلةً، من أرقام تعلو وتنخفض، بما لا معادلات واضحة ترافقها، أو تؤكّد إمكانية وضع إطار محدّد لرسم المستقبل، بالاستناد إليها.

فدولار السوق السوداء، هو دولار سياسي قبل أي شيء آخر، وهو نفسه الذي يضبط طعامنا، وشرابنا، ومحروقاتنا، وأدويتنا، ومستشفياتنا... منذ عام 2019. والدولار الأسود هذا نفسه، هو المنصّة التي لطالما قُصِفنا منها، مرّة من خلال تهديدنا بقطع هذه الخدمة أو تلك، في ما لو لم تُرفَع أسعارها، ومرّات ومرّات، من خلال قطع الأساسيات عن منازلنا، وعن صحتنا...

 

تجديد أزمات

وطالما أن الأزمة السياسية لم تُحَلّ حتى الساعة، فلا شيء يضمن أن "انخفاضات" السوق السوداء، قادرة على أن تزرع الآمال في أيامنا، بالفعل.

فعَدَم اليقين مستمرّ، هو نفسه، بما يهدّد تجديد أزمات حياتنا مستقبلاً، بطُرُق قد نجهلها الآن. فنحن في بلد "المش معروف شي من شي"، فيما السنوات تمرّ من أمامنا، مع ترتيب خسائر كبيرة علينا، وعلى الأجيال اللاحقة.

 

حلول

أشار مصدر مُطَّلِع الى أن "الأزمة بدأت سياسية في خريف عام 2019، وهي مستمرّة بخطوطها السياسية نفسها، حتى الساعة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المشكلة الأساسية هي أن البلد يُدار بمفهوم الكَسْب. وحتى إن تهدئة السوق حالياً، تتمّ وفق قواعد الكَسْب هذا نفسه. أضف الى ذلك، أنه منذ عام 2011، تتمحور السياسات العامة، وتلك الاقتصادية والمالية أيضاً، حول فكرة اكتساب الوقت، بانتظار الحلول. ولكن تلك الأخيرة غير متوفّرة حتى الساعة".

 

الضرائب

وشدّد المصدر على أن "المأساة مُترافِقَة مع سياسات أزمة، ومع خطط وموازنة أشبه بـ "تلبيس طرابيش". فضلاً عن أنه ما عاد بإمكان الطبقة الحالية أن تنقذ الوضع الاقتصادي، لأنها تعتمد ما كان سائداً في الماضي، هو نفسه".

وشبّه "المرحلة الحالية، بتلك التي سبقت مؤتمر "باريس 1". ففي ذلك الوقت، أُتخِمنا بالكثير من الأحاديث عن الإصلاحات، والخطط، للمطار، والاتصالات، والكهرباء، والبيئة... من دون تطبيق أي شيء منها. والآن وصلنا الى مرحلة سياسية جديدة، بأسلوب العمل نفسه، مع فارق أساسي، وهو أن المجتمع الدولي سحب يده عنّا، ومنّا حالياً، وهو ما لم يحصل قبل 21 عاماً".

وختم:"في الماضي، ورغم عَدَم وضع "فيتوات" دولية على تدفّق الدولار الى البلد، لم يحصل الشعب اللبناني من الخطط إلا على الضّرائب. فكيف سيكون عليه الحال اليوم، في ظلّ العقوبات، والحصار؟ وهنا ندعو الناس الى عَدَم انتظار شيء إلا الضرائب، لتمويل الانهيار الداخلي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار