من "التطبيل" الى "التزمير"... لبنانيّو الـ "1 دولار" و"الألف ليرة"! | أخبار اليوم

من "التطبيل" الى "التزمير"... لبنانيّو الـ "1 دولار" و"الألف ليرة"!

انطون الفتى | الأربعاء 02 فبراير 2022

مصدر: الشعب اللبناني وُجِّهَ الى كل ما يتعلّق بمفهوم الرّبح السريع منذ التسعينيات

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ما هو هذا الشعب الاستهلاكي، الذي يتحوّل فجأة من "الدولار" الى "اللبناني"، وكأنّ شيئاً لم يَكُن قبل أشهر، وكأنه لم يخسر قبل أشهر، و(كأنه) لا يخسر حتى الساعة، أي وكأن لا شيء يستوجب انتفاضة، على كلّ الذين تركوا الأمور تتدهور الى هذا الحدّ، عن قصد؟

 

فساد

صحيح أنه لم يَعُد جديداً إذا قُلنا إن الشعب اللبناني غطّى فساد حكامه لسنوات وسنوات، لكونه لم يحاسبهم في صناديق الاقتراع، ولا حتى لمرّة واحدة. وصحيح أن هذا الشعب ما كان تحرّك في 17 تشرين الأول 2019، لولا أن سوء الحكم، وازدواجية السلطة بين السلاح غير الشرعي والفساد، وصلت الى حدّ المساس بالمعيشة اليومية، إلا أنه كيف يُمكن للّبناني، الذي كان يشتهي رؤية الـ "1 دولار" بين يدَيْه قبل أسابيع، والذي بات يشتهي الحصول على "الألف ليرة" اليوم، تسهيلاً لبعض مشترياته اليومية، (كيف يمكنه) أن ينتقل من "التطبيل" بالليرة، الى "التزمير" بالدولار، بسهولة إستهلاكية، تعطي صورة واضحة عن ماهيّة شعب يتلقّف كل شيء إستهلاكياً، بدءاً من العملة، وصولاً الى العناوين الكبرى، الى درجة أنه يقبل ربما بأن يُقايِض الحرية والسيادة والاستقلال، بالاحتلال، والخضوع، والعبوديّة، إذا كانت حاجاته الأساسية متوفّرة.

وبالتالي، هل يُمكن لشعب مُماثِل، أن يجدّد السلطة، بانتفاضة، أو من خلال انتخابات نيابية؟

 

ربح سريع


شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "الشعب اللبناني وُجِّهَ الى كل ما يتعلّق بمفهوم الرّبح السريع، منذ التسعينيات تحديداً، وهو تلقّف ذلك، نظراً الى سهولته".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "السياسات الاستهلاكية، والنّفعيّة السريعة، بدأت تزداد تدريجياً منذ عام 1992 تقريباً. وهي وصلت الى الفوائد المرتفعة، ومنح القروض لتأسيس مشاريع صغيرة، لأيّ كان، بطُرُق عشوائية، والى سندات الخزينة التي وصلت الى 30 في المئة، وصولاً الى سلسلة الرتب والرواتب. وهذا كلّه وجّه الشعب اللبناني الى سياسات الرّبح السريع، من دون تعب".

 

منذ 2020

ولفت المصدر الى أن "الذهنية هذه نفسها هي التي تحكّمت باللبنانيين منذ عام 2019، وبالمضاربات على العملة، وبنفخ السوق السوداء. وبالتالي، ساهمت ذهنيّة الرّبح السريع، وعَدَم التّعب، تحت ستار ليبرالية مُطبَّقَة بطريقة غير صحيحة، بزيادة أزمة الشعب اللبناني الأخيرة، على يده هو نفسه".

وأضاف:"بعض الناس جنوا ثروات بملايين الدولارات، من دون أي مجهود، منذ عام 2020، وذلك من خلال المضاربات في السوق السوداء. ورغم ذلك، يستمرّ اللبناني بالذّهنيّة نفسها، حتى ولو وقع فريسة ألاعيب سلطوية، في كثير من الأحيان".

وختم:"في أي حال، المشكلة الاقتصادية باقية على حالها، خصوصاً أن لا تقدّم جديّاً في المفاوضات مع "صندوق النّقد الدولي". والإيجابيات في التعاطي مع "الصندوق" ليست أكثر من تطمينات سياسية، تُضَخّ في وسائل الإعلام، من دون أي قاعدة لها في عالم الواقع، حتى الساعة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة