التحذيرات الامنية شائعات ام لا دخان من دون نار؟!
العميد رمال: هل المجتمع الدولي يعمل عكس ما يقول؟!
عمر الراسي - "أخبار اليوم"
تزامن اعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي، مع موجة من التحذيرات من الخطر الامني، الذي قد يصيب لبنان على خلفية انسحاب الزعيم السّني المعتدل، الامر الذي يدفع الى التساؤل: هل انها تندرج تحت خانة الشائعات والتهويل ام لا دخان من دون نار؟!
يشرح العميد الركن المتقاعد د. محمد رمال، عبر وكالة "أخبار اليوم"، ان علينا ان نقرأ في خلفيات اعتكاف الحريري، قائلا: يُشاع ان هناك عدم رضى سعودي على ادائه وتحديدا مع حزب الله. ويفهم من ذلك كأن المطلوب من الحريري ان يكون صداميا في موضوع التعامل مع ملف يتعلق مباشرة بالسعودية، يمثله حزب الله وايران وامتدادا باتجاه اليمن، وبالتالي تعتبر الرياض ان حزب الله شريك بما تتعرض له من قبل الحوثيين من خلال مشاركته مع ايران، وربما الرئيس الحريري كونه الرجل السني الاول - بحكم موقعه كرئيس سابق للحكومة وكزعيم – كان المطلوب منه ان يتصدى او ان يكون رأس حربة للمشروع السعودي في لبنان، على اعتبار ان المملكة ترى في حزب الله رأس الحربة للمشروع الايراني في لبنان وفي المنطقة. اما الحريري وانطلاقا من معرفته بالتركيبة اللبنانية وطبيعة المكونات والعلاقات بين الافرقاء، لم يكن مستعدا للدخول في هكذا وضع. اضف الى ذلك عدم الرضى السعودي على ادائه اشعره وكأن ليس لديه اي آفاق سياسية على ابواب الانتخابات.
ويتابع رمال: اذا كان هذا التحليل سليما، قد يكون تنحي الحريري ليتم استبداله بشخصية قادرة على القيام بما تعتبر السعودية انه عجز عنه، من هنا ندخل الى الموضوع الامني، وبالتالي نلاحظ انه في الايام الاخيرة، كثر الحديث عن داعش وحضورها تحديدا في الشمال، وتزامن ذلك مع العثور على جثث تعود الى لبنانيين في العراق.
ويلفت الى ان كثرة التركيز على الموضوع الامني وتحديدا من خلال داعش يستنتج منه أن المطلوب نقل الساحة من سياسة الاعتدال التي كان يمثلها ويمارسها الحريري تجاه الافرقاء اللبنانيين، الى ساحة مواجهة لتصفية الحسابات الاقليمية، او لتحسين الشروط الاقليمية للاطراف الاخرى، معتبرا ان هذا مخيف، لانه يخشى الذهاب باتجاه صدامي من خلال استجرار ادوات خارجية كداعش او غيرها.
ولكن في المقابل، يلفت رمال الى انه اذا كان فعلا المجتمع الاقليمي والدولي ذاهب في هذا الاتجاه وهو في نفس الوقت يراهن على تغيير ما في الانتخبات، فان اي تطور امني سيطيح بالانتخابات وبالتالي يتم الابقاء على الطبقة السياسية الراهنة. فهل المجتمع الدولي يعمل عكس ما يقول؟!
أقرأ ايضا: استقرار سياسي و"دولاري" ولكن ماذا لو انقطع القمح والخبز من البلد؟!