الى القيادات المسيحية في لبنان... الحلّ خارج الأسوار وأكبر من السفراء!؟ | أخبار اليوم

الى القيادات المسيحية في لبنان... الحلّ خارج الأسوار وأكبر من السفراء!؟

انطون الفتى | الخميس 03 فبراير 2022

مصدر: فرنسا هي "الأم الحنون" لمصالحها ولانتخاباتها الرئاسية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

كيف يُمكن للبعض أن يخدع الشعب اللبناني عموماً، والنّسيج المسيحي في لبنان خصوصاً، بأن دولاً مثل الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وروسيا، تدافع عن حقوق المسيحيّين فيه، وعن الوجود المسيحي على مستوى المنطقة عموماً؟

 

"الأم الحنون"

ففي نظرة سريعة، نجد أن فرنسا تحوّلت منذ زمن بعيد، من "أمّ حنون" للموارنة، الى "أمّ حنون" للفريق السُنّي الذي كان يدور في فلك الصّداقة التي جمعت الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، بالرئيس رفيق الحريري، والتي استمرّت مفاعيلها الى ما بعد سنوات من خروج شيراك من السلطة، تبعاً للمصالح الفرنسية.

وها هي باريس، تتحوّل منذ عام 2020، الى ما يُشبه "الأمّ الحنون" للفريق الشيعي التابع لإيران في لبنان، وذلك بفعل "زواج متعة" المصالح الفرنسيّة في الداخل الإيراني، وتلك التي تشكّل طهران "عرّابة" لها، سواء في العراق، أو في المنطقة عموماً.

 

كاثوليكيّة

أما الولايات المتّحدة برئاسة الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يعوّل بعض من في لبنان على كاثوليكيّته، وعلى إعادته الحرارة الى الخطّ الفاتيكاني - الأميركي، فنجد أنها أميركا التي تتراقص على خيوط كاثوليكيّة "بايدينيّة"، غير كاثوليكية. ومجرّد أن نقول إنها غير كاثوليكية، على مستوى الاختلافات الجوهرية في النّظرة الى قضايا أخلاقية وإيمانية كثيرة بين بايدن، وتعاليم الكنيسة الكاثوليكية، فهذا يعني أنه لا حاجة لنا الى أن نُكمِل لا الحديث، ولا الشّرح.

 

صلاة

أما روسيا، التي يُضحكنا البعض بالحديث عن حرصها على لبنان، وعلى المكوّن المسيحي فيه، وفي الشرق، فيكفي أن نذكر أن الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي صلّى في مبنى الكرملين، بعد إنهاء محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في 19 كانون الثاني الفائت، وهو يوم الاحتفال بمعموديّة السيّد المسيح (عيد الغطاس)، بحسب التقويم اليولياني (المعروف شعبياً، بإسم التقويم الشرقي).

 

رسائل

وبما أن لا شيء صدفة لدى الإيرانيّين، فإننا نذكّر بأن تقصُّد الزيارة الإيرانية، والصلاة في الكرملين، يوم الاحتفال بعيد الغطاس في روسيا، يأتي على وقع الذّكرى 33 للرسالة التي كان الخميني وجّهها الى الرئيس السوفياتي (الأخير) ميخائيل غورباتشوف، في 7 كانون الثاني عام 1989، يدعوه من خلالها الى الإسلام، ويحذّره فيها من الاعتماد على الدول الغربية.

و7 كانون الثاني، هو يوم الاحتفال بميلاد السيّد المسيح، في روسيا، بحسب التقويم اليولياني. وهي مواعيد تدركها إيران جيّداً، وتعرف كيفيّة تمرير الرسائل الكثيرة من خلالها، سواء لـ "الصّديق" الروسي "الأرثوذكسي" الحالي، أو لـ "الجار" السوفياتي المُلحِد، قبل عقود.

 

"البيت الأبيض"

وإذا دمجنا الشّكل الكاثوليكي "النّفاقي" لبايدن، بالاستماتة الأميركية الحالية لإبرام ولو أي اتّفاق مع إيران، بما قاله ممثّل المرشد الإيراني (علي خامنئي) في محافظة ألبرز، محمد همداني، عن أنه يُمكن لرئيسي الصلاة في "البيت الأبيض" أيضاً، نفهم في تلك الحالة أن التعويل اللبناني، والمسيحي في لبنان، على أكبر عواصم القرار الدولي، لتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني، ليس في مكانه.

وفي تلك الحالة أيضاً، نفهم أنه لا يوجد من يُلاقي الفاتيكان بصدق، على الصّعيد الدولي، للحفاظ على هويّة لبنان، ولا على شعبه، ولا على نسيج التعايُش فيه.

 

مبادرات

شدّد مصدر مُطَّلِع على أن "جوهر المشكلة هي في أن القيادات المسيحية اللبنانية، تكتفي بإطلاق المواقف الداخلية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "تحرير لبنان يبدأ أوّلاً بالوحدة، وهذه غير موجودة. فالقيادات المسيحية اللبنانية تفتقر الى مبادرات، وهي لا تخرج الى خارج الأسوار أيضاً، أي انها لا تتحرّك الى الخارج العربي والدولي. فهل يُعقَل ذلك، إذا كان أولئك الذين يحذّرون من الاحتلال الإيراني، يشعرون بخطر زوال لبنان بالفعل؟ وبالتالي، يتوجّب أن يجعلوا حركتهم أقوى ممّا هي عليه حالياً".

 

نحو الخارج

وأشار المصدر الى أن "العواصم الكبرى لن تعمل على الملف اللبناني إذا لم يوجد من يطلب منها ذلك، ومن يشرح لها باستمرار، عَدَم جواز ربط لبنان بالمصالح الدولية - الإيرانية. وبالتالي، يتوجّب على القيادات المسيحية في لبنان أن تخرج من توصيف الواقع، ومن التحليل السياسي، للتحرّك نحو الخارج، والسّعي الى إيجاد حلول".

 

فرنسا

ورأى المصدر أن "فرنسا هي "الأم الحنون" لمصالحها، ولانتخاباتها الرئاسية، في الوقت الرّاهن. وهي ليست ضدّ المسيحيين في لبنان والمنطقة، ولكنها تعتقد ربما أنها تساعدهم، ولكن بطريقتها الخاصة، التي لا نؤيّدها، إذ إنها تتحرّك في الملف اللبناني من ضمن موازين القوى الإقليمية العامة، حصراً".

وختم:"الدولة اللبنانية باتت جزءاً من محور "المُمانَعَة". فأين تتحرّك الأحزاب المسيحية لتعويض التقصير الرسمي على هذا الصّعيد، بما يفكّ أسر لبنان؟ المسألة تحتاج الى عمل أوسع من الاجتماعات مع بعض السفراء، و(تحتاج) الى التجوال خارج لبنان، وحمله الى أكبر المقرّات الدولية، السياسية وغير السياسية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة