"داعش" غير موجود... إطار لازم لتحقيق سياسات إقليمية ودولية كبرى!؟ | أخبار اليوم

"داعش" غير موجود... إطار لازم لتحقيق سياسات إقليمية ودولية كبرى!؟

انطون الفتى | الجمعة 04 فبراير 2022

مصدر: الجماعات الإرهابية في منطقتنا تعمل لدى أجهزة استخبارات

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

أبو ابراهيم الهاشمي القرشي هو الذي سقط هذه المرّة، بعد سلسلة أسماء أخرى سبقته على دروب السّقوط، في عمليات أمنية أميركية.

وإذا كان مقتل زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أمس، حدثاً ضرورياً بالنّسبة الى البعض، أو مهمّاً للسلام الإقليمي، أو لاستعادة "الهيبة" الأميركية التي أُصيبَت بالخروج الفاشل من أفغانستان. وإذا كان مقتله يُظهر استمرارية التزام الولايات المتحدة الأميركية بمنطقتنا، وعدم خروجها التامّ منها، إلا أن قتل الإرهابيين لا يُمكنه أن يكون حلّاً في أي يوم من الأيام، وذلك تماماً مثلما أن القيام بجولات قتالية ضدّ التنظيمات الإرهابية المسلّحة، لن يشكّل حلّاً في أي يوم من الأيام، أيضاً.

 

2011

الدّليل على ما نقوله، هو أن قتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن في عام 2011، لم يوقف الإرهاب، لا في منطقتنا، ولا حول العالم. كما أن شنّ الحروب على تنظيمات مسلّحة، ورغم أنه أفقدها الكثير من عناصرها، ومن قدراتها العسكرية، إلا أنه لم يمنعها من تجنيد المزيد، ومن تعويض الأسلحة التي فقدتها، خلال تلك الحروب.

 

"استثمارات"

يقتات الإرهاب من كتب عقائدية، ومن أنظمة عقائدية، ومن مصادر تمويل عقائدية، ومن منصّات عقائدية، تُطالِب بقتل هذه الفئة أو تلك، وتمارس غسيل الأدمغة، وتُطلِق العنان لتمنّي الموت لهذه الشريحة في منطقتنا، أو لتلك، تحت ستار تعليم الصلاة. وما لم يُعمَل على سَحْب هذا الإطار من التداوُل اليومي لشعوب منطقتنا، فإن الإرهاب سيستمرّ، مع "استثماراته" الإقليمية والدولية المُربِحَة.

 

فروع

شرح مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "كل الجماعات الإرهابية في منطقتنا، تعمل لدى أجهزة استخبارات. وهي لا تتحرّك من مُنطلق عقائدي، إلا من حيث الظّاهر. وبتعبير أوضح، تنظيم "داعش" مثلاً، يتألّف من فروع عدّة، منها الفرع التابع لتركيا، وذاك التابع لإسرائيل، فيما يتبع بعضها لسوريا، والبعض الآخر لإيران، بينما يعود بعضها الآخر لمكوّنات إقليمية أخرى. وهذا كلّه نجده بالفعل، رغم الفوارق الكبيرة على مستوى العقيدة السياسية والعسكرية والدينية، الموجودة في كلّ دولة من تلك الدول".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "لا يوجد ما يُمكن أن نسمّيه عقيدة إرهابية واحدة، ومحدّدة، بل جماعات، تتغلغل بينها أجهزة الاستخبارات، وتعمل فيها، ومن ضمنها، وتجنّد من صفوفها، وفق إطار عقائدي معيّن. وهذا ما يفسّر كيف أن فروع وقادة تنظيم "القاعدة" نفسه، كانوا ينشطون من إيران، رغم أنهم من المسلمين السُنَّة".

 

سياسات كبرى

ولفت المصدر الى أن "الإرهاب يُستعمل في منطقة مُخرَّبَة، دُمِّرَت في حرب سُنيّة - شيعية، بما يحقّق مصلحة إسرائيل، وبمعرفة الأطراف الإسلامية التي تؤجّج الصّراع السُنّي - الشيعي هذا، بنفسها، وبقصد منها".

وأكد أنه "في الأساس، لا يوجد ما يُمكن تسميته بـ "داعش"، من حيث التنظيم والهيكلية الفعلية، ولا من حيث ما هو مُعلَن عنه، ومُسوَّق له إعلامياً. فهذا كلّه "فولكلور"، ومشروع "عرض عضلات" لا أكثر، بهدف تأمين الإطار اللازم لتمرير ورسم سياسات إقليمية ودولية كبرى".

 

مصالح

وشدّد المصدر على أن "الحرب السُنيّة - الشيعية كسرت المنطقة، ومن أحد مكوّناتها ما يُسمّى بتنظيم "داعش"، وغيره من الجماعات الإرهابية السُنيّة والشيعية النّاشطة على امتداد منطقتنا. فهذه كلّها، مع رعاتها الإقليميين، تشكّل استفادة لكثيرين".

وأضاف:"كل الذين قاموا بعمليات الذّبح، والنّحر، وقطع الرؤوس قبل سنوات، عملوا في جوّ استخباراتي، وبتخطيط من أجهزة استخبارات، وسط تعدُّد تلك الأجهزة التي كانت تنشط بينهم. وبالتالي، كانت العمليات الإرهابية الفظيعة مُكمِّلَة لسياسات أخرى، لم تنجح إيران، وتركيا، وسوريا، وإسرائيل، وغيرها من دول منطقتنا، في تحقيقها، بالسياسة المُعلَنَة، والملعوبة شرعياً".

وختم:"دماء الشعوب مُحلَّلة، وهي رهينة ووسيلة، لخدمة السياسات الكبرى، والمصالح العليا".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة