اتركوا هذا الشّعب "بحالو" لفقره و"تعتيره"... "يا عيب الشّوم"! | أخبار اليوم

اتركوا هذا الشّعب "بحالو" لفقره و"تعتيره"... "يا عيب الشّوم"!

انطون الفتى | الإثنين 07 فبراير 2022

مصدر: الفقر هو سياسة بحدّ ذاتها

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

كان صاعِقاً بالفعل، وصادماً الى أقصى الحدود، ما قاله أحد الزّعماء قبل نحو أسبوعَيْن، وربما من دون أن يشعر بفداحة ما تفوّه به.

فهو، وفي معرض حديثه عن ضرورة إنهاء حرب اليمن، مُعدِّداً القوى التي انغمست في تلك الأرض في الماضي، وخرجت منها مكسورة، ارتكب خطيئة مُميتة بقوله، "اتركوا هذا الشّعب في حاله"، اتركوه لفقره، و"تعتيره"، "اتركوه بحالو".

 

"تَمْسَحَ"

هو تحدّث، ولكن ربما من دون أن ينتبه، الى أنه فضح نفسه، وكيفية عمله في الإطار السياسي العام، ومن ضمنه اللبناني أيضاً.

وبالتالي، إذا كان أحد أهمّ أقطاب السياسة في لبنان، يفكّر ويعمل بتلك الطريقة، وهو من أهمّ الذين يعملون على تشكيل اللّوائح الانتخابية حالياً، فكيف يُمكننا في تلك الحالة أن نقترع ونعيش ببال مرتاح، الى أنّنا نصوّت لمن سيجلبون الحياة الى بلدنا، والى يومياتنا، بعد مرحلة قاتِلَة من الحصار؟

هي ربما ثقافة الفقر، التي "تَمْسَحَ" عليها من يعتبرون أنهم من أهمّ أعمدة هذه الأرض، وما فيها. ومع الأسف، يبدو أن أعدادهم كثيرة في لبنان، وهو ما ظهر بوضوح مع اشتداد الأزمة المعيشية والحياتية في لبنان، بدءاً من العام الفائت، تحديداً.

 

إفلاس

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "الفقر هو سياسة بحدّ ذاتها، تنظر إليها القوى السياسية على أنها وسيلة لتجديد حضورها، عبر خدمات تقدّمها للفقراء، والطبقات المعوزة. ومفتاح سياسات التفقير، هو استسهال الاستدانة من الخارج، عند السيطرة على الحُكم".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "الى جانب سياسات القروض، تخدع سياسات التفقير شعوبها، بكثير من الحديث عن الثّقة الدولية بسلطاتها، وبوعود بمشاريع للمستقبل. وهذا هو المقياس التحضيري الأول للإفلاس، على المستويَيْن الرسمي والشعبي، معاً".

 

سياسات

وأشار المصدر الى أنه "بالعودة الى لبنان، نرى جيّداً كيف أن سياسات التفقير، تمتزج بالتعطيل المبرّر، مرّة تحت ستار أن فلاناً يقف على خاطر شريكه في الوطن، ومرّة أخرى بوجه أن فلاناً لا يريد ضرب مكوّن من المكوّنات اللبنانية. وبالتالي، تُحجَب جلسات كاملة لمجلس الوزراء، أو مجلس النواب، عن المشهد، وقد تتوقّف الكثير من المشاريع المهمّة، كرمى لهذا الوضع، حتى ولو كانت ستدرّ مليارات الدولارات، على البلد، ولمصلحة شعبه".

وختم:"تنبع سياسات التفقير اللبنانية أيضاً، من أُطُر العمل التي تُشبه السّقوط من على دراجة هوائية، بسبب الاضطّرار الى التوقّف عن قيادتها فجأة، وبعد مسافة كبيرة من السّير بها، بسرعة جنونية. وبالتالي، نجد دائماً أن كثيراً من القرارات المهمّة تُتَّخَذ في بلادنا، بعد انتهاء الحاجة إليها".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار