الصين "تزيّت" الدّبابات الروسية وموسكو ترتاح أما إيران فـ... "فرق عملة"! | أخبار اليوم

الصين "تزيّت" الدّبابات الروسية وموسكو ترتاح أما إيران فـ... "فرق عملة"!

انطون الفتى | الإثنين 07 فبراير 2022

حبيقة: وثيقة التفاهم الاستراتيجي بين بكين وطهران قد تُعدَّل مستقبلاً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هو خلط أوراق شرقي - شرقي كما يبدو، يقدّم محور الشرق بوجه جيو - سياسي معدّل، قوامه عَدَم استعجال الصين على دخول إيران، من خلال وثيقة التفاهم الاستراتيجي، أو اتّفاقية الرّبع قرن، وذلك الى جانب هوامش العمل الأوسع لكلّ من روسيا والصين، في مواجهة الغرب معاً، من خلال توسيع سوق الطاقة الصينية باتّجاه روسيا.

 

مليارات

اتّفاقيات جديدة في قطاع النفط والغاز بين موسكو وبكين، تعهّد الروس بموجبها بزيادة صادرات أقصى الشرق الروسي، الى الصين، في الوقت الذي تتصاعد فيه الخلافات الأوروبية والأميركية مع روسيا، حول الملف الأوكراني، مع ما لذلك من تبعات على تدفّق الغاز الروسي الى أوروبا.

والمحصّلة، هي أن نحو 117.5 مليار دولار، ستجعل من الصين هامشاً ممتازاً لروسيا، يمكّنها من التحرّك بحريّة أكبر في أوكرانيا، وفي قراراتها المرتبطة بهذا الملف، انطلاقاً من أن تعزيز العلاقات الروسية - الصينية في مجال الطاقة، سيقلّل من اعتماد موسكو على عملائها التقليديين في أوروبا. وهذه ورقة قوّة ستُمسكها موسكو في وجه واشنطن أيضاً.

 

خلط أوراق

ولكن ماذا عن انعكاس هذا الاتّفاق، على استنزاف الشراكة الصينية - الإيرانية، والتحالف بين بكين وطهران، في إطار وثيقة الـ 400 مليار دولار؟

في هذا الإطار، نذكر أنه رغم بعض التأكيدات الإيرانية الرسمية حول أن اتفاقية التعاون الاستراتيجي مع الصين دخلت حيّز التنفيذ، إلا أن ما قاله رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف قبل نحو أسبوعَيْن، عن أن إيران لم تدخل في اتفاق قانوني مع الصين، في ردّ على انتقادات بعض أعضاء البرلمان حول عدم علمهم بتفاصيل الاتفاق الإيراني مع بكين، يؤكّد خلط الأوراق الشرقي - الشرقي الحاصل، في محور الشرق، على أعلى المستويات.

 

رسالة

وضع الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة، الاتّفاقيات الروسية - الصينية الجديدة، في قطاع الطاقة، ضمن إطار أن "روسيا انفتحت أكثر في هذا المجال على الصين، في رسالة الى الغرب، تدعوه فيها الى عَدَم تهديد موسكو بفرض عقوبات عليها تمنعها من تصدير الغاز الى أوروبا، وتتسبّب لها بخسائر بقيمة مليارات الدولارات، في ما لو غزت (روسيا) أوكرانيا".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذه رسالة الى الغرب، حول أن روسيا لن تتأثّر بأي عقوبات، لأنها نجحت في توسيع نفسها باتّجاه الصين. وبتلك الطريقة، تساعد الصين روسيا في الوقت الراهن، ضدّ الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وفي الملف الأوكراني، أي على مستويات عدّة".

 

إيران

ولفت حبيقة الى أن "توسيع العلاقات الروسية - الصينية في مجال الطاقة، قد يؤثّر على دول أخرى تصدّر النّفط الى الصين، ومن بينها بعض بلدان الشرق الأوسط. ولكن تلك الأخيرة قادرة على إيجاد أسواق جديدة لها في آسيا، أو توسيع حضورها النّفطي في أسواق آسيوية تتعامل معها. ولكن الاتّفاقيات الروسية - الصينية الجديدة، قادرة على أن تنعكس سلبياً على إيران. فسوق الطاقة الصينية مهمّة جدّاً بالنّسبة الى طهران، حالياً، وأكثر في المستقبل".

وأوضح:"إيران ترتاح للاتّفاقيات الروسية - الصينية، من مُنطلق ما يعزّز التحالفات المُضادّة للولايات المتحدة، التي تمكّنها (إيران) من أن تسند ظهرها سياسياً، وفي إطار الاتّفاق النووي. ولكن طهران لا ترتاح لتوسيع العلاقات بين موسكو وبكين على مستوى الطاقة، والاقتصاد، والتجارة، خصوصاً لأن لديها (إيران) رغبة بتوسيع نفسها باتّجاه الأسواق الصينية والهندية والآسيوية. وبالتالي، من غير المُستساغ لدى طهران أن تنافسها روسيا في آسيا، خصوصاً أن ما كان سائداً هو أن إيران تبيع الصين وآسيا، فيما يُمكن للأسواق الروسية أن تكون مفتوحة باتّجاه أوروبا، أكثر".

 

تعديل

وأكد حبيقة أن "الاتّفاقيات الروسية - الصينية تخلط الأوراق على جميع المستويات. فوثيقة التفاهم الاستراتيجي بين بكين وطهران قد تُعدَّل مستقبلاً، في بعض بنودها مثلاً، لتتناسب مع المتغيّرات الجديدة على الساحة الدولية، وتأثيراتها على روسيا والصين، ومنها في أوكرانيا مثلاً".

وختم:"الملف الأوكراني شديد الأهميّة عالمياً، في الوقت الحالي. فإذا دخلت روسيا أوكرانيا، من المؤكَّد أن الغرب لن يسمح باحتلالها ببساطة، بل سيعمل على الالتفاف على الروس، بأشكال عدّة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة