اخرجوا من الكنيسة ولا تعودوا إليها... من سيُطرَد من كنائس مار مارون غداً؟! | أخبار اليوم

اخرجوا من الكنيسة ولا تعودوا إليها... من سيُطرَد من كنائس مار مارون غداً؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 08 فبراير 2022

لن ينعموا إلا بنار جهنّم الحارقة...

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

فيما ينصرف كثيرون الى تلمُّس "الزلزاليات" السياسية، الكامنة في عظات قداديس الأعياد، يتمنّى صغار القوم على هذه الأرض، ونحن منهم، الانطلاق نحو الأمور من قاعدة أساسياتها، وهي السماويات.

فلا سلطة إلا إذا أُعطِيَت من قِبَل الله، حتى ولو كان صاحب هذه السلطة فاسداً، أو مُجرِماً، أو مرتكباً... وهو ما يظهر لنا بوضوح من خلال ما قاله السيّد المسيح لبيلاطس البنطي قُبَيْل صلبه.

 

خدمة

ففي الوقت الذي كان يتحدّث فيه بيلاطس بلغة التعالي، والكبرياء، والتهديد تجاه مسيح الرب المُكلَّل بالشّوك، عندما كان يسأله "من أين أنت؟"، أكد له يسوع أن ما كان له (بيلاطس) من سلطان عليه (يسوع) في تلك الساعة، لولا أنه (بيلاطس) أُعطِيَ هذا السلطان "من فوق"، أي من لدن الله.

والسلطان هذا يعطيه الرب ليس لمن هم "الأفضل" دائماً، بل تبعاً لحكمته، ولرغبته بخلاص الجميع. فالسلطة، إذا مُورِسَت تبعاً لقواعد "من فوق"، تكون سبباً لخلاص نفس صاحبها، فيتحقّق تدبير الله فيه. أما إذا مُورِسَت وفق قواعد جهنّم، فإنها تودي بصاحبها الى الهلاك الأبدي، حيث البكاء، وصريف الأسنان. ومن هذا المُنطَلَق، نجد أن السلطة هي وظيفة، أو خدمة، تنطلق من هدف، لتعود إليه.

 

تسابُق

غداً، هو يوم الاحتفال بعيد القديس مارون. وفيما ينصرف بعض الشعب المسيحي الى خرافاته، مع الأسف، من مثل تعداد "عيانات" القدّيسين، وهي أوقات الشتاء القاسية التي لطالما سُمِّيَت بالعامية، وبالتناقُل في ما بين الأجيال المختلفة، بـ "عيانة مار مارون" مثلاً (9 شباط)، بعد "عيانة مار سمعان" (3 شباط)، و"عيانة مار مطانوس" (وهو القديس أنطونيوس الكبير، في 17 كانون الثاني)، نجد فئة أصحاب السلطة من المسيحيين، الذين يتشاغلون بمدّ الجسور بين الأعياد، ليُنافِقُوا على الله في الكنائس، وفي التسابُق الى المناولة المقدّسة، عن غير استحقاق.

هنا لا نحكم على ما في الخفية، ولا نحكم على أحد، ولا يحقّ لنا بذلك، بل ان كل تلك الأمور تبقى لله. ولكنّنا نتحدّث عمّا حكمه منه وفيه، أي السياسات التي تقتلنا يومياً، وتجعل فئة معيّنة من المسؤولين غير مستحقين الدّخول الى الكنائس، أصلاً.

 

 

"دفترية"

الخرافات "تنهش" شعب الكنيسة اليوم، مع الأسف، بدءاً من تلمُّس الشعب المسيحي لـ "عيانات" أيام أعياد القدّيسين، بدلاً من الاستماتة للعَيْش مثلهم، كطريق للفوز برؤية وجه الله، مروراً بخرافات انتظار "شتوات" أيام الجمعة العظيمة، وهبوب الرياح...، وغيرها من العلامات الجويّة التي لا دخل لها، لا بصلب السيّد المسيح، ولا بالظّلام الذي يذكره الكتاب المقدّس، والذي خيّم على الأرض كلّها قُبَيْل موت الرب يسوع على الصّليب، وصولاً الى خرافات انتظار ثمار التيارات والأحزاب والشخصيات السياسية المسيحية، التي تعمل في حقول السياسة، وتتسابق في إظهار مسيحيّتها، و"مارونيّتها" "الورقية"، أو "الدفترية".

 

رفضاً للنّكران

نفتقر اليوم الى من يُنادي بأنه يتوجّب على المسيحي أن يفقر، ويجوع، ويعطش، ويمرض، وأن يشعر بالبرد، وأن يموت من الصّقيع، وأن يُجلَد، ويُقطَّع، وأن يُحرَق ربما بالنّار، لسبب واحد وحيد فقط، وهو إذا كان يفضّل العذاب والموت، رفضاً لنكران المسيح.

فهذا هو الاستشهاد، والكرامة. فيما لا كرامة إذا كان الموت (جوعاً، وفقراً، وبرداً، وصولاً حتى الدم)، نتيجة لسياسات من يحكم البلد بضعف، أو تبعاً لمصلحة شخصيّة، أو لتعويل على متغيّرات خارجية، أو لانضواء ضمن مشاريع عقائدية لا علاقة لها بالسيّد المسيح، من أساسها.

 

يوبّخ

حبّذا لو أن أحدهم يعِظ ويوبّخ، من يتسابقون الى المقاعد الأمامية في الكنائس والكاتدرائيات، ومن يقول لهم إن من يُميت فقراء البلد والأرض، برداً في ليالي الشتاء، لن ينعم عند إغماض عينَيْه إلا بنار جهنّم الحارقة.

وحبّذا لو أن أحدهم يَعِظ ويوبّخ، من يتهافتون الى الصّروح الكنسية والبطريركية، ومن يُسمِع أولئك الذين يبرّرون صعوبة الاستشفاء، ويتجاهلون صرخات وحاجات المرضى، بأنهم لن يدخلوا ملكوت الله.

 

"عا العتمة"

وحبّذا لو أن أحدهم يَعِظ ويوبّخ، من يتهافتون الى المساهمة في بناء أو ترميم الصّروح الكنسية، وإيقوناتها، ومن يقول لهم إنه لا يُمكن شراء السماء بالمال.

وحبّذا لو أن أحدهم يَعِظ ويوبّخ، ومن يُسمِع أولئك الذين يجعلون من ذواتهم أشباه "آلهة"، أن مسيحيّتهم لا تُشبه المسيح، الى درجة أنها وصلت بالمسيحيّين الى حدّ الاحتفال بالقداديس في الكنائس "عا العتمة".

 

توبة

حبّذا... وحبّذا... وحبّذا... لو أن أحدهم يحتفل بعيد القديس مارون، أمام كاميرات وسائل الإعلام، وحيداً، لأنه قال لمن يجب أن يسمعوا، اخرجوا من الكنيسة، ولا تعودوا إليها، ولا يمكنكم الحصول على المناولة المقدّسة، قبل أن تعترفوا بخطاياكم الكثيرة، وتدخلوا عالم التوبة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة