هل تتدفّق أميركا وإسرائيل في خطوط أنابيب النّفط الروسي الى الصين؟! | أخبار اليوم

هل تتدفّق أميركا وإسرائيل في خطوط أنابيب النّفط الروسي الى الصين؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 08 فبراير 2022

عجاقة: خريطة النفط الإستهلاكية والإنتاجية تتغيّر مع تغيُّر الخريطة الجيو - سياسية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

ما أكثر تشابُك الملفات الدولية، مع ما ترسمه من سياسات الى ما بعد عقود قادمة، ومنها آخر الاتّفاقيات على مستوى الطاقة بين روسيا والصين.

فتلك الاتفاقيات، وبحسب خبراء، تحمل في طيّاتها أيضاً ما يُخفي بعض المصالح الأميركية والإسرائيلية بطريقة مستترة، وذلك رغم أن العقل السياسي التقليدي، قد يرفض هذا الواقع.

 

غير مقصودة

يؤكّد مطّلعون أن توسّع الصين النفطي باتّجاه روسيا، يخلط الأوراق في الشرق الأوسط، وهي المنطقة التي تخفّف الولايات المتحدة الأميركية حضورها العسكري فيها، والمنطقة التي تتواجد فيها إسرائيل، صاحبة العلاقات الكبرى مع كلّ من بكين وموسكو.

فعلى سبيل المثال، قد ينعكس توجّه الصين أكثر نحو الشرق النفطي الروسي، على وثيقة التفاهم الاستراتيجي مع إيران، على مستوى أن نفطاً إيرانياً أقلّ باتّجاه الصين، يعني بموازاته نقل تكنولوجيا وقوى صينية الى إيران، بنسبة أقلّ أيضاً، وعلاقات استراتيجية أقلّ أيضاً، مع ما يحمله ذلك من مصلحة لواشنطن وتل أبيب، بطريقة غير مقصودة.

 

العرب

فضلاً عن أن توجّه الصين نحو الشرق النفطي الروسي، قد يغيّر خريطة شراء بكين لنحو نصف نفطها الخام من الدول العربية، والذي بمعظمه من السعودية، وهي دول تسعى الى نسج علاقات عسكرية مع الصين، والى تطوير قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية بالتعاون مع بكين، رغم أنها دول حليفة لواشنطن تقليدياً.

ولتغيير الخريطة النفطية الكثير من المفاعيل على هذا المستوى، بما يلتقي مع المصالح الأميركية - الإسرائيلية، ولو بطريقة غير مقصودة، أيضاً.

 

الأسعار

شرح الخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة أنه "طالما بقيت أسعار النفط مرتفعة عالمياً، فإنها ستأكل من نموّ الاقتصاد الصيني، والأميركي، وغيرهما من الاقتصادات أيضاً".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "ما يجب أن يحصل ببساطة، هو تخفيض أسعار النفط. ولكن مجموعة "أوبك بلاس"، التي من ضمنها روسيا، تحجّم إنتاج النفط بما يُبقي الأسعار مرتفعة. وهو ما له تداعيات سيّئة جدّاً على النمو الاقتصادي، في كل دول العالم، خصوصاً أن هذا التضخّم الضمني يرفع أسعار كل شيء، بما في ذلك المواد الأولية الأخرى".

 

تنويع

وأكد عجاقة أنه "عندما تُبرم الصين اتّفاقيات نفطية، سواء مع روسيا، أو مع دول أخرى غيرها، لتزيد وتنوّع مصادرها من النفط، فهذا لا يؤكد بالضّرورة أن مشكلة الأسعار ستُحَلّ، وأن تلك الأخيرة ستنخفض. ولكن، تضمن بكين في تلك الحالة، أنه إذا وقعت مشكلة في هذه المنطقة، فإنها ستكون قادرة على استيراد نفطها من مصادر أخرى، في مناطق غيرها".

 

أوكرانيا

ولفت عجاقة الى أن "أسعار النّفط، هي التي ترسم معالم الكثير من الطبخات السياسية الدولية حالياً. فلروسيا دوافع جيو - سياسية من خلال عدم زيادة الإنتاج، بما يُبقي الأسعار مرتفعة، ومنها الضغط على الاقتصاد الأميركي. وهو ما يُقابل بدوره، مشهد الصراع الجيو - سياسي في أوكرانيا مؤخّراً، على صعيد رفض الروس انضمام كييف الى "الناتو"، وبالتالي دخول أسلحة "حلف شمال الأطلسي" الى الأراضي الأوكرانية".

واستبعد أن "يُقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مغامرة كبيرة في أوكرانيا، لأسباب عدة، من بينها أن احتياطي روسيا من العملات الأجنبية حتى أواخر عام 2021، بلغ نحو 600 مليار دولار، أي انه غير كافٍ لخوض حرب واسعة النّطاق، وسط تهديدات غربية وأميركية بعقوبات اقتصادية هائلة على موسكو، إذا غزت أوكرانيا".

 

عقوبات

وأشار عجاقة الى أن "خريطة النفط الإستهلاكية والإنتاجية تتغيّر مع تغيُّر الخريطة الجيو - سياسية".

وأضاف:"إذا ارتفع حَجْم العقوبات على روسيا، ومُنِعَت من تصدير نفطها الى الخارج، قد تستفيد الصين من جراء ذلك، لأن موسكو ستخفّض الأسعار في تلك الحالة، بما يُصبح مفيداً أكثر لبكين التي قد لا تهتمّ لأمر العقوبات الأميركية. ولكن الحديث عن عَدَم اهتمام الصين بالعقوبات الأميركية ليس دقيقاً تماماً، انطلاقاً من أن أكبر تبادل تجاري في العالم، هو بين الصين والولايات المتحدة، بما يجعل المعادلات العالمية شديدة التعقيد".

 

أوروبا

ونبّه عجاقة الى أنه "سيكون لأوروبا استراتيجيا جديدة بما يختصّ باستيراد الغاز مستقبلاً، لسَحْب الفضاء الأوروبي من أُطُر الضّغوط الروسية في هذا المجال، وذلك على مستوى توجّه الدول الأوروبية لاستيراده (الغاز) من منطقة شمال أفريقيا، خصوصاً من الجزائر وليبيا، كما من منطقة شرق المتوسط، بما فيها إسرائيل، ومصر، وحتى لبنان في وقت أبْعَد. فضلاً عن زيادة المساعي الأوروبية للتوجّه أكثر نحو معامل الطاقة النووية، رغم اعتراضات شرائح كثيرة على ذلك، داخل أوروبا".

 

إيران

وعن إمكانية تقليص مجالات وثيقة الـ 400 مليار دولار، بين الصين وإيران، مع زيادة العلاقات النفطية بين موسكو وبكين، أجاب عجاقة:"هذا صحيح من النّاحية النظرية. ولكن التطبيق الفعلي يحتاج أيضاً للنّظر الى انعكاسات العلاقات الأميركية - الصينية، على هذا الملف".

وختم:"يُمكن للصين أن تقدّم للولايات المتحدة على هذا الصّعيد، ولكن مقابل الحصول على أثمان أخرى، ستدفعها واشنطن بشكل أو بآخر".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

الأخبار

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة