نفط لبنان وبحره... الحاضر الغائب على طاولة بوتين - ماكرون الطويلة؟! | أخبار اليوم

نفط لبنان وبحره... الحاضر الغائب على طاولة بوتين - ماكرون الطويلة؟!

انطون الفتى | الخميس 10 فبراير 2022

مصدر: تعقيدات سيكون صعباً على لبنان الرسمي أن يستوعبها

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ليست مبالغة إذا قُلنا إن لعبة انهيار لبنان "مطوّلة". فالتعافي المالي، والاقتصادي، والكهربائي، والصحي... للّبنانيين، مرتبط بالنّجاح في ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، التي تدخل بدورها في تشعّبات المنطقة والعالم أكثر فأكثر، كلّما تأخّرت.

 

خديعة

فالتفاوُض على الترسيم يقع منذ الآن، والى ما بعد مدّة زمنية غير محدّدة تماماً، على خطّ تقلّبات ملفات الطاقة عالمياً، والتي باتت ترتبط بأزمة أوكرانيا حالياً.

الغزو الروسي لأوكرانيا، إذا تمّ، سيُستتبَع بعقوبات أميركية وغربية هائلة، تضرب الاقتصاد الروسي، وتدفّقات النّفط الروسية الى أي مكان حول العالم ربما، وهو ما خيّم على جوّ اللّقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤخّراً.

فالأخير حمل معه الى موسكو، بحسب أكثر من مصدر مُطَّلِع، الكثير من مقترحات خفض التصعيد مع كييف، وذلك بموازاة كلام واضح عن عقوبات "مُؤلِمَة" ستُفرَض على روسيا، إذا مارست الخديعة تجاه الغرب، في الملف الأوكراني.

 

وحيداً

وما سبق ذكره، يفسّر ربما أسباب التصرّفات الغريبة، وغير الدّيبلوماسية لبوتين تجاه ماكرون، إذ بعد انتهاء المؤتمر الصحافي الذي جمعهما، مشى بوتين، وخرج من القاعة، وترك ماكرون يمشي خلفه، ويلحق به، على بُعد عدد من الأمتار تقريباً، بينما يتوجّب أن يسير الرئيس المستضيف الى جوار الرئيس الضيف، وأن يجعله في المقدّمة، قُبَيْل وبُعَيْد المؤتمرات الصحافية، واللقاءات.

كما أنه بعد انتهاء المؤتمر، خرج ماكرون وحيداً قبل أن يمرّ الى جانب عدد من الصحافيين.

 

بروتوكول

فضلاً عن أن الرئيس الروسي نظر الى ماكرون بسخرية، خلال المؤتمر الصحافي، وألمح الى أنه (ماكرون) انهال عليه بالمطالب والأسئلة، طوال اللّقاء بينهما. وكل تلك المعطيات تُعتَبَر مُخالِفَة للبروتوكول الرسمي.

 

نزاع

في أي حال، تؤكّد مصادر واسعة الاطلاع، أن حدود لبنان البحرية الجنوبية، ومستقبله النّفطي، مع ما يحمله من تعافٍ، باتت أكثر تشعّباً، لأنها تضع مستقبله (لبنان) على خطّ الأزمة الأوكرانية، وتقلّبات نتائجها السياسية، وعلى مستوى ملفات الطاقة العالمية، مع ما لذلك من كلفة على معيشته، وأمنه، أي مثله مثل دول أخرى في المنطقة، ستقع على خطّ النار هذا أيضاً، سواء تطوّرت الأمور في الأراضي الأوكرانية الى نزاع مسلّح، أو لا.

 

مصالح

فعلى سبيل المثال، سيكون الردّ الروسي القاسي على أي عقوبات أميركية وغربية، هو سماح موسكو بإطلاق يد الميليشيات الإيرانية المسلّحة، لاستهداف القوات الأميركية، وقوات "التحالف الدولي"، على امتداد المنطقة، مع ما لذلك من نتائج في العراق، وسوريا، وحتى في منطقة الخليج ربما.

هذا الى جانب استعمال روسيا نفوذها السياسي، للتأثير على مصالح واشنطن وأوروبا في شرق المتوسط، بما يمكنه أن يمنح إيران فرصة التشدّد أكثر في ملف الترسيم الحدودي البحري، في جنوب لبنان، سعياً من طهران للاستفادة من تلك الأوراق، في إزعاج إسرائيل، وتوجيه الرسائل الإيرانية الى الأميركيين، من خلال مصالح تل أبيب.

 

مظلّة

رجّح مصدر مُطَّلِع أن "حلّ الأزمة الأوكرانية لن يكون عسكرياً، وهو ما يعني أن العالم لن يشهد توتّرات إضافية".

وكشف في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "ماكرون حمل الى موسكو "أجندة" فرنسية - ألمانية - إيطالية، لتفادي التصعيد بين روسيا وأوكرانيا من جهة، وبين موسكو والغرب من جهة أخرى، وذلك من ضمن مظلّة أميركية".

 

الجائحة

ولفت المصدر الى أن "ما حصل خلال المؤتمر الصّحافي بين بوتين وماكرون، قد يكون أحد أسبابه رغبة الرئيس الروسي، ومنذ العام الفائت، بترك مسافات بينه وبين أي ضيف أجنبي يستضيفه، بهدف الوقاية من جائحة "كوفيد - 19"، خصوصاً أنه لا يُمكن تطبيق "بروتوكولات" الحَجْر الصحي على الضّيوف الأجانب، قبل اللقاء به".

وأضاف:"لكن بعض السلوكيات التي ظهرت منه خلال زيارة ماكرون، أظهرت ما هو غير مألوف تماماً، وفتحت شهيّة التحليلات السياسية، على ضوء ما حمله (ماكرون) معه من أفكار لأزمة أوكرانيا".

 

تعقيدات

وردّاً على سؤال حول تأثير ما يحصل، على مستقبل ترسيم الحدود البحرية في جنوب لبنان، أجاب المصدر:"إذا تمّ التوصّل الى اتّفاق في وقت قريب، فإن لبنان لن يبدأ باستخراج نفطه قبل سنوات".

وختم:"هذا الواقع قد يمنحه بعض الوقت، بما يسمح له بترتيب بعض أوراقه حالياً. ولكن استمرار عرقلة فرص الوصول الى حلّ، سيُدخِل تلك المفاوضات في تعقيدات، وسيكون صعباً على لبنان الرسمي أن يستوعبها، أو أن يتعامل معها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة