طرابلس والأمن وزيارة قائد الجيش: أي أبعاد؟ | أخبار اليوم

طرابلس والأمن وزيارة قائد الجيش: أي أبعاد؟

ألين فرح | الجمعة 11 فبراير 2022

طرابلس والأمن وزيارة قائد الجيش: أي أبعاد؟

نزع صفة الارهاب وممنوع التهاون في ما يتعلق بالسلم الاهلي

ألين فرح- "أخبار اليوم"

طرابلس ليست حاضنة للإرهاب وأهلها ليسوا إرهابيين. طرابلس محرومة، أبناؤها يعانون الفقر والعوز والإهمال والحرمان، وهذا ما يجعل شبابها ينحون صوب المجموعات المتطرّفة أو آفة المخدرات. هذا ما أكد عليه قائد الجيش العماد جوزف عون أثناء زيارته الأخيرة للمدينة ولقائه رجال الدين فيها. فالزيارة لا شك أنها ملفتة الى مدينة يصوّب أهلها الاتهام الى أن المؤسسة العسكرية تعمل ضدهم ويساندهم بعض رجال الدين فيها في هذا الموقف والنظرة السلبية. 

 

إذاً، في الشكل شكّلت الزيارة وعبور موكب قائد الجيش شوارع المدينة عاملاً إيجابياً، خصوصاً أنه لا يخلو يوم من دون حادث أمني في المدينة، أو انخراط شباب طرابلسيين في المجموعات المتطرفةٍ.

ووفق معلومات وكالة "أخبار اليوم" أن ثمة جهداً تمّ العمل عليه منذ فترة بين الجيش (الوحدات العسكرية ومديرية المخابرات) ورجال الدين والفاعليات الاجتماعية ساهم في التخفيف من التشنّج الذي كان حاصلاً بين الجيش والمواطنين ومن الحدّية في التعاطي وتغيير النمطية التي كانت سائدة أن الجيش ضد السنّة، فأثمر تقريباً للمواطنين من المؤسسة العسكرية وتغييراً في اللهجة لدى عدد كبير من مشايخ المدينة تجاه الجيش والدولة ككل.

 

في زيارته إلى طرابلس، أراد العماد عون توجيه رسالة مفادها أن الأمن ممسوك وأن طرابلس غير مهملة أقلّه بالنسبة الى الجيش، رغم أنها تشكّل خاصرة رخوة للتطرّف والانخراط في صفوف المجموعات الإرهابية بسبب الحرمان والإهمال المزمنين، وأن ثمة تكاملاً بين الجيش والمشايخ لصالح المدينة، أي الأمن للجيش والجانب الاجتماعي والمعيشي لرجال الدين، وتقوية الحس الوطني لدى الشباب وتوعيتهم من خطر التسرّب والانخراط في المجموعات المتطرفة أو إدمان المخدرات وعدم الغرّ بهم، خصوصاً أن التطوع متوقف حالياً وهذا الأمر كان ليجعل أبناء المدينة ينخرطون في صفوف الجيش وكان ليمنع التوجّه صوب التطرّف. فالمدينة التاريخية لها ثقافتها وهي في قلب نسيج المجتمع اللبناني، وتضمّ مختلف الطوائف، وهذا ما دفعه إلى زيارة كل المرجعيات الدينية تأكيداً على الوحدة والتعايش والتكامل بين الطوائف والأديان وبين الحفاظ على الأمن وتقديم المساعدات الاجتماعية بغية التخفيف عن كاهل المواطنين في هذه الضائقة الاقتصادية.

في المضمون، ووفق المعلومات أن المشايخ أثاروا في اللقاء وضع طرابلس وأبنائها والحرمان الذي تعيشه المدينة مما يدفع الى التوجّه صوب المجموعات المتطرفة والمخدرات، وأبدوا انزعاجهم من هذا الأمر. ونوّه بعضهم بما تقوم به قيادة الجيش من مساعدات في هذه الظروف الاقتصادية التي تعصف بالعسكر كسائر المواطنين، وأكّد بعضهم أن الجيش هو الحاضن لكل مكونات المجتمع والعابر للطوائف.

من جهة اخرى، سمع المشايخ من العماد عون رفضاً لتوصيف المدينة بالإرهاب، وشدّد على أن الجيش للجميع وأن طرابلس وأهلها غير مستهدفين، اذ من الممكن مراعاة بعض الأمور في هذا الوقت الضاغط لكن لا يمكن التساهل بالموضوع الأمني. كما وعد بمتابعة بعض الملفات التي يمكن أن تساعدهم وتخفف معاناتهم أو يمكن أن تشكّل هواجس لديهم، منوّهاً بمبادرة انشاء مركز مشترك في المدينة بين جمعية "المنهج" وتجمّع "أم النور" لمعالجة المدمنين وإعادة تأهيلهم والتوعية على الوقاية...

لا شك أن قائد الجيش أراد نزع صفة الإرهاب عن المدينة وشبابها، لكنه في الوقت عينه، أراد التشديد على أنه ممنوع التهاون في الأمن والسلم الأهلي في كل لبنان وأن الجيش في المرصاد لأي محاولة للعبث وزعزعة أمن الدولة.

إقرأ ايضا:السبب الرئيسي لهجوم نصرالله على جوزاف عون...

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار