"شباط شهر التسوق"... هل تذكرونه؟! | أخبار اليوم

"شباط شهر التسوق"... هل تذكرونه؟!

كارول سلّوم | الجمعة 11 فبراير 2022

الحاجة وحدها تتحكم  اليوم سواء كانت هناك تنزيلات أو لم تكن

 كارول سلوم - "أخبار اليوم"

لم يعد لشهر شباط المعروف بشهر التسوق في لبنان "رهجته أو هيصته"، ولم يعد اللبنانيون ينتظرونه بفارغ الصبر كما اعتادوا لسنوات.  فهو شهر كغيره، يمر ثقيلا في ضوء انعدام القدرة على تلبية المتطلبات اليومية.... وكم كان هذا الشهر متنفسا للكثيرين قرروا إدخار بعضا من أموالهم للاستفادة من نِعم شباط وتنزيلاته. 

الـ "sale " لا يزال قائما إنما في الواقع اضحت الاستفادة منه صعبة المنال. قلة قليلة قادرة على اللحاق به، فيما الأكثرية تقرأ أو تسمع عنه بحسرة، لأن أي راتب يتقاضاه اللبناني يصرف بأكمله من دون ان يتبقى منه قرش واحد.  لقد خذل شباط كثيرين ممن ترقبوا قدومه. 

حتى ان اعلانات شهر التسوق غابت، فلا الوزارات المعنية تعير أهمية وقد مضت سنوات دون الاضاءة عليه. قد يقال أن ما من حاجة إلى هذا الشهر للأعلان عن حسومات أو تنزيلات، خصوصا إذا قررت المحلات الكبيرة اللجوء إليها في أي وقت، لكن ألم يكن هناك وقع له؟ ألم يتحول إلى احتفالية في يوم من الأيام؟ بالطبع نعم... لكن كان هذا قبل تراكم الأزمات وتفشيها حتى.

هل نسي اللبناني اللافتات التي علقت والإعلانات المصورة والملونة والرسائل التي كانت تصل إليه،  وهنا ليس مقصودا ما يعرف بـ " لبلاك فرايدي" الممتد ليوم أو تكثر انما  عن شهر بأكمله او اقل بقليل .

وتقول سمر وهي موظفة بلدية، لوكالة "اخبار البوم"، أنها كانت تفرح بقدوم شهر شباط، نظرا لتمكنها من الاستفادة من التنزيلات التي كانت تصل إلى نسبة سبعين في المئة في عدد من المحلات، وتشير إلى أنها كانت تدخر المال قبل ثلاثة أو أربعة أشهر من حلول هذا الشهر كي تبتاع ما يحلو لها ولأولادها ، مؤكدة أنها أخرجت من ذهنها فكرة شهر التسوق منذ أن بدأت الأزمة حول الدولار مع العلم انها وعلى الرغم من غياب التسويق للـ " اوكازيون" في الفترة التي سبقت هذه الأزمة،  عاهدت نفسها على شراء ما تريد في هذا الشهر ووفت.

أما نادين وهي ربة منزل فتعتبر أن اللبنانيين حرموا من ابسط حقوقهم وبات همهم تأمين قوتهم اليومي، وتشير إلى أن شهر التسوق كان متاحا للجميع ولم يكن محصورا بالملابس بل شمل محلات الأدوية الكهربائية ولكن بنسب محددة،  وأنها في إحدى السنوات اشترت تلفازا وقدم لها المتجر حينها خلاطا كهربائيا كهدية. 

وتقول ان التسوق اليوم بات يتركز على الأساسيات، والمتعة التي فرضها شهر شباط ضاعت بسبب ما وصلت إليه الأوضاع في البلاد .

أي تسوق  في ظل انكماش اقتصادي كبير وظروف لم  تمر على البلد حتى في أيام الحرب؟  يسأل طوني قائلا:  حتى أن المحال التجارية وعلى اختلافها باتت أكثر طمعا واحتكارا وبعضها لا يسعى إلى تخفيض أسعاره  بأي شكل من الأشكال، لا بل يضاعفها في كل مرة. ويشير إلى أن زمن التسوق ولى بالنسبة الى عدد كبير من الفئات اللبنانية والحاجة فقط هي من تتحكم سواء كانت هناك تنزيلات أو لم تكن .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة