لـ 50 عاماً ربما... هكذا "سيُبارِك" الغرب الاحتلال الإيراني للبنان! | أخبار اليوم

لـ 50 عاماً ربما... هكذا "سيُبارِك" الغرب الاحتلال الإيراني للبنان!

انطون الفتى | الإثنين 14 فبراير 2022

الحجار: هذا لن يمنعنا عن مواجهة محاولات وضع اليد على البلد سلمياً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بموازاة أهميّة التحضير للانتخابات النيابية، بما يمهّد لمشهد سياسي، يقول "لا" للاحتلال الإيراني، لا بدّ من الإشارة الى أن هذا الاحتلال، يتّجه الى البقاء في لبنان، لعقود ربما، انطلاقاً من مجموعة معطيات تتبلور منذ مدّة.

 

"التحرير"

فكما أن سوريا - الأسد عوّمت الهجوم الأميركي على العراق في عام 1991 عربياً، واستثمرته في لبنان، انقلاباً على اتّفاق "الطائف"، واحتلالاً بين عامَي 1990 و2005، ها إن إيران تتّجه لتزداد قوّة في الشرق الأوسط، وعلى صعيد عالمي، بموجب مصلحة استراتيجية أميركية، قوامها الاستفادة من النفط والغاز الإيراني، كعنصر من عناصر "التحرير" الأميركي لأوروبا من روسيا، وذلك سواء حُلَّت أزمة أوكرانيا سلمياً، أو لا.

"تفظيع"

فدخول إيران على الخطّ الدولي بهذا الشّكل، لن يتأخّر الإيرانيون عن استثماره في كل الساحات، الى ما بعد عقود ربما، خصوصاً أن المصالح الاستراتيجية الأميركية وغير الأميركية، تجعل من العدوّ صديقاً، والعكس صحيح أيضاً، وهو ما قد لا يتغيّر إلا بعد أعوام طويلة، سنرزح خلالها تحت الاحتلال الإيراني، "مثل الشاطرين".

والمثال على ذلك، هو أنه رغم الاختلافات الجوهرية بين الولايات المتحدة من جهة، وسوريا "وريثة السوفيات" خلال التسعينيات، من جهة أخرى، سمحت واشنطن لدمشق بـ "التفظيع" في لبنان آنذاك، وذلك انطلاقاً من أن سوريا شكّلت شرطياً للمصالح الأميركية - الإسرائيلية في الشرق الأوسط، بنسبة كبيرة، بين عامَي 1990 و2002، تحديداً.

 

في الغرب

يؤكّد خبراء أن السياسة الأميركية في منطقتنا، تنطلق في الآونة الأخيرة من مصلحة أساسية لواشنطن، وهي قدرة طهران على توفير نحو 20 في المئة من احتياجات أوروبا من الغاز، عندما تُرفَع العقوبات عنها.

وفي سياق متّصل، يؤكّد مُطَّلِعون أنه رغم السلبيات التي تُبَثّ حول مسار فيينا التفاوُضي حتى الساعة، إلا أن إيران لن تتأخّر عن اللّعب في تلك الأوراق، لا سيّما أن الاتّفاقيات النفطية الأخيرة بين روسيا والصين، تحتّم على طهران إيجاد أسواق نفطية جديدة، الى جانب السوق الصينية، حتى ولو كانت في الغرب، خصوصاً أن الاتحاد الأوروبي يعتبر أن إيران هي إحدى الحلول للتحرّر الأوروبي من التبعية لروسيا في مجال الطاقة، وأن المشاكل التقنية الكثيرة لتحقيق ذلك ستُحَلّ، مهما بَدَت صعبة، عندما تنضج الظّروف السياسية.

 

بينهم

وانطلاقاً ممّا سبق، نجد أن إزالة الاحتلال الإيراني للبنان، شديدة الصّعوبة، وهي أكبر من نتائج أي استحقاق انتخابي، وسط امتلاك طهران المزيد من الأوراق للّعب فيها، بين الولايات المتحدة وأوروبا من جهة، وروسيا والصين، من جهة أخرى، وفي الشرق الأوسط، أي بين الشرق والغرب معاً.

 

تراجُع

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار أن "الأمور لا تُقاس بالنفط والغاز فقط، بل بالتراجع الكبير للأميركيين والأوروبيين عن المنطقة، وسط تركيز الهمّ الأميركي تحديداً على إبرام اتّفاق نووي مع إيران، يحفظ ماء وجه واشنطن، أكثر من أي شيء آخر".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "تسليم لبنان للوصاية الإيرانية ليس مُستبعداً، وذلك بموازاة الحديث المتزايد عن رفع للقيود والعقوبات عن طهران".

 

لا يمكننا

ولفت الحجار الى "أننا نعلم أن ذلك سينعكس سلبياً على لبنان، وعلى السياديين فيه. ولكن هذا لن يمنعنا عن مواجهة كل محاولات وضع اليد على البلد، سلمياً".

وعن أهميّة اللّعب على تناقُضات المصالح الإيرانية - الأميركية - الروسية - الصينية، بما يفيد سيادة لبنان، قال:"اللّعب وسط لعبة الأمم ليس بسيطاً. فلهذه الدول مصالحها، ونحن بحالة ضعف، ولا يمكننا فرض خياراتنا على أحد".

 

احتجاجي

وطالب الحجار بـ "تضامُن مكوّنات الفريق السيادي في لبنان، بدلاً من الاهتمام بمكاسب من هنا، أو من هناك. فالقضيّة لا تتعلّق بمقاعد نيابية إضافية، خصوصاً إذا كانت تلك الأخيرة ستفرّق تلك المكوّنات عن بعضها البعض".

وأضاف:"عندما أعلن الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي، فعل ذلك بعدما وصل الى مكان رأى فيه أنه ما عاد يمكن التقدُّم ولو خطوة واحدة، وسط الأجواء السائدة محلياً وخارجياً. وبالتالي، أتى قراره في إطار احتجاجي على تقديم المصالح الفئوية والشخصية على الوطنية، لدى كل الأفرقاء في البلد، مع الأسف".

 

مناسبة

وأشار الحجار الى أنه "في ظلّ الانسحاب الغربي من لبنان والمنطقة، وسياسة إيرانية علنية تُعلن السيطرة على عواصم عربية، بيروت من ضمنها، لا بدّ من زيادة الوحدة الداخلية في لبنان، لمواجهة الهيمنة بعيداً من الاقتتال".

وختم:"كما لا بدّ لتلك الوقائع من أن تشكّل مناسبة، يستفيد منها النّظام العربي في إعادة صياغة معادلاته في المنطقة، بما لا يترك لبنان ساحة "يسرح ويمرح" الإيراني فيها، خصوصاً أن وضع اليد الإيرانية على لبنان بالكامل، يعني أن تلك اليد ستمتدّ أيضاً الى بلدان عربية أخرى، في وقت لاحق".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار