تدريبات "قتالية" بموازاة الإسراع الى المصارف للحصول على الدولار!... | أخبار اليوم

تدريبات "قتالية" بموازاة الإسراع الى المصارف للحصول على الدولار!...

انطون الفتى | الثلاثاء 15 فبراير 2022

مصدر: نتائج أي انتخابات في أي بلد لا تكتمل إلا بشعبه

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

رغم تهافت الأوكرانيين الى المصارف، والى أجهزة الصراف الآلي للحصول على الدولار أو اليورو، ورغم الاحتفال بـ "يوم الحبّ" في كييف أمس، على صوت قرع طبول الحرب، إلا أن الشعب الأوكراني يقدّم منذ مدّة لا بأس بها، درساً للشّعوب حول كيفية عَدَم الاستسلام للاحتلالات، وحول استحقاق الحرية، بجدارة.

 

تدريبات

فبموازاة شعور الجميع بالحرب، وهي ليست أي حرب، إذ إنها أقرب الى "جحيم ناري" لقوّة عسكرية عالمية كبرى، هي القوّة الروسية، تستمرّ مظاهر الحياة في أوكرانيا، ولكن جنباً الى جنب التدريبات.

فالأوكرانيون يتدرّبون على حمل السلاح، وعلى حفر الملاجئ في الثلوج، وعلى تقنيات الدّفاع عن النفس، في مناطق عدّة، وحتى داخل تلك التي هي بعيدة تقليدياً عن المخاطر العسكرية.

 

تحذيرات

فحتى داخل المدن والمناطق التي اعتاد الأوكرانيون على أنها بعيدة من النّزاعات، تنتشر حالياً قناعة بأنه يُمكن للحرب أن تصل إليها، في أي وقت. وهو ما دفع الى انتشار التدريبات في كل مكان، وحتى على الانترنت في بعض الأحيان، وذلك رغم التحذيرات من خطر الوقوع فريسة للتجسُّس الروسي. وتشمل تلك التدريبات كل ما يتعلّق بالأساليب القتالية، وبناء الملاجىء، والتزوّد بالحاجات الأساسية، والإسعافات الأولية، وغيرها من الأمور.

 

يستعدّون

ويؤكد مُطَّلعون أن الرجال والنساء، والكبار والصّغار، والطلاب... وكل فئات المجتمع الأوكراني يتلقّون التدريبات في مواقع وأماكن مختلفة، على "السيناريوهات" كافّة، ويُظهرون استعداداً عالياً للقتال، وسط معنويات مرتفعة.

ورغم أن الأوكرانيين ليسوا متأكّدين من حصول الغزو الروسي 100 في المئة، إلا أنهم يستعدّون للأسوأ.

 

الهجرة

ذكرنا كل ما ذكرناه، لننطلق من أوكرانيا الى لبنان، حيث الاحتلال الفعلي والكامل، والدّمار السياسي والمالي والاقتصادي، وازدواجية القرار الأمني والعسكري لأسباب سياسية، وحيث "اللاشيء"، واللاسيادة". ورغم ذلك، نجد أن اللبناني لا يهتمّ إلا بالـ 1$، و"الألف ليرة"، وبفتات الوعود السياسية والحزبية، رغم أنها "عا الوعد يا كمّون"، و(لا يهتمّ إلا) بالهجرة، وترك البلد الى ما وراء البحار والحدود.

 

مُترَف

فإذا كان الشّعب الأوكراني يقدّم في الآونة الأخيرة نموذجاً في الصّمود، وفي القدرة على متابعة الحياة اليومية، الى جانب الاستبسال في الدّفاع عن الحرية والسيادة والاستقلال، إلا أن الشعب اللبناني لا يهتمّ إلا بالحياة اليومية، حتى ولو تأمّنت ظروفها ربما على يد من يحتلّه، مقدِّماً صورة عن شعب مُترَف، ينتظر حريّته وسيادته واستقلاله بدلاً من الاستماتة في الوصول إليها، والحفاظ عليها.

 

لا يُقاتِل

أشار مصدر مُطَّلِع الى أن "لا شعب حقيقياً في لبنان، ولا مجال للمقارنة بين الشعب اللبناني، والشعب الأوكراني، على تلك الصُّعُد".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأوكرانيين هم شعب شجاع، يقاتلون، ويموتون من أجل الحفاظ على استقلال أوكرانيا. بينما ضعف الشعب اللبناني الأساسي، هو أنه شعب لا يقاتل، ولا يموت من أجل بلده".

 

إرادة

وشدّد المصدر على أن "اللبناني يعبد زعيمه، حتى ولو كان قاتلاً، بينما الأوكراني لا يفعل ذلك، ولا يعبد السلطات بحدّ ذاتها، وهو ما تسبّب بعدد من المشاكل لأوكرانيا خلال الحقبة السوفياتية".

وأضاف:"ما سبق ذكره يدلّنا على أن نتائج أي انتخابات، في أي بلد، لا تكتمل إلا بشعبه، وباستعداده للقتال من أجل حريّته، وسيادته، واستقلاله. وهو ما يفسّر لنا كيف أنه رغم خضوعها للاستبداد، على مدى عقود طويلة، استطاعت أوكرانيا أن تتحرّر من محتلّيها، وصولاً الى حدّ الاستعداد للقتال العسكري ضدّهم اليوم. وهو ما كان ليُصبح ممكناً بالفعل، لولا الإرادة الشعبية الأوكرانية".

 

عمالة

وأوضح المصدر:"روسيا بذاتها، ما كانت استطاعت أن تحتلّ بعض الأراضي الأوكرانية في عام 2014، لولا أن النّسيج الشعبي الأوكراني في تلك الأراضي، يريد الانضمام الى سلطة موسكو. وهذا يعني أن الشعب الأوكراني هو الذي يحدّد مصيره، ولا يُمكن احتلاله ببساطة، أو بسهولة".

وختم:"أما نحن في لبنان، فدولتنا محتلّة من جانب إيران بالكامل، وسط نسيج شعبي لبناني يريد هذا الاحتلال، وآخر لا يريده، ولكنّه يرفض مواجهته. وهذا كلّه، فيما السلطة السياسية ترفض استعمال تعبير "الاحتلال الإيراني"، فتظهر جبانة أمام الداخل والخارج، لكونها لا تُقاتِل، ولا تريد القتال، ولا حتى الاعتراف بوجود احتلال. وهذه قمّة التخاذُل والعمالة للاحتلالات".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار