تدفّق أسلحة "بالأطنان" رغم أن الشعب "ميّت" والدولار "يخرج" من البلاد! | أخبار اليوم

تدفّق أسلحة "بالأطنان" رغم أن الشعب "ميّت" والدولار "يخرج" من البلاد!

انطون الفتى | الجمعة 18 فبراير 2022

مصدر: الحكومات يجب أن توازن بين الحاجات العسكرية والقدرات الاقتصادية

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"


دول "ميتة" من جراء نِسَب التضخّم، فيما نسبة مهمّة من شعوبها "ميتة" جوعاً، وفقراً، ومرضاً، وهي رغم ذلك، تمتلك وضعاً عسكرياً يؤهّلها لأن تكون قوّة دولية ربما، في محيطها.
لن نحصر كلامنا في هذا الإطار بإيران، ولا بصواريخها ومسيّراتها "الحارِقَة" لشعوب البلدان التي توجد فيها، أكثر ممّا تهدّد "الأعداء"، بل سنوسّع حديثنا ليشمل شعوب دول تنتمي الى منظومة الغرب عملياً، مثل أوكرانيا، واليونان.

أسلحة
فهل يجوز مثلاً، تزويد أوكرانيا بأكثر من ألفَي طن من الأسلحة والذخيرة الغربية الحديثة، فيما الفقر الأوكراني يزداد، وسيزداد أكثر مستقبلاً، بسبب "هروب" الكثير من الأموال بالعملات الصّعبة من هناك، وهو ما سيصعّب "التعافي" الأوكراني، حتى ولو لم تنزل النيران الروسية على الأراضي الأوكرانية؟
وهل من الطبيعي أن يُصادق البرلمان اليوناني، على ثلاث اتفاقيات لتعزيز القوّات اليونانية المسلّحة، من ضمن ميزانية عالية لنفقات الدفاع هناك، في بلد ترتفع فيه معدّلات التضخّم، بعد سنوات من مشاكل اقتصادية حادّة؟

أهميّة؟
وهل يجوز لليونان، أن تمتلك عدداً من الدبابات أكثر من ألمانيا وفرنسا معاً؟ وأن تمتلك عدداً من الفرقاطات أكثر من هولندا؟ وأن تمتلك أحد أقوى وأكبر أسلحة الجوّ في أوروبا، رغم أنها ليست من الاقتصادات الأوروبية المهمّة؟
وماذا لو قُلنا إن دولاً مثل أفغانستان، وباكستان، وتونس... هي من الدّول المُصنَّفَة حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة الأميركية من خارج "الناتو"، رغم المشاكل الاقتصادية والمعيشية والحياتية الكبيرة فيها؟
فما هي الأهميّة من جراء ذلك، للغرب؟ وهل من إمكانية للاستفادة من بلدان ذات أوضاع مُماثِلَة، خصوصاً في تلك التي لا تحترم الديموقراطيات، مثل أفغانستان، وباكستان...؟


هي المسؤولة
أوضح مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "دولاً مثل أوكرانيا، واليونان، هي حليفة لحلف "شمال الأطلسي"، بغضّ النّظر عن أوضاعها الاقتصادية المُتعَبَة. فضلاً عن أن قيادة "العالم الحرّ" لا تفكر بالقيمة الاقتصادية أو المالية للدّول الحليفة لها، بل بأبعاد جيو - سياسية أخرى".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الإدارات المحلية في البلدان التي تُبرِم صفقات السلاح، هي المسؤولة عن تلك الصّفقات، وعن أوضاع شعوبها".

تفوّق
وشدّد المصدر على أن "الحكومات، هي التي يجب أن توازن بين صفقات السلاح، والحاجات العسكرية من جهة، وبين القدرات المالية والاقتصادية للبلد، وما إذا كانت الأولى تأخذ من معيشة الناس، من جهة أخرى".
وأضاف:"تحقيق التفوّق العسكري لا يجب أن يُهمِل الحاجات الحياتية للشّعوب، وإلا فإنه لا يُمكن لأي دولة أن تخوض حروبها في الخارج وهي مرتاحة. فضلاً عن أن زيادة الإنفاق العسكري، والتوسّع الى خارج الحدود، يكون في العادة على حساب الشّعوب، ورفاهيتها، وحاجاتها، ويؤسّس لمشاكل مالية واقتصادية. وتركيا وإيران، هما خير دليل على ما نقوله، في هذا الإطار".

حليفة
وأكد المصدر أن "أفغانستان ما عادت صديقة ولا حليفة، لا للولايات المتحدة من خارج "الناتو"، ولا بالمُطلَق. فلا يُمكن لأفغانستان - "طالبان" أن تكون حليفة لـ "العالم الحرّ"، ولا بأي شكل من الأشكال".
وختم:"تصنيفات الدّول الصّديقة، أو الحليفة، تحتاج الى إجراء الكثير من "التحديثات"، وباستمرار، خصوصاً في أوقات التقلّبات الدولية الكثيرة، وهو ما يشهده العالم بقوّة، في العقدَيْن الأخيرَيْن".

إقرأ ايضا: هذه هي مواصفات مرشحي حزب الله من الطائفة السُّنية...

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار