لبنان حساباته مختلفة... اجتياح إسرائيلي سيُسقِط الصّفقة الفرنسية - الإيرانية!؟ | أخبار اليوم

لبنان حساباته مختلفة... اجتياح إسرائيلي سيُسقِط الصّفقة الفرنسية - الإيرانية!؟

انطون الفتى | السبت 19 فبراير 2022

الحلو: رسالة تصعيدية بتمرير الطيران الحربي فوق الضاحية الجنوبية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

صدِّق أيها اللبناني أو لا تصدّق، أن أبرز ما يتوجب عليك أن تفعله، هو إبقاء نفسك مطروحة أرضاً، حيث الكرامة الوطنية ضائعة في الصيدليات، والمستشفيات، وفي الكهرباء "الموعودة"، والغلاء، وتغييب الحقيقة عن ملف انفجار مرفأ بيروت، مع عَدَم دخولك (أيها اللبناني) في لعبة تشتيت انتباهك بمسرحيات إقليمية - دولية، تُلعَب بعض فصول مشاهدها في لبنان، في الوقت الفاصل بين اتفاق نووي غربي ودولي "مسلوق سلقاً" مع إيران في فيينا (إذا تمّ)، على وقع الفوضى الأوكرانية.

 

الترسيم

فالـ "هوليووديات المسيّراتيّة"، والتي سواء أخذناها بحرفيّة رواياتها، أو لا، تجعلنا نسأل عمّا إذا كان عجز التكنولوجيا العسكرية الأميركية نفسها، "الرّابضة" في إسرائيل، عن كشفها، هو من ضرورات اكتمال فصول "التراجيديات" الجديدة التي تُلعَب على المسرح الدولي حالياً، على وقع رسم مستقبل أسواق النّفط العالمية، والتي سيكون ترسيم الحدود البحرية اللبنانية الجنوبية من ضمنها.

 

انتصارات؟

مؤسف حقاً، كيف أنه رغم الدّمار المعيشي والحياتي في البلد، لا يزال يوجد فيه من "ينتشي" بـ "انتصارات"، هي أقرب الى "أفيون شعوب"، لشعب ميت عملياً.

فحتى الاستثمار بـ "معادلات" حرب تموز 2006 نفسها، بدأ يتلاشى بالمفهوم الاستراتيجي، منذ اغتيال القائد عماد مغنية في عام 2008، وهو انتهى عملياً باغتيال الأسير المحرّر سمير القنطار، في عام 2015، وذلك بحسب أكثر من مُراقِب. فالأول (مغنية) هو العمود الأساسي لما سُمّيَ "انتصاراً" في تلك الحرب، فيما الثاني (القنطار) كان أحد أبرز الأهداف المُعلَنَة لإشعالها. وباغتيالهما، تُسدَل الستارة عن أبرز وأهمّ مقوّماتها.

 

اقترعوا لنا

في أي حال، فوضى أوكرانيا، و"مسلوق" فيينا، لن تتأخّر مفاعيلهما عن الظّهور في لبنان، وذلك بما يُكمِل الغَزَل الفرنسي - الإيراني الذي جعل من مرفأ بيروت ومستقبله مسرحاً له، خصوصاً أن حلفاء الفريق التابع لإيران فيه (لبنان)، من مسيحيين وغيرهم، لن يتأخّروا عن استثمار الفوضى و"المسلوق"، ليقولوا لجماهيرهم إن لا بديل ممكناً من تفاهم 6 شباط 2006، وإن تفضّلوا واقترعوا لنا في انتخابات 2022.

 

"الأطلسي"

ربط الخبير العسكري، والعميد المتقاعد خليل الحلو "الوضع المتأزّم في أوكرانيا بتوسيع رقعة انتشار قوى "الناتو" على حدود روسيا. ورغم إعلان الولايات المتحدة عَدَم التدخّل العسكري، إلا أنه إذا هاجم الروس أوكرانيا، فلا شيء فعلياً يضمن عَدَم حصول تدخّل أوروبي. والأخير إذا تمّ، فهو يعني تدخُّل "الناتو"، وتدخُّل حلف "شمال الأطلسي" يعني دخول واشنطن في المواجهة".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الأجواء الإيجابية عن قُرب التوصّل الى اتّفاق مع إيران في فيينا، تأتي ثمرة أشهر من المفاوضات، وتقديم طهران تنازلات في اليمن، وتلقّيها ضربة في الانتخابات العراقية".

 

غير واضح

وشدّد الحلو على "وجود أمر غير واضح بَعْد في مسار فيينا. فبموجب رُزْمة من التسريبات، قبلت إيران بوقف تخصيب اليورانيوم عند حدود 3.85 في المئة. ولكن ماذا ستفعل بمئات الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصَّب لديها بدرجة 20 في المئة، وما فوق، والتي يمكنها أن تشكّل مادّة لتصنيع قنبلة نووية؟ هل ستحتفظ بتلك الكميات؟ أو هل ستسلّمها لجهة ثالثة؟ وماذا عن وجود خيارات أخرى؟".

وأضاف:"لبنان ليس موجوداً في فيينا. فإيران ترفض الحديث عن أي شيء هناك غير ملفّها النووي. وما يكمّل تلك الصورة، هو ما نُشِرَ مؤخّراً من معلومات في الإعلام الإسرائيلي، هي غير مؤكَّدَة، عن زيارة قام بها أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله لإيران، وعن أن تلك الأخيرة طلبت منه أن يردّ على إسرائيل من لبنان، في ما لو شنّت تل أبيب هجمات عليها، بينما لم نسمع من ينفي أو يؤكّد تلك المعلومات، بنسبة 100 في المئة".

 

مضبوط

وأشار الحلو الى أن "حزب الله" برهن لإسرائيل أمس، أن لديه إمكانات لإصابة أهداف فيها. وعَدَم إسقاط مسيّرته، يعود إما لأنها صغيرة، بشكل يجعلها لا تترك بصمات رادارية، أو لأنها تمكّنت من التشويش على منظومة "القبّة الحديدية" الإسرائيلية".

وتابع:"بالمقابل، أرسلت إسرائيل رسالة تصعيدية أخرى، فمرّرت طائراتها الحربية فوق الضاحية الجنوبية، وعلى علوّ منخفض. ورأينا أيضاً، كيف أن لا صواريخ مضادة للطائرات تحرّكت ضدّ الطيران الإسرائيلي، وهو ما يُبقي الأمور ضمن إطار مضبوط".

 

تصعيد

وأكد الحلو أن "غزو أوكرانيا هو أمر مستبعد. ولكن إذا حصل، فإنه سينعكس على سوريا أولاً، إذ توجد هناك قوى وتنظيمات مستعدّة للاشتباك مع الروس، وسيتمّ تحريكها من قِبَل كل الأطراف التي تعترض على احتلال روسيا لأوكرانيا".

وقال:"في تلك الحالة أيضاً، ستشجّع روسيا إيران على التصعيد في وجه القوات الأميركية في العراق والخليج، وضدّ قوات "الناتو" الفرنسية والبريطانية والألمانية والإيطالية والتركية، في المنطقة، وصولاً الى جيبوتي. وهو ما سيجعل واشنطن والغرب يدعمان كل القوى المُعادِيَة لإيران في المنطقة أيضاً، سواء إسرائيل، أو دول الخليج، أو بعض القوى العراقية، وغيرها، بما يُزعِج طهران".

وختم:"أما لبنان، فحساباته مختلفة لأنها إسرائيلية لا أميركية. فإذا تحرّك "حزب الله" ضدّ إسرائيل، ستجتاح تل أبيب لبنان، بما يُسقِط أي صفقة فرنسية - إيرانية في شأنه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة