اقلبوا الطاولة "الخشبيّة" بمن عليها... الانهيار ومرفأ بيروت هما المشروع الوحيد! | أخبار اليوم

اقلبوا الطاولة "الخشبيّة" بمن عليها... الانهيار ومرفأ بيروت هما المشروع الوحيد!

انطون الفتى | الإثنين 21 فبراير 2022

مصدر: نفتقر الى تشكيل جماعات قادرة على إقناع الناس بتاريخها النّظيف الكافي

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بين من يحاول وسيحاول أن يستثمر بسياسات ومعادلات المسيّرات، والصواريخ، لإعادة عقارب الساعة السياسية في البلد الى الوراء، بعد الانتخابات النيابية، وبين من يسعى جاهداً الى قلب الطاولة اللبنانية "الخشبية"، بكلّ ما فيها، وبكلّ من عليها، نذكّر النّاخب اللبناني بأنه في حال جَرَت الانتخابات، ليس لديه الكثير ليفكّر فيه، قبل أن يقترع.

 

فاشِلَة

فالمشهد الأساسي الذي يتوجّب الاقتراع على أساسه، هو العودة الى قمّة لحظة الإعلان عن الانهيار المالي، وضياع الودائع المصرفية، وبداية مسار الغلاء الفاحش في البلد، ومفاعيل "الأسواق السوداء".

هذا طبعاً، الى جانب وجوب عَدَم سَحْب مشهد انفجار مرفأ بيروت من الأذهان. وهو انفجار أقرب الى مشروع متجدّد لدولة الفشَل، المحكومة من القوى الفاشِلَة، والفاسِدَة، وغير الشرعيّة.

 

تصويت

بالإضافة الى أنه ما على المُقتَرِع إلا أن يضع أمامه مشهد طوابير المحروقات التي عشناها لمدّة من الزّمن، وفقدان الأدوية والعلاجات، وانهيار القطاع الاستشفائي والدوائي، وصولاً الى "نكرزات" الاتّصالات، والإنترنت، بما يكمّل مشهد الهريان، في بلد منهوب الكرامة الوطنية بصراعات لا تمتّ إليه بصِلَة، بل تدور رحاها في ساحاته، بما يعاكس مصلحته، ومصالح شعبه الكثيرة، الحياتية، والتاريخية، وتلك بعيدة المدى.

وبالتالي، ليس أمام اللبناني سوى التصويت من خلال النّظر عبر تلك النظّارات، التي ستُظهِر أمامه الصّورة، بأوضح ما فيها.

 

خطر وجودي

رأى مصدر سياسي أنه "صحيح أن انخراط بعض الأطراف المحلية في أزمات المنطقة، هو الذي أدى الى الانهيار الاقتصادي والحياتي والمعيشي الذي نشهده اليوم، إلا أن لا صراع إيرانياً - إسرائيلياً فعلياً كذاك الذي شهدناه بين العرب وإسرائيل، خلال العقود السابقة، والذي انعكس على لبنان بما انعكس عليه، في ذلك الوقت".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الضّربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا، من حين لآخر، تقع ضمن إطار إعادة رسم تل أبيب الخطوط الحمراء لطهران في المنطقة، أكثر من أي شيء آخر. ولكن لا خطر وجودياً على إسرائيل من جانب إيران. والدّليل على ذلك، هو أن المسيّرات والصواريخ الإيرانية تُزعج السعودية والإمارات ومنطقة الخليج العربي، وليس إسرائيل".

 

لبنان

ولفت المصدر الى أنه "من حيث المبدأ، ليس صعباً على المواطن اللبناني أن يحدّد المُنطلقات التي يجب أن تتحكّم باقتراعه في الانتخابات النيابية القادمة، خصوصاً أننا نعرف من تسبّب بانهيار البلد، وهي مجموعة القوى والأحزاب التي شاركت في السلطة على مدى عقود".

وأضاف:"لكن إذا أراد الشعب اختيار فريق لا يُنسَب له أي انهيار، فستكون الخيارات صعبة جدّاً، لا سيّما أن انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 لم تكوِّن قوى جديدة أوحَت للرأي العام بأنها قادرة على أن تكون مُنافِسَة جديّة، وصالحة، وبديلة لما هو موجود في السلطة حالياً".

 

النتائج

وأشار المصدر الى أن "أقصى ما رأيناه، هو أن أحزاباً كانت في السلطة، أعادت تموضعها مع بعض الشخصيات المستقلّة، فخرجت من الحكم منذ انتفاضة 2019، أو بعضها استقال من مجلس النواب بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، وهي تقدّم نفسها على أنها البديل".

وختم:"هذا غير كافٍ. فتلك الأحزاب لا تمثّل إلا جهة واحدة، لا تُقنع كل المكوّنات الشعبية. فضلاً عن أننا نفتقر الى تشكيل جماعات قادرة على إقناع الناس، بالخطاب اللازم، وبتاريخها النّظيف الكافي. وهذا كلّه سينعكس بطريقة أو بأخرى، على نتائج الانتخابات النيابية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة