هل ينتشر السلاح الروسي في إسرائيل ويمنع إيران من "تطيير" مسيّراتها؟! | أخبار اليوم

هل ينتشر السلاح الروسي في إسرائيل ويمنع إيران من "تطيير" مسيّراتها؟!

انطون الفتى | الإثنين 21 فبراير 2022

داوود: ما يحصل في المنطقة يُمكن تسميته بزمن التحوّلات الكبرى

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل تكفي محاولات التوصّل الى اتّفاقيات أمنية، على مستوى "الدّفاع المشترك" مثلاً، بين المكوّنات الإقليمية المُتصارِعَة مع إيران، كمدخل الى منطقة شرق أوسطية آمنة من الصواريخ والمسيّرات الإيرانية، أم لا بدّ من خطوات أخرى؟

فعلى سبيل المثال، هل يمنع أمر واقع "تنعُّم" إسرائيل بأقوى التكنولوجيات العسكرية الأميركية، وبأقوى العلاقات مع الولايات المتحدة، (هل يمنع) تل أبيب من إبرام صفقات تسلُّح مع روسيا، بما لا يغيّر في العقيدة العسكرية الإسرائيلية؟

 

ممكن؟

فالتسلّح الإسرائيلي من روسيا، قادر على أن يشمل أقوى وأحدث أنواع الأسلحة الروسية، أي تلك التي تُحفَظ لاستخدام الجيش الروسي نفسه، الى حين التوصّل الى "أجيال" أكثر حداثة منها. ونزول هذا النّوع من الأسلحة في إسرائيل، يعني تحوّلات جيو - سياسية، واستراتيجيّة ضخمة، ستحوّل موسكو الى "وحش كاسر" يمنع تحليق المسيّرات والصواريخ الإيرانية في المنطقة، وبنسبة نتائج قد تتجاوز قدرة واشنطن على هذا الصّعيد، نظراً الى قوّة السّطوة الروسية على طهران. فهل هذا ممكن بالفعل؟

 

غربي - شرقي

شرح العميد المتقاعد، وقائد عملية "فجر الجرود"، فادي داوود، أنه "لا يُمكن لإسرائيل شراء منظومات أسلحة روسية واستعمالها ببساطة. فتل أبيب تعتمد العقيدة العسكرية الغربية، وانتقالها من الغربي الى الشرقي سيشمل كل شيء. فمثلاً، الطيران الشرقي يحتاج الى أن يكون مُتناسِقاً مع مطارات، ورادارات، وكاميرات، وصواريخ، وصواريخ حرارية، أي مع منظومة مُتكامِلَة، مُناسِبَة له، ولطريقة عمله".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "نموّ العلاقات السياسية والديبلوماسية والتنسيق الاستخباراتي بين إسرائيل وروسيا، يختلف عن تسليح الجيوش، خصوصاً أن تركيب منظومات جويّة روسية في إسرائيل، مثلاً، سيجعلها غير متناسقة مع المنظومة البرية والبحرية الإسرائيلية، التي تعمل وفق العقيدة الغربية. وتغيير التسلّح الإسرائيلي من غربي الى شرقي، بالكامل، هو قرار استراتيجي كبير جدّاً، لا يُمكن لإسرائيل أن تقوم به بسهولة".

 

الصناعات

ولفت داوود الى أن "إسرائيل تصنّع وتبيع تجهيزات بصريّة، وكاميرات، وأجهزة استشعار... لطائرات "فانتوم" الأميركية، و"ميراج" الفرنسية. وبالتالي، فإن أي تحوّل لها من السلاح الغربي الى الشرقي، سيؤثّر على صناعاتها العسكرية، وعلى تجارتها العسكرية أيضاً، وسينعكس على الاقتصاد الإسرائيلي عموماً".

ورأى أن "ما يحصل في المنطقة حالياً، يقع ضمن ما يُمكن تسميته بزمن التحوّلات الكبرى. فالاتّفاق النووي مع إيران يبدو في طريق التقدّم، وهو اتفاق اقتصادي، لأنه سيُسفر عن رفع للعقوبات، وعن عودة لإيران الى أسواق النّفط العالمية، بالإضافة الى الجانب الأمني والسياسي الكامن فيه".

 

حرب

وشدّد داوود على أنه "لا يمكن توقيع اتفاق نووي فقط مع إيران، وترك باقي الملفات على حالها. وبالتالي، سيطال هذا الاتّفاق وكلاء طهران في المنطقة، عاجلاً أم آجلاً. وسيكون من نتائج مظلّة التحوّلات الكبرى تلك، أيضاً، ترسيم الحدود البحرية في لبنان، والانتقال الى الحدود البريّة في وقت لاحق. وقد لاحظنا جيّداً، كيف أن الخط 23 لترسيم الحدود البحرية، مرّ من دون أي اعتراض من جانب فريق "الثنائي الشيعي"، نفسه".

ووضع الخرق "المسيّراتي" باتّجاه إسرائيل قبل أيام، في إطار "ردّات الفعل الإيرانية على الموقف الإسرائيلي من الاتّفاق النووي، على صعيد أنه غير مُلزِم لتل أبيب بشيء".

وأضاف:"على وقع هذا الكلام الإسرائيلي، تحرّكت المسيّرات من لبنان، وكأن إيران تقول لإسرائيل إن البديل من رفض اتّفاق فيينا، هو الحرب. فما كان من تل أبيب إلا أن حرّكت طيرانها الحربي فوق منطقة "حزب الله" في الضاحية الجنوبية، وفوق المنطقة التي كان (رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق) بنيامين نتنياهو أعلن عنها في عام 2018، على أنها مكان تحويل الصواريخ الى دقيقة، في لبنان، وذلك في إشارة الى استعداد إسرائيلي لقصفها إذا اندلعت الحرب".

 

لبنان؟

وعن اعتراض بعض من في الداخل الأميركي على اتّفاق فيينا، أجاب داوود:"لا توجد تسريبات كاملة وموثوقة، عن موضوع حسّاس بهذا المستوى، حتى لشخصيات تنتمي الى الحزب "الديموقراطي" نفسه. والاعتراض في الداخل الأميركي، يتعلّق باقتراب موعد دخول الولايات المتحدة مدار الانتخابات النّصفية، بدءاً من أواخر شباط الجاري". (الانتخابات "النصفيّة" الأميركية في تشرين الثاني القادم).

وختم:"هذا زمن التحوّلات الكبرى، ولبنان سينال نصيبه منه، إذ من المستحيل ترتيب شؤون المنطقة كلّها، وتركه (لبنان) يزول بالحالة التي يموت فيها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة