أموات قبل "السّحسوح" القادم من فيينا وبعده... أهلاً وسهلاً في دولة "السّحاسيح"! | أخبار اليوم

أموات قبل "السّحسوح" القادم من فيينا وبعده... أهلاً وسهلاً في دولة "السّحاسيح"!

انطون الفتى | الثلاثاء 22 فبراير 2022

مصدر: الهيمنة الإيرانية على لبنان باقية باتّفاق في فيينا أو من دونه

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

النتيجة هي نفسها، قبل "السّحسوح"، وبعده. فالعالم يتلهّى بما يحصل في أوروبا الشرقية، فيما إيران تعدّ العدّة لـ "تفلت" في الشرق الأوسط ولبنان، ولتحطّمهما أكثر، الى ما بعد مدّة زمنية قد تكون طويلة مع الأسف.

 

فقر

أوقِفُوا الضّحك على الناس، وحدّثونا عن الحقيقة، ولو لمرّة واحدة في هذا البلد، وقولوا لنا إن الآتي سيكون الأسوأ، منذ عقود ربما، خصوصاً إذا صدقت المعطيات عن قُرب الاتّفاق في فيينا.

فالاتّفاق مع إيران، في الظّروف الرّاهنة، سيكون "السّحسوح" الأكبر على الرّقبة الغربية عموماً، والأميركية خصوصاً، كما على الرِّقاب الشرقية واللبنانية. والجميع سيهلّل في البداية، لينظر في ما بَعْد الى الخروق الإيرانية المتزايِدَة.

وهذا يجعلنا نقول إننا أمام مرحلة انتظار "مسخ" مولود من رحم مصالح أميركية - إيرانية قذِرَة، سيحمل مزيداً من التهديدات الأمنية للمنطقة، ومزيداً من الفقر والموت للبنان، واليمن، وسوريا، والعراق.

 

الردّ

انهيار لبنان سيطول بعد اتّفاق فيينا، الذي سيفتح الباب لابتعاد عربي، سياسي ومالي إضافي عنّا، لا سيّما أن العرب يدخلون حالياً أكثر فأكثر مدار استيعاب ما يُمكن أن تُصبح عليه المنطقة بعد هذا الاتّفاق، ومدار انتظار مستقبلهم الأمني في الخليج، وهو ما سيحتّم عليهم الذّهاب أبْعَد في القسوة على لبنان، التي قد تظهر في الردّ الخليجي على ردّ لبنان على الورقة الكويتية.

 

برنامج

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أنه "باتّفاق في فيينا قريباً، أو من دونه، الهيمنة الإيرانية على لبنان باقية مع الأسف، لأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تمتلك برنامجاً ضدّ طهران في الشرق الأوسط".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "ملف أوكرانيا سيدفع روسيا الى عدم الاهتمام بالملف اللبناني، ولا بمنطقتنا بما هو أبعَد من سوريا، من الآن والى ما بعد مدّة لا بأس بها. وهذا ما ستستفيد منه إيران، خصوصاً أن أي اتّفاق قريب في فيينا لن يشمل الصواريخ الباليستية والميليشيات الإيرانية، وهو ما يعني أن بايدن سيوقّع اتّفاقاً ضعيفاً، يمكن لطهران أن تخرقه ساعة تشاء".

 

مصلحة

وأكد المصدر أن "كلّ ما يهمّ واشنطن هو منافعها الاقتصادية والنفطية من هذا الاتّفاق، وأن لا تُقدِم إيران على مهاجمة إسرائيل. وهذا هو التعهّد الوحيد الذي ستقدّمه طهران للأميركيين من تحت الطاولة، وهو أنه رغم التهويل الفارغ بالمسيّرات، والصواريخ الدّقيقة، إلا أن لا هجمات ميليشياوية إيرانية على إسرائيل، في مدى قريب على الأقلّ".

ولفت الى أن "دخول أوكرانيا في "الناتو"، يعني اقتراب الصواريخ الاستراتيجية "الأطلسية" من موسكو كثيراً، وهذه مسألة حياة أو موت لدى الروس لا يمكن أن يقبلوا بها، لا سيّما أنه في عام 1997، حصلت روسيا على تعهّد حول أن حلف "شمال الأطلسي" لن يدخل الى أوكرانيا. ولكن إدارة بايدن، مثلها مثل إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، تخرق هذا التعهّد، وتجد في ضرب روسيا مصحلة، على عكس رؤية إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب".

 

فخّ

وشرح المصدر:"إدارة بايدن، مثل إدارة أوباما في عام 2014، ترغب بإسقاط موسكو في مستنقع عسكري على حدودها، يُشبه حرب فييتنام أو حرب أفغانستان في الماضي، بهدف إرهاقها. وقد تسمح تلك الإدارة بانتقال عناصر من "داعش" الى أوروبا الشرقية، للقتال ضدّ الروس".

وأضاف:"لكن روسيا لن تسقط في فخّ الغزو، وهي بعدما اعترفت باستقلال دونيتسك، ولوغانسك، ستعمل على سحب المكاسب من الأوكرانيين حول عَدَم انضمامهم الى "الناتو"، من خلال إسقاطهم بمشاكلهم الداخلية".

 

تعيسة

وشدّد المصدر على أن "سياسة بايدن وأوباما تعيسة، وضعيفة للهيبة الأميركية. وهي تقوم على افتعال المشاكل مع الروس، وعلى استبعاد العرب، وضرب السعودية، وتقديم الجوائز لإيران. ولذلك، نرى جيّداً غياب أي دعم عربي فعلي لواشنطن في أزمة أوكرانيا. والأمر نفسه سينسحب على مرحلة ما بعد إبرام اتّفاق مع إيران في فيينا، التي ستُترجَم بمزيد من الابتعاد العربي عن لبنان، وعن السياسات الأميركية في المنطقة".

وردّاً على سؤال حول تأثير الخبث الأميركي في نقل بعض الأنشطة، من كييف الى مدينة لفيف مؤخّراً، على مستقبل أوكرانيا، أجاب المصدر:"تعتقد واشنطن أن تلك الخطوة ستحرّض بوتين على الهجوم على أوكرانيا، انطلاقاً من جعله يظنّ أن الغرب تخلّى عنها".

وختم:"هذه مجموعة من الخِدَع التي توهم الشعب الأوكراني والعالم. ولكن الرئيس الروسي لن يسقط في الفخّ".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار