الأدمغة مهدّدة والجامعات والمختبرات في خطر... حسابات شخصية لديكتاتور يحكم! | أخبار اليوم

الأدمغة مهدّدة والجامعات والمختبرات في خطر... حسابات شخصية لديكتاتور يحكم!

انطون الفتى | الثلاثاء 22 فبراير 2022

مصدر: شهيّة على تفكيكها عندما تلتقي المصالح

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

سوريا جديدة، وإيران جديدة، ولكن في أوروبا الشرقية هذه المرّة. هذا باختصار هو زبدة ما يُمكن أن نطلقه من توصيف على المنطقتَيْن الانفصاليّتَيْن في شرق أوكرانيا، وهما جمهورية دونيتسك الشعبية، وجمهورية لوغانسك الشعبية.

 

العدالة

فالحياة لا تُقاس بالقوّة فقط، ولا بفرض الشّروط، ولا بالاستراتيجيا، ولا بالأحلاف العسكرية، ولا بالأسلحة والصواريخ، النووية وغير النووية، ولا بفرض الرّدع، ولا برسم المعادلات، بل بمدى إمكانية توفير الحياة، والتعليم، والصحة، والحرية، والعدالة، والتطوّر...، للشّعوب، بمعيّة العمل على العناوين السياسية والعسكرية الكبرى.

 

متغيّرات

فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن خلال اعترافه باستقلال دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، يساهم في تغيير الحدود في أوروبا، ويُدخل متغيّرات جيو - سياسية الى "القارة العجوز" من دون توافُق دولي، أي بما يخالف تغيير الحدود، و(تغيير) الظروف السياسية والاستراتيجيّة الأوروبية، سواء بعد انهيار جدار برلين، أو بعد تفكّك الاتحاد السوفياتي، أو بفعل صراعات يوغوسلافيا... التي ضبطت ظروفها وتحوّلاتها، الكثير من التوافُقات الدولية، قبل عقود.

 

"موتور"

وإذا كانت الآلة العسكرية الروسية قادرة على فرض الشّروط على قوى حلف "شمال الأطلسي"، إلا أن دونيتسك ولوغانسك ستكونان بؤرة جديدة للفقر والمرض والجوع، بعقوبات أميركية وغربية تعزلهما عن العالم، وهو ما سيغيّر في الظّروف الحياتية لشعبَيهما، وللشعب الأوكراني، بموازاة ضرب منطقة أوروبا الشرقية عموماً، من خلال إضعاف "موتور" أساسي فيها، وهو أوكرانيا.

 

"أعباء"

فبوتين قادر على الانتصار العسكري من حيث الوقائع، ولكنه عاجز عن بناء اقتصادات سليمة، وعن إعادة إعمار أي مكان مدمّر، في أي بقعة جغرافية حول العالم، لوحده. وهو ما يهدّد شعوب "الأجزاء الروسية" من أوكرانيا، بكثير من المصائب، وبأن يتحوّلوا الى "أعباء" على جيرانهم في أوروبا الشرقية، على المستويات كافّة.

 

احتلال

أمر آخر أيضاً، يُظهر أن "الانتصار" الروسي هناك، هو عملياً بلا قيمة حقيقية. فعلماء أوكرانيا يستعدّون للخروج من البلاد نحو الغرب، في ما لو هاجمت روسيا بلدهم.

وهذا يعني بحسب خبراء، أن الاضطراب في أوكرانيا يهدّد بوقف مسيرة التقدّم التي بدأت تشهدها البلاد، منذ نحو عقدَيْن من الزّمن. ونذكر هنا، أن التغيير المُضطّرب الذي تشهده كييف حالياً، يهدّد مستقبل الجامعات، والمختبرات، ومؤسّسات الأبحاث، التي تحمل وجهاً حضارياً مهمّاً لأوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفياتي، كما يساعد على هجرة الأدمغة من البلاد، وبذهابها نحو الغرب أوّلاً، وربما باتّجاه الصين بنسبة أقلّ، ولكن ليس الى روسيا التي يتعامل معها الأوكرانيون عموماً، كقوّة احتلال.

 

سياسة دولية

أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "أوكرانيا انضمّت رسمياً الى لائحة البلدان التي تموت، ضمن مسار بدأ اليوم، وسيدفع ثمنه الشعب الأوكراني الى ما بعد أجيال".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الصعوبات الاقتصادية التي ستزداد هناك، ستكتمل بنشاط عسكري روسي متعدّد الأوجه والأشكال في دونيتسك ولوغانسك. وهذا قد يفتح شهيّة جعل تفكيك دولة أوكرانيا، سياسة دولية، عندما تلتقي المصالح الروسية - الأوروبية - الأميركية العامة، مع بعضها البعض".

 

ديكتاتور

وشدّد المصدر على أن "ما يحصل في أوكرانيا حالياً، سينعكس على مستقبل منطقة أوروبا الشرقية كلّها. فبوتين لا يهتمّ إلا باستعمال الدّفاع عن روسيا كحجّة، لإبعاد الولايات المتحدة و"الناتو" عن حدوده، وعن التأثير في أوروبا عموماً".

وختم:"أوكرانيا تشكّل دولة مركزية أساسية واستراتيجيّة في شرق أوروبا. وهي سقطت في حسابات شخصية لديكتاتور يحكم روسيا، إسمه فلاديمير بوتين".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار