حرب البرّ و"المياه الدافئة"... وإيران تصفّق للغرب والشرق بالأحذية و"القباقيب"! | أخبار اليوم

حرب البرّ و"المياه الدافئة"... وإيران تصفّق للغرب والشرق بالأحذية و"القباقيب"!

انطون الفتى | الخميس 24 فبراير 2022

مصدر: حجج بوتين لن تتوقّف لأنه يمهّد لتأسيس "روسيا الكبرى"

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بينما ينشغل الغرب باحتساب الصواريخ الروسية المُتساقِطَة على أوكرانيا، وروسيا بالتقصّي عن عدد الأسلحة الغربية التي تدمّرها في أوكرانيا، تنصرف إيران الى التصفيق للغربيّين والشرقيّين معاً، وعلى حدّ سواء، بالأحذية، و"القباقيب"، مستفيدة من لهوهم ببعضهم البعض، لاستكمال جمع أوراقها، بما سيسمح لها بـ "الفلتان"، شرقاً وغرباً.

 

من جديد

أمام هذا المشهد، لا بدّ من فرمَلَة مسار فيينا حالياً، وتجميد أي إمكانية لإبرام اتّفاق قريباً، على وقع الفوضى الدولية في أوكرانيا.

فبحسب خبراء، لا يجوز إبرام اتّفاق كبير، بمستوى اتّفاق فيينا، ذات المفاعيل الإقليمية والدولية الكبرى، في وقت "الهرج والمرج" الدولي، الذي سيخلّف الكثير من تبديل الظّروف والشّروط، في ما بَعْد. وهو ما يعني أن مفاوضات فيينا يجب أن تعود الى الطاولة من جديد، على ضوء التوتّر العسكري الأخير في أوكرانيا.

 

تضارُب

فطهران تستفيد حالياً من التبدّلات التي يشهدها النّظام الدولي، من خلال تحالفها مع روسيا، وهو ما سيزيد من تأثيرها في الشرق الأوسط، وصولاً الى دول أميركا اللاتينية، بما قد يتجاوز التصوُّر الأميركي، في الكثير من الأحيان.

أمر آخر قد تستفيد منه إيران، بحسب بعض المطّلعين، وهو التضارُب في المصالح الغربية نفسها، الذي يتحكّم بالعقوبات على روسيا، على خلفيّة الملف الأوكراني.

 

خسائر

فبحسب خبراء، أكثر العقوبات إيلاماً لروسيا، هي إزالتها من نظام "سويفت"، الذي يربط آلاف المؤسّسات المالية حول العالم، ببعضها البعض. ولكن القيام بذلك، سيجعل الولايات المتحدة وألمانيا تخسران أيضاً، نظراً الى أن مصارفهما هي ضمن أكثر من يستخدم هذا النّظام، للتواصُل مع البنوك الروسية.

هذا فضلاً عن أن روسيا كانت اتخذت مجموعة من الخطوات، خلال السنوات الأخيرة، لتخفيف الصّدمات عنها، في ما لو تمّت إزالتها من "سويفت". وهو ما يعني أن اتّفاقاً نووياً مع إيران، في وقت قريب، سيكون مدعوماً باضطّراب غربي كبير، وهدوء روسي حليف لطهران، لن تتأخّر الأخيرة عن الاستثمار فيه.

 

إسرائيل

مسألة أخرى، وهي أن إسرائيل تلعب دوراً مهمّاً في عَدَم فصل روسيا عن "سويفت"، وفي عَدَم طرح "الناتو" مسألة إقفال طريق الوصول الى المياه الدافئة أمام روسيا، عبر مضيقَي "البوسفور" و"الدردنيل"، على بساط البحث الجدّي، بحسب بعض الخبراء.

وهذا يخلط الكثير من الأوراق أيضاً، نظراً للعلاقات المتينة المتزايدة بين تل أبيب وموسكو، خلال السنوات الأخيرة، وبتأثير من بعض المتموّلين اليهود، الذين يدعمون الاقتصاد الروسي، منذ سنوات.

 

المياه الدافئة

فالى جانب أن تركيا، ورغم عضويّتها في "الناتو"، لن تتحمّس لمنع السّفن الروسية من المرور عبر "البوسفور" و"الدّردنيل"، نظراً لتلاقي المصالح بين موسكو وأنقرة كثيراً، خلال السنوات الأخيرة، إلا أن التأثير الإسرائيلي واضح أيضاً على الغرب، في عَدَم فرض عقوبات قاسية على روسيا، سواء بالاقتصاد، أو على مستويات أخرى أيضاً، ومنها عَدَم إقفال طريق المياه الدافئة، وذلك حتى لا تعتمد موسكو على خطط بديلة، من مثل نقل وحدات الجيش الروسي الى الشرق الأوسط، عن طريق إيران، حيث كانت تمرّ القوات الروسية خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك بالاعتماد على بعض الحلول اللوجستية الممكنة في هذا الإطار، وهو ما لن يعجب تل أبيب، لأنه سيشكّل مادّة أساسية في يد طهران، تستفيد منها في المنطقة أكثر.

 

الى متى؟

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "كلّ شيء في العالم يتغيّر، من دون أن يُعرَف لصالح من بالتحديد، والى متى".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "إيران تستغلّ الانشغال الدولي بأوكرانيا، لتتفرّغ أكثر للشرق الأوسط، خصوصاً أن التطوّرات الأوكرانية هي ذات مفاعيل مستقبلية كبيرة".

 

توتّر

وأوضح المصدر:"يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يحاول إبعاد الصواريخ "الأطلسية" عن حدود روسيا. ولكن دخوله العسكري الى دونيتسك ولوغانسك، بما قد يصل الى حدّ إدخال أسلحة روسية استراتيجية إليهما، بذريعة حمايتهما، يعني أنه يقترب من السلاح الغربي الموجود في أوكرانيا، ودول "الناتو" في أوروبا الشرقية. وهذا سيرفع منسوب التوتّر أكثر هناك، مستقبلاً".

 

بداية

وأكد المصدر أن "حجج بوتين لن تتوقّف، لأنه يمهّد لتأسيس "روسيا الكبرى"، عبر القضم التدريجي لأوكرانيا، ولدول أخرى في أوروبا الشرقية مستقبلاً، نزولاً الى البلقان، مع التوسّع في آسيا، وذلك بهدف استعادة نفوذ الاتحاد السوفياتي، كلاعب أساسي وموازٍ للولايات المتحدة الأميركية، كما كانت عليه الأحوال في الماضي".

وأضاف:"ما يدعم بوتين في ذلك، هو أنه قوّى علاقاته كثيراً مع قوى إقليمية عدّة، وفي مناطق حسّاسة، ومنها إسرائيل وتركيا وإيران في الشرق الأوسط، بما يجعله قوياً. أما أوكرانيا، فما هي إلا البداية للمخطّط الجديد".

وختم:"هذا سيكون مُكلِفاً على روسيا، سواء بالعقوبات الاقتصادية، أو بغيرها. ولكن إيران تراقب وتجمع الأوراق، وتستغلّ الانشغال الدولي لتفعل ما تريده. فيما نعاني نحن في لبنان، من غياب رجال الدولة، ومن فقدان أي جهة قادرة على تحقيق أي شيء".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار