سيدة قازان حامية روسيا تبكي... المُجرِم يضحك كثيراً و"الله يرحم الموتى"! | أخبار اليوم

سيدة قازان حامية روسيا تبكي... المُجرِم يضحك كثيراً و"الله يرحم الموتى"!

انطون الفتى | الخميس 24 فبراير 2022

مصدر: كان لا بدّ من التوصّل الى اتّفاق سرّي حول الأسلحة الغربية في أوكرانيا

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

إذا كان الغرب "الصّهيوني" (وفق تعبير "شرقي" معيّن)، هو الذي هاجم يوغوسلافيا في آذار عام 1999، عشية بَدْء إحياء زمن قيامة السيّد المسيح، من دون أن يوقف هجماته عليها حتى خلال فترة الاحتفال بالفصح بحسب التقويم اليولياني (وهو التقويم الشرقي في المفهوم الشعبي)، فبماذا يمكن تسمية العملية العسكرية "المحدودة" التي تشنّها روسيا على أوكرانيا حالياً، والتي تُسقط قتلى وجرحى من الأرثوذكس، عشيّة الاحتفال بسبت الأموات (بعد يومَيْن، بحسب التقويم اليولياني)، الذي يسبق أحد مرفع اللّحم في الطقس البيزنطي، أي عشيّة بَدْء زمن "الصّوم الأربعيني" المقدّس؟

وهل يُمكن تبرير الهجمات الروسية "المحدودة" على أوكرانيا حالياً، بأنها "حرب مقدّسة" مثلاً، ضدّ "الناتو"، والغرب؟ وبماذا ستبرّر روسيا حربها على أوكرانيا، التي بشّرتها بالمسيحية عملياً، قبل قرون، في أذهان الأجيال الروسية والأوكرانية القادمة، التي تشكّل "الأرثوذكسية" هويّتها الفعلية، قبل أي حدود وطنية؟

 

كلفة

هكذا تقاس الحرب هناك، في أذهان شعوب تلك المنطقة، قبل أي شيء آخر. ومن يعرف أهل أوكرانيا، وروسيا، وأوروبا الشرقية عموماً، يفهم تماماً أن الكلفة "الأرثوذكسية" للهجمات الروسية على أوكرانيا، تفوق بكثير تلك التي نتجت عن الهجوم الروسي على جورجيا في عام 2008.

فأوكرانيا ليست جورجيا. وليس سهلاً تغيير النّظرة الى أن الفضل في جعل نحو 75 في المئة من الروس، يعرّفون عن أنفسهم على أنهم أرثوذكس، قبل أن يتحدّثوا عن جنسيّتهم الروسية، يعود الى أوكرانيا في الأساس، وهي أوكرانيا نفسها التي تريدها موسكو تابعة لها، وغير مستقلّة عنها، لا سياسياً، ولا عسكرياً، ولا كنسياً أيضاً.

 

الهدف

هدف الغرب تحقّق. والجرح وقع بين الشعب الأرثوذكسي الواحد، في الدولتَيْن، الروسية والأوكرانية، وهو المتغيّر الاستراتيجي الأكبر هناك، قبل الصواريخ والأسلحة، وذلك تحضيراً لتسويق "الديموقراطية" الأميركية، في أوروبا الشرقية، بما لم يَكُن مقبولاً لدى شعوب المنطقة هناك قبلاً، رغم مرور ثلاثة عقود على تفكّك الإتحاد السوفياتي.

وهذا أبرز ما تريده واشنطن، الى جانب "هروب" العلماء والأدمغة الأوكرانية الى الغرب.

 

إخراج فاشل

وحتى ولو أن هدف روسيا ليس أكثر من قصف الأسلحة الغربية، التي أدخلها الغرب الى أوكرانيا خلال الأسابيع الماضية، وإبعادها عن حدودها، إلا أن الهجمات الروسية أتت بإخراج فاشل جدّاً، خصوصاً بعدما تأكّد أن لا مجال لدخول كييف الى "الناتو"، منذ إعلان روسيا اعترافها باستقلال لوغانسك، ودونيتسك.

فبحسب خبراء، تستوجب المعايير المطلوبة لدخول "الأطلسي"، أن تكون الدولة الراغبة بالانضمام، قادرة على السيطرة التامّة على حدودها. وبسلخ لوغانسك، ودونيتسك، باتت أوكرانيا عاجزة عن ذلك. وهو ما يعني أنه ما كانت توجد حاجة الى "الوحشيّة" العسكرية الروسية تجاه كييف.

 

أعداء؟

وبموازاة استهدافها البنية التحتية للجيش الأوكراني، تكون روسيا دمّرت العاطفة الشعبية الأرثوذكسية الباقية بين الشعبَيْن، (ودمّرت) الحرية، التي هي من أهمّ "ممتلكات" الشعب الأوكراني.

وهذا هو الأهمّ بالنّسبة الى الغرب، الذي لن يحزن أبداً لرؤية أرثوذكسي أوكراني في كييف، يتضرّع الى الله، طالباً منه حماية أوكرانيا من روسيا، مقابل النّظر الى أرثوذكسيّ روسي يتضرّع الى الله في موسكو، طالباً منه "نُصرَة" روسيا "على الأعداء"، في أوكرانيا!!!

 

فارق

شدّد مصدر خبير في الشؤون الدولية على أن "هناك فارقاً كبيراً بين نتائج مهاجمة روسيا لجورجيا، وبين مهاجمتها لأوكرانيا. فمهاجمة الثانية، يزيد التباعُد الشعبي بين الأوكرانيين والروس، في شكل أكبر من الشعور الشعبي الجورجي بالنّفور، تجاه روسيا".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "خطأ بوتين الأساسي بمهاجمة أوكرانيا، يكمُن بأنه يزيد الفرز بين شعبَي البلدَيْن. فصحيح أنه وضع شعب مناطق شرق أوكرانيا في جيبه الى الأبد، وهم يرحّبون بالجيش الروسي دائماً. ولكن باقي شعب أوكرانيا بات ينظر الى روسيا كقوّة احتلال، يجب النّضال ضدّها، أكثر من الماضي. ونذكّر هنا بأن شعوب مناطق غرب أوكرانيا، ساندت الزعيم الألماني أدولف هتلر، ضدّ الإتحاد السوفياتي، خلال الحرب العالمية الثانية".

 

لن تخاطر

ولفت المصدر الى أن "بوتين لن يخاطر بالتوسّع في غرب أوكرانيا، حيث سيواجه جيشه قتالاً مع الشّعب، وحيث لن يُرحَّب به، حتى ولو احتلّها".

وأضاف:"الولايات المتحدة وحلف "شمال الأطلسي" لن يتدخّلا عسكرياً في الأزمة الأوكرانية، إلا إذا تجاوز الروس أوكرانيا في هجماتهم، واقتربوا من حدود "الناتو" في دول أوروبا الشرقية الأخرى. ولكن موسكو لن تخاطر بذلك".

 

12 عاماً

وأشار المصدر الى أنه "كان لا بدّ من التوصّل الى اتّفاق سرّي، يسحب الأسلحة الغربية التي دخلت حديثاً الى أوكرانيا، مقابل تقديم موسكو ضمانات أمنية وسياسية كثيرة لأوكرانيا، بدلاً من التهوّر الروسي بعملية عسكرية فيها الكثير من "الطّيش"، وهي غير قادرة على ضمان النّجاح في تدمير كامل السلاح الأوكراني، مهما كَثُرَ عرض العضلات الروسية".

وختم:"روسيا استخدمت القوّة المُفرِطَة في أوكرانيا، رغم أن الأخيرة ما كانت قادرة على الانضمام الى "الناتو"، قبل 12 عاماً تقريباً. ولهذا الاستعجال نتائج سلبية كبيرة على روسيا، لن تتوضّح إلا بعد مدّة من الزّمن".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار