نموذج جديد للمقاومة ينطلق من كييف... من دون لحية وبلا خطاب ديني شعبوي! | أخبار اليوم

نموذج جديد للمقاومة ينطلق من كييف... من دون لحية وبلا خطاب ديني شعبوي!

انطون الفتى | الإثنين 28 فبراير 2022

مصدر: من يقف مع روسيا في تدميرها لأوكرانيا هم الدّول والشعوب المتخلّفة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

قد يكون نموذج المقاومة الذي يقدّمه الأوكرانيّون مُزعِجاً جدّاً، لأنظمة دول شرق أوسطية عدّة، أعطَت لنفسها صورة المقاومة منذ عقود، حتى تتسلّل الى أعماق دول ومجتمعات أخرى.

 

"شحّادين"

وفيما مقاومة تلك الأنظمة (الشرق أوسطيّة) تقوم على افتعال الصّراعات، والحروب، وإراقة الدّماء، في كل مكان، وضدّ النّسيج الشعبي نفسه، الرّافض لها في الدّول التي تنشط فيها، نجد المعارضة الأوكرانية معارضة وطنيّة، لشعب شجاع، داخل دولة نَمَت بآدابها، وفنونها، منذ قرون، وذلك رغم مُضايقات روسيا القيصرية والاتّحاد السوفياتي لهذا المسار، وصولاً الى حدّ سعيها الدائم (أوكرانيا) الى التطوير في حقول الثقافة، والتعليم، وتحديث المدارس، والجامعات، والانصراف للانتماء الى منظومة "العالم الحرّ".

وبالتالي، هي ليست مقاومة دولة تسخّر العلوم لعَسْكَرَة المجتمع حصراً، ولا مقاومة دولة تقاتل بجوع شعبها، ولا بتحويل شعوب منطقة تريد السيطرة عليها، الى مجموعات من "الشحّادين".

 

مدرسة جديدة

وحتى إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه، يظهر منذ أيام كقائد للمعارضة الأوكرانيّة العسكرية والسياسية والشعبيّة، من دون لحية، وبثياب صحيح أنها أقرب الى العسكرية، إلا أنها تكسر صورة القائد العسكري الشيوعي من جهة، وتلك المتعلّقة بالقائد العسكري الدّيني (كما هو الحال في الشرق الأوسط)، المُعادي للغرب، من جهة أخرى. وهو ما يقدّم المقاومة الأوكرانية الحالية للروس، كمدرسة جديدة في "المقاومات"، شرِسَة عسكرياً، ولكن متطوّرة، وحليفة للعالم الغربي.

 

مُضحِك

أكثر ما بدا مُضحِكاً خلال الأيام القليلة الماضية، هو تباري بعض من في لبنان، في التعليق على الحرب الروسية - الأوكرانية، وكأن الأوكرانيّين والروس لا ينامون اللّيالي، حتى يعرفوا موقفهم، فيما الواقع هو أن "ما حدا طالب رأيون أصلاً".

 

دماء

والمُضحِك أيضاً، هو أنه كيف أن دولة مثل سوريا، حيث يفتقر الشّعب الى الأمن الغذائي والصحي... أبدَت وتُبدي حماسة في دعم الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما أبسَط ما يتوجّب عليها القيام به، هو "طلب السّترة"، قبل أي شيء آخر.

كما أن المُضحِك، هو أن دولة مثل إيران، حيث الشّعب الميت، عبّرت عن دعمها لروسيا في غزوها لأوكرانيا، فيما تنظر طهران الى الحوثيّين في اليمن، كقوّة مقاومة، تدافع عن نفسها ضدّ الطّغاة.

 

زمن

والمُضحِكون بالأكثر، هم أولئك الذين يتحدّثون في لبنان، عن نهاية زمن وبَدْء آخر، هو الزّمن الروسي - الصيني، وذلك تماماً كما لو كانوا في ضيافة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، حيث الأبيض يتحوّل الى أسود، رغماً عن النّاظر الى بياضه، تحت طائلة التعرُّض للإذابة بـ "الأسيد"، أو للسّحق بدبّابة، 25 مرّة ربّما.

 

لا إيجابيّة

أشار مصدر خبير في الشؤون الدولية الى أن "الحرب الأوكرانية ستدفع إيران الى محاولة الحصول على الكثير من المكاسب، من روسيا، بأرخص الأثمان. وبالتالي، طهران تراقب وتنتظر، وهي ستستفيد من أي انتكاسة عسكرية روسية في أوكرانيا، وستحاول الاستثمار فيها، بطُرُق عدّة".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "على عكس كل الأجواء والتصريحات الإيجابية، والإيحاء بأن مفاوضات فيينا باتت في المربّع الأخير، إلا أن تلك المفاوضات متوقّفة عملياً، انطلاقاً من انقطاع التنسيق بين الأميركيين والروس حول كل الملفات الدولية تقريباً، منذ أيام. وبالتالي، لا أحد يتذكّر الملف الإيراني، ليحسمه في الوقت الراهن".

 

رغبات

ولفت المصدر الى أن "الحديث عن إعادة ترتيب العالم روسيّاً وصينيّاً، بعد الحرب الأوكرانية، ليس سوى رغبات لا أرضيّة علميّة لها، حتى في مرحلة ما بعد وقف النّزيف في كييف. فتعاطُف معظم دول العالم مع أوكرانيا ضدّ الغزو الروسي، أظهر أن أي موازين دولية جديدة مستقبلاً، ستنطلق من هناك. وهذا ليس مُفيداً لا لروسيا، ولا للصين، ولا لحلفائهما حول العالم".

 

"غسيل الأدمغة"

وشدّد المصدر على أن "أوكرانيا هي أساس القوّة الروسية. فالقوّة العسكرية الضّارِبَة للاتّحاد السوفياتي في جيشه، كانت من الأوكرانيين. والإرث الروسي الحقيقي موجود في كييف، وليس في الدّاخل الروسي. ومن المعلوم أن قلب الجيش الروسي هو أوكراني أصلاً، وأبطاله هم من الأوكرانيّين. ومن هذا الباب، اضطّر الزّعيم السوفياتي جوزف ستالين الى الاعتراف بالكيان الأوكراني من ضمن الاتحاد السوفياتي، مُكرَهاً لا راضياً في الماضي، وهو لم يقدّم الأراضي كهدايا لأوكرانيا، كما يُقال بما يُجافي الحقيقة".

وختم:"كل من يقف مع روسيا في تدميرها لأوكرانيا، هم منظومات الدّول والشعوب المتخلّفة، التي لا تحبّ الحرية، والتي تفضّل العنصرية، والعَيْش تحت راية "غسيل الأدمغة"، والفساد، والإرهاب".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة