روسيا تأهّبَت "نووياً"... بايدن سيضحك في تشرين الثاني وماكرون في أيار!؟ | أخبار اليوم

روسيا تأهّبَت "نووياً"... بايدن سيضحك في تشرين الثاني وماكرون في أيار!؟

انطون الفتى | الثلاثاء 01 مارس 2022

درباس: شهيّة بوتين قد تدفع الشعوب الأوروبية الى التمسُّك بالسلطات الحالية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بعد انتكاسات كثيرة للعالم الغربي عموماً، لا سيّما منذ دخول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "البيت الأبيض"، كيف يُمكن للحرب الروسية على أوكرانيا أن تُعيد خلط الأوراق سياسياً وانتخابيّاً، في الدّاخل الأميركي والأوروبي، مستقبلاً؟

 

انتخابات

فبعض المراقبين يَرَون أن الوحشيّة الروسية ضدّ الشعب الأوكراني، والتلويح الروسي بالتهديد النووي، مع ما له من مفاعيل دولية، والنيّة الروسية الواضحة لاحتلال أوروبا، وفضاء حلف "شمال الأطلسي" فيها، تدريجياً، بموازاة الوقفة الموحّدة للغرب ضدّها، ونجاح واشنطن وعواصم أوروبا الغربية في تحشيد حلف دولي ضدّها (روسيا)، ستنعكس على الاستحقاقات الانتخابية الأوروبية والأميركية، بما ينسجم مع الواقع الجديد.

 

الحرب الباردة

وبالتالي، حظوظ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد ترتفع في الاستحقاق الرئاسي الفرنسي، الذي تُحسَم نتيجته في أيار القادم، الى جانب التغيير المُرجَّح في مزاج النّاخب الأميركي، ونقله من "الجمهوريّين" الى "الديموقراطيين"، في الانتخابات النصفيّة الأميركية في تشرين الثاني القادم، وذلك بعدما نجحت إدارة بايدن في إعادة صورة "أميركا العظيمة" ضدّ الديكتاتورية الروسيّة، الى ذهن الشّعب الأميركي، الذي لا تزال ظروف وأجواء "الحرب الباردة"، في عقله.

هذا الى جانب أن الأيام القادمة ستشهد، بحسب بعض الخبراء، تراجعاً في أسهم كل القوى الأوروبية الحليفة لروسيا، أو تلك التي سَعَت موسكو الى اختراق أوروبا، بواسطتها.

 

عجرفة

شدّد الوزير السابق رشيد درباس على أن "كل ما يحصل في أي نقطة من عالم اليوم، يؤثّر على كل ما فيه، ولكن بدرجات متفاوتة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "قلب أوروبا يدقّ الآن، بعدما تذكّرت كيف أن سياسة التساهُل مع الزّعيم الألماني أدولف هتلر، جعلته يقضم المكاسب بشكل تدريجي، وذلك الى أن اندلعت الحرب العالمية الثانية. وبات الخوف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ملموساً في أوروبا حالياً، لأنه يستردّ المُلْك الروسي القديم، من وجهة نظره، مرّة بالدّيبلوماسية والسياسة، ومرّة بالعجرفة العسكرية".

 

المدّ الروسي

وأكد درباس أن "لا ضرورة للخوف الروسي من الحالة الأوكرانية، أمنياً. ولكن بوتين خائف من نمط الحياة الجديد في أوكرانيا المُتداخِلَة كثيراً مع روسيا، وهو نمط الديموقراطية، وتداول السلطة، ومحاولات التأسيس للرفاهية، وللبحبوحة في عيش المواطن الأوكراني. وهذا ما سيُربِكه (بوتين) في الداخل الروسي، وسيخفّف من سلطته القيصرية المُطلَقَة. ومن هنا ينبع سعيه الى احتلال أوكرانيا".

وأضاف:"أما الأوروبيّون، فهُم يخافون من شهيّته المفتوحة على السيطرة، بما يُطيح بالاستقرار الأوروبي السياسي والأمني والاقتصادي. كما يخافون من شبح تهويله بالأسلحة الاستراتيجيّة. وهذا ما قد يدفع الشعوب الأوروبية الى التمسُّك بالرؤساء والسلطات التي تستلم زمام الأمور في بلدانها حالياً، والتي تقف في وجه المدّ الروسي، والتي تصدّ أعمال ومساعي بوتين. ومن هذا المُنطَلَق، قد يكون وضع ماكرون الانتخابي أكثر سهولة بعد شهرَيْن، بموازاة اتّجاه رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون الى وضع أكثر استقراراً أيضاً. فضلاً عن أن باقي دول أوروبا الشرقية باتت أكثر التصاقاً بحلف "الناتو"، وبالغرب".

 

حَذَر

وأشار درباس الى أنه "إذا غرِقَت روسيا بوحول طويلة الأَجَل في أوكرانيا، فإن ذلك سيؤثّر على هيبتها السياسية والعسكرية، دولياً، كما في الشرق الأوسط، لا سيّما في سوريا. ولكن وضوح تلك الصورة يحتاج الى وقت".

وتابع:"إذا ارتاحت إيران في مسار فيينا، فمن الممكن أن تُكمل مشروعها، خصوصاً إذا ضعُفَت روسيا في سوريا. ولكن الغارات الإسرائيلية ستتكثّف عليها هناك أكثر، من جديد، وسط عالم شديد الحَذَر والخوف".

 

الهَيْبَة الدوليّة

وعن الولايات المتّحدة الأميركية، رأى درباس أن "الحزب "الديموقراطي" قد ينتعش انتخابياً من جديد، انطلاقاً من أن بايدن وقف وقفة مُخالِفَة لوقفة (الرئيس الأميركي الأسبق) باراك أوباما، عندما لم يذهب بعيداً في الردّ على ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا".

وقال:"انتكاسات الحزب "الديموقراطي" في أيام أوباما، أتت بسبب مَيْل الأخير الى التسويات مع الإيرانيين والقوى الإسلامية، انطلاقاً من مبدأ تأمين الاستقرار، مقابل الانصراف الى كل ما يضمن استمرارية رفاهية الشعب الأميركي في عَيْشه، والهيمنة الاقتصادية الأميركية دولياً".

وختم:"يبدو أن تلك السياسة لم تَعُد تترك أثَراً مُلزِماً لسياسة بايدن. وربما يكون السبب في ذلك، هو انتهاج سياسة الحفاظ على الهَيْبَة الدولية. فالتخلّي عن الهيبة الأميركية دولياً، يُطيح برفاهية الشعب الأميركي، وبهيمنة واشنطن الاقتصادية الدولية، في النّهاية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار