متزوّج من فتاة غربية ويصفها بـ "الكافرة"... من هنا تبدأ العنصرية! | أخبار اليوم

متزوّج من فتاة غربية ويصفها بـ "الكافرة"... من هنا تبدأ العنصرية!

انطون الفتى | الثلاثاء 01 مارس 2022

مصدر: سياسة واحدة من تخوين المسيحيين الشرقيّين واتّهام الغرب بالكراهية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بعيداً من مشاعر الكراهية، والحقد، ومن كل ما يُناقض الإنسانية، تستوقفنا جدّاً الأصوات التي تتحمّس للحديث عن "عنصرية" الغربيّين، في التمييز بين اللاجئين من أوكرانيا، ومن دول الشرق الأوسط.

 

منصّات

أولاً، لا بدّ من مُطالَبَة بعض وسائل إعلامنا التي تستنكر "العنصرية"، بأن تتوقّف عن أن تجعل نفسها منصّات لأولئك الذين من المُفتَرَض أن يكونوا في السّجون منذ وقت طويل، والذين تمكّنهم من أن يخرجوا علينا لتبرير الارتفاع الدائم للأسعار، بحجّة علمية أو من دونها، مرّة بسبب حرب أوكرانيا، ومرّة بسبب "هزّة حَيْط" في كوريا الشمالية، ومرّة بسبب هجوم "جمهورية المانغا" على "جمهورية التفاح".

 

مقارنة

كما لا بدّ من إجراء مقارنة بسيطة بين الشعب الأوكراني، وشعوب منطقتنا، الذين من ضمنهم الشعب اللبناني.

فأكثرية حالات اللّجوء الأوكرانية الى أوروبا، هي لنساء وأطفال، فيما الرجال والشبّان يقاومون الجيش الروسي. كما أن الهاربين من الحرب الأوكرانية لا يمزّقون هويّاتهم، ولا جوازات سفرهم، سعياً لطَلَب اللّجوء في بلدان أخرى، وهو ما يعني أن معظم الذين يخرجون من أوكرانيا اليوم، سيعودون إليها بعد انتهاء عمل الآلة العسكرية.

بينما الرّجال والشبّان في لبنان ومنطقتنا، يهرولون الى أوروبا والغرب، شرعياً أو بطريقة غير شرعيّة، قبل النّساء والأطفال.

فضلاً عن أن "الزّاحفين" الى الخارج حضارياً (من لبنان مثلاً) يلامسون حدّ البُصاق على أرض المطار، تعبيراً عن القَرَف من بلدهم، ومن حكامه، بينما الأوكراني الخارج من بلده يبكي، وينتظر انتهاء الحرب بفارغ الصّبر، وذلك رغم الحالة الصّعبة في بلاده، أيضاً.

 

لجوء

أما جحافل "الزّاحفين" الى أوروبا، بطُرُق غير شرعية، فيمزّق بعضهم هويّته، أو جواز سفره، ويطالب باللّجوء. وعندما يحصل عليه، يعمل، ويجني المال، ويتزوّج، ويُنجب... في المجتمعات الغربية، وإذا سالته عن "كيف حالك اليوم؟"، قد يُجيبك بأنه يعيش في بلاد "الكفّار"، و"الفجّار"، وذلك رغم أنه تزوّج من "كافرة"، و"فاجرة"، وأنجب أولاده منها. (بعضهم، ولا نعمّم، لأن عدداً لا بأس به من المهاجرين يحترم البلدان الغربية التي يذهب إليها).

 

فارق

نقطة مهمّة أيضاً، وهي أن عدداً كبيراً من شبّان أوكرانيا الذين يعيشون في بلدان أوروبية أخرى منذ سنوات، يعودون إليها اليوم، لمقاومة القوات الروسية. وهذا فارق كبير بينهم، وبين شبّان لبناننا، ومنطقتنا، الذين يحصرون همّهم إما بالـ "شحادة" من الأحزاب والقوى السياسية، أو بـ "شحادة" فرصة عمل في الخارج، براتب كبير، و"عمرو ما يكون بلد"، و"يحتلّوا مين ما احتلّوا".

 

أنظمة

أما بالنّسبة الى بعض الأنظمة في منطقتنا، التي تشير الى "العنصرية" الغربية، فلا بدّ من إرشادها الى أن تحويل الشعوب الى "شحّادين" ومُهرولين الى طلب اللّجوء خارج الحدود، هو "العنصرية" بذاتها. كما أن "العنصرية" تتجسّد في من يعتاش من مجتمعات الخارج، ولا يحترمها.

 

طبيعي

أشار مصدر خبير في الشؤون الأوروبية الى أن "اللاجىء الأوكراني ينتمي الى النّسيج الأوروبي، ولا يحمل مشروعاً سياسياً أو عقائدياً معه الى المجتمعات التي يهرب من الحرب، إليها. ومن الطبيعي أن يكون موضع ترحيب من الأوروبيّين، أكثر من الشرق أوسطيّين".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "تصرّفات بعض الفئات الإسلامية في الغرب، ومحاولة نقل نمط حياة الدول والمجتمعات الإسلامية الى المجتمعات الغربية، نفّرت النّسيج الأوروبي منهم، وجعلته يعترض على وجودهم، كإرهابيّين وأصوليّين".

 

سياسة واحدة

وأوضح المصدر:"عندما استقبلت أوروبا موجات المتدفّقين إليها من دول المغرب العربي، والمشرق العربي، وشمال أفريقيا، في الماضي، قبل بروز الحركات السلفية والإرهابيّة، كانوا يُستقبَلون بالأحضان، ومن دون تمييز. ورأينا كيف نموا في أوروبا".

وأضاف:"بدأ الخوف منهم، عندما صاروا يريدون فرض عقيدتهم على المجتمعات الأوروبية، مثل محاولة مَنْع الناس من شرب الكحول، وإجبارهم على تناول الطعام "الحلال"، ومحاولة فرض طُرُق حياتهم على الناس، كإقامة الصّلاة على السجادة في وسط الطُّرُق العامة، وصولاً الى حدّ القيام بأعمال عنف، وعمليات إرهابية. بينما الأوكراني لا يقوم بتلك الأعمال، ويحقّ للأوروبيّين أن يميّزوا، ضمن هذا الإطار".

وختم:"من الوقاحة، والفجور، حَجْب حقوق أوروبا في التعبير عن انزعاجها، لا سيّما أن الحديث عن "العنصرية الغربية"، يعبّر عن سياسة واحدة، ذات مُنطَلَق واحد، وهو تخوين المسيحيين الشرقيّين الذين يحبّون الحرية، وأفضل العلاقات مع "العالم الحرّ"، بموازاة اتّهام الغرب ونسيجه الاجتماعي، بالكراهية والعنصرية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة