حزب الله بت بمصير النفط والغاز... هل تستكمل مفاوضات الترسيم؟! | أخبار اليوم

حزب الله بت بمصير النفط والغاز... هل تستكمل مفاوضات الترسيم؟!

عمر الراسي | الثلاثاء 01 مارس 2022

الدولة قادرة على استقبال هوكشتاين لكنها عاجزة عن استئناف المفاوضات... وهنا الفرق كبير

عمر الراسي - "أخبار اليوم"

اعتقد البعض ان حزب الله "مطنش" على ما تقوم به الدولة بدءا من رئيس الجمهورية مرورا بالحكومة وصولا الى رئاسة مجلس النواب، في ملف ترسيم الحدود، والاتفاق على خطوط أكان فوق الماء او تحتها.
الا انه وبعد نحو ثلاثة اسابيع من الصمت، نطق الحزب، وجاء الرد على لسان النائب محمد رعد، اي "الذراع" الحاضر في السلطة التشريعة، فقال: "الوسيط الأميركي (آموس هوكشتاين) جاء إلى لبنان في الأيام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين، لكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الإقليمية لاستخراج الغاز ونسدد بثمنه ديوننا، يقول لك أنت ستحفر في الماء ومن الممكن أن يكون حقل الغاز مشتركاً بينك وبين الإسرائيلي". وتابع رعد: "نحن نقول إننا سنبقي غازنا مدفونا في مياهنا إلى أن نستطيع منع الإسرائيلي من أن يمد يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين"...
بغض النظر عن احقية لبنان بالخط 23 او الخط 29، بدت لهجة رعد صارمة... "انتهى الامر"! لكن السؤال هل يحق لحزب ان يكون الآمر الناهي في ملف يخص كل اللبنانيين؟
تجيب مصادر سياسية واسعة الاطلاع، عبر وكالة "أخبار اليوم"، انها غطرسة ما بعدها غطرسة، وحزب الله يتصرف بالبلد ومقدراته وكأنها ملك خاص له، فمنذ شهر اعلن رعد: " إذا أرادوا هدم النظام المصرفي في لبنان فليهدموه"، وبالامس حدد مصير الغاز، فهل هذه المصارف ملكه، وهل بلوكات النفط تقع في عقار يملكه احد قياديي او عناصر الحزب في النبطية.
واذ تعتبر المصادر ان هذا الامر ليس جديدا بل تتمة لمنطق الحزب المهيمن على الدولة، وتقول: لكن الغريب اننا لا نسمع الا صوت بعض القوى المعارضة ردا على مواقف الحزب في حين ان السلطات -التي يفترض بها ان تحدد الموقف الرسمي للدولة اللبنانية- تلوذ بالصمت؟!
وتضيف: لا يجوز لحزب الله لا يقرر الحرب والسلم، وايضا لا يحق له ان يبت بمصير الغاز والنفط ولا مصير النظام المصرفي، ولا شكل علاقات لبنان الدولية، ولا الاستراتيجية الدفاعية ولا النظام السياسي في لبنان... بل وفقا للنظام الديموقراطي حزب الله ممثل في مجلس النواب وعليه ان يعلن مواقفه تحت قبة البرلمان او على طاولة مجلس الوزراء، لكن هذا الاعلان عن المواقف لا يعني الفرض اطلاقا!
وردا على سؤال، ترى المصادر ان مواقف الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله وباقي افراد الحزب، من الشيخ نعيم قاسم الى الشيخ قاووق الى السيد ابراهيم السيد وصولا الى النائبين محمد رعد وحسن فضل الله... تثبت بما لا يقبل الشك ان حزب الله لا يريد اي تعاطٍ مع الآخرين، بمعنى انه لا يعترف بالشركاء في الوطن كي يتحاور معهم.

وهل ستستكمل المفاوضات، تلفت المصادر الى انه حتى اليوم لم يعد هوكشتاين الى بيروت، اذا لم يحدد موعد لزيارة جديدة فهذا يعني ان ملف الترسيم لا يسير قدما، وتضيف: على اي حال اصبحت ملفات لبنان مرتبطة بالمستجدات الاقليمية والدولية، وآخرها الحرب الروسية على اوكرانيا التي تتأثر بها مباشرة ايران وسوريا، الى جانب المفاوضات في فيينا بشأن الملف النووي، بالتالي قبل وضوح هذين المشهدين، فلن تنجلي اي صورة في لبنان.
وفي هذا السياق، تقول المصادر الدولة اللبناني قادرة على استقبال هوكشتاين لكنها غير قادرة على استئناف المفاوضات. وهنا الفرق كبير، فـ"كل شيء مكربج". مضيفة: حزب الله طير كل ما كان يتم العمل عليه على مستوى الترسيم، وهذا يأتي في اطار الموقف الايراني.
وتختم: لا معطيات جديدة بل اننا امام مواقف وتوقيت جديدين لمعطيات قديمة... وفي الخلاصة "حزب الله هو الدولة".

إقرأ ايضا: المصارف تلوح بالاضراب... القاضية عون اطاحت الصلاحية والاختصاص

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار