ضربة "تحت الحزام"... الأراضي الروسية في مرمى صواريخ الشعب الأوكراني؟! | أخبار اليوم

ضربة "تحت الحزام"... الأراضي الروسية في مرمى صواريخ الشعب الأوكراني؟!

انطون الفتى | الأربعاء 02 مارس 2022

داوود: المقاومة الأوكرانية قادرة على جعل معاناة روسيا طويلة بعد الاحتلال

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل وصلت الحرب في أوكرانيا، الى مرحلة بات ضروريّاً فيها، توجيه ضربة "تحت الحزام" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكلّ الأنظمة التي تنمو بالأساليب الدّيكتاتورية حول العالم، معه، وذلك عبر جعل روسيا عبرة لتلك الأنظمة؟

 

لا يُذَلّ؟

فهل يجوز أن نجد اليوم، أي في عالم من المُفتَرَض أنه متحضِّر، من يفرح ويتلذّذ بالحديث عن أن بوتين لا يُذَلّ أبداً، وأنه ماضٍ بهجومه على أوكرانيا ليربح، مهما كانت الأثمان؟ وهنا نسأل، هل يُمكن لعقل بشري أن يتقبّل الإعلان عن مقتل ملايين الأوكرانيين، وعن جرح الملايين، وعن تدمير كييف، "عا الآخر"، أي كما لو أنّنا نشاهد رجلاً يحلق ذقنه، ويمرّر شفرة الحلاقة عليها، في المكان نفسه، أكثر من مرّة، حتى لا يترك ولا حتى شعرة واحدة، وذلك تحقيقاً لهدف أن لا يُذَلّ الرئيس الروسي؟

 

الأمم المتحدة

ضربة "تحت الحزام"، قد تُجبر الجميع على وقف تعريض الشعب الأوكراني للقتل. فهل تكون بطرد روسيا من عضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؟ أو بطردها من مجلس الأمن الدولي، خصوصاً أن ميثاق الأمم المتحدة ينصّ على أنها مفتوحة للدول المحبّة للسلام فقط، والتي تقبل شروطه (الميثاق)؟

 

صواريخ

وماذا عن ضربة أكبر، وهي تمكين المقاومة الأوكرانية من قصف قاعدة عسكرية روسيّة كبيرة، داخل الأراضي الروسية نفسها، بصواريخ متطوّرة، في شكل سيُجبِر الروس على التفكير ألف مرّة، بنتائج الاستمرار بالجنون النّاري في أوكرانيا، خصوصاً أنهم لم يستعملوا بَعْد أحدث صناعاتهم العسكرية فيها، حتى الساعة؟

 

حيويّة

أوضح العميد المتقاعد، وقائد عملية "فجر الجرود"، فادي داوود، أن "أوكرانيا حيوية لبوتين، لأنه لا يُمكن لأي محتلّ أن يدخل روسيا إلا من خلال السهل الأوروبي، عبر أوكرانيا تحديداً. فضلاً عن أن شبه جزيرة القرم هي واجهتها على المياه الدافئة. بالإضافة الى أن دخولها (أوكرانيا) "الناتو"، سيجعل الحلف بعيداً من موسكو بمسافة 300 كيلومتر فقط، فيما عَدَم انضمامها إليه، سيجعل الغرب بعيداً من موسكو، بمسافة 2000 كيلومتر".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "من أجل أوكرانيا، قد يختار بوتين الذهاب الى حرب عالمية ثالثة، والضّغط على الزرّ النووي. ولكن رغم تلك الوقائع، إلا أنه لا يتوجب الإقرار أبداً بأنه يحقّ لأي دولة بغزو أخرى، حتى ولو كان لها مصالح جيو - سياسية، واقتصادية، في ذلك".

 

الطاقة

وشرح داوود:"العقوبات الغربية على روسيا شملت كل القطاعات، وصولاً الى الرياضة والفنون. ولكن مقوّمات صمودها هي في أن 40 في المئة من صادراتها، هي صادرات طاقة، أي من النّفط والغاز والفحم، فيما العقوبات طالت كل الاقتصاد الروسي، ما عدا صادرات الطاقة لديها، وذلك لأن العالم لا يحتمل ذلك، والضّرر الاقتصادي سيشمل الجميع، في تلك الحالة".

وأضاف:"ما دام قطاع الطاقة الروسي خارج العقوبات، فهذا يعني أن روسيا قادرة على أن تواجه. والفرضيّة الأقوى، هي أن الحرب ستُحسَم لصالح موسكو، بثمن كبير جدّاً. ونذكر هنا أن الروس لم يستخدموا سلاحهم الحديث حتى الساعة، ولا حتى قاذفات اللّهب الثقيلة، التي أدخلوها الى أرض المعركة، من دون استعمالها الى الآن".

 

طرد

وعن إمكانية طرد روسيا من مجلس الأمن، قال داوود:"تتعرقل المسارات في الأمم المتحدة، في أمور كثيرة. ولكن هنا لا بدّ من الالتفات الى واقع استراتيجي جديد، وهو أنه بعد نحو ربع ساعة من بَدْء الروس هجومهم على أوكرانيا، حلّقت طائرات صينية داخل المجال الجوي التايواني، فيما عادت الصين للحديث عن تايوان، داخل الأمم المتحدة، من جديد".

 

المقاومة الأوكرانيّة

وأكد داوود أن "من قلب الموازين العسكرية، هي المقاومة الشعبية الأوكرانية للروس، وليس الجيش الأوكراني. فالأخير يفتقر الى الخبرة في المناورة العسكرية، وفي حرب الحركة، بينما القتال الذي يزعج الروس حالياً، هو قتال المقاومة الشعبية".

وتابع:"المقاومة الأوكرانية هي القادرة على جعل معاناة روسيا طويلة في أوكرانيا، بعد نجاحها في احتلالها. وهو ما سيُشبه من كُسِرَت رجله ويده، مقابل نجاحه في السيطرة على الجسم الأوكراني كلّه".

 

العُمق الروسي

وردّاً على سؤال حول قدرة المقاومة الأوكرانية على استهداف قواعد عسكرية روسية، داخل روسيا، أجاب داوود:"لتحديد ذلك بدقّة، قد يُنتَظَر مرحلة أولى، يسيطر فيها الروس على أوكرانيا بالكامل، قبل أن تبدأ المقاومة بتصعيد هجماتها. أما المرحلة الثانية، فهي أن مقاومة مُماثِلَة تحتاج الى بقعة خلفية لاستراحتها، ولحاجاتها اللّوجستية، وللمال، خارج أوكرانيا، لتتحرّك فيها بعد سقوط الأراضي الأوكرانية بيد الروس".

وأضاف:"إذا وجدت الدول الغربية، والولايات المتحدة الأميركية، مصلحة استراتيجية في ذلك، فبالإمكان أن تكون دول "الناتو" في أوروبا الشرقية والبلقان، بقعة الدّعم الجغرافي للمقاومة الأوكرانية، التي ستمكّنها من الاستمرار، ومن استهداف العُمق الروسي الأوروبي، وصولاً الى ما بعده أيضاً".

وختم:"يُمكن للحلّ أن يكون بقبول الغرب واقع أن روسيا غير قادرة على الاستغناء عن أوكرانيا كلياً، كمصلحة حيوية لها، وذلك بموازاة تقبُّل روسيا واقع أنه لا يمكنها أن تُعيد أوكرانيا الى الفضاء التابع لها، خصوصاً أن استنساخ السياسة السوفياتية بات مستحيلاً، في عالمنا اليوم".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار