"شتّي يا دنيي مصاري شتّي علينا فلوس" ولكن شعبَيْنا لن يمرّا "من حدّ العروس"! | أخبار اليوم

"شتّي يا دنيي مصاري شتّي علينا فلوس" ولكن شعبَيْنا لن يمرّا "من حدّ العروس"!

انطون الفتى | الخميس 03 مارس 2022

مصدر: المواطن الروسي صار منبوذاً ومطروداً من المجتمع الغربي

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

تقييم قوّة الدّول لا تُحصَر بالأرقام، ولا بالأموال، ولا بالنّفط، ولا بالمشاريع والتجارة... فقط، بل بمدى قدرتها على الانتشار والتوسّع العالمي أيضاً، في المجالات المدنيّة أيضاً، من رياضة، وسياحة، وعالم الفضاء، والأبحاث الطبية والعلمية، والجامعات، ومراكز الدّراسات، وعلى مستوى الفنون (موسيقى، مسرح، سينما...)، وعلى صعيد القدرة على التأثير الفكري والثقافي، خارج حدودها.

 

مشروع

وانطلاقاً ممّا سبق، وبموازاة محاولات روسيا والصين، تحويل التخلّي عن الدولار الأميركي الى مشروع عالمي، منذ وقت طويل، وبطريقة "القَضْم التدريجي"، يبدو أن الغضب الغربي في الملف الأوكراني أدخل روسيا (وربما بكين في وقت لاحق)، في دائرة الاضطّرار للبحث عن بدائل عن مؤسّسات رياضيّة عالمية، كما عن بدائل لقطاعات مدنيّة عالمية كثيرة، باتت روسيا "منبوذة" منها، مع الأخذ في الاعتبار قدرة موسكو على تسويقها (البدائل) خارج حدودها، وجعلها مقبولة من قِبَل سكان العالم.

 

عقوبات

فحتى من خارج أي حديث عن الخلافات السياسية الدولية، نسأل الى أي مدى ستتمكّن روسيا من استقطاب السيّاح، مستقبلاً، من دول هدّدتها موسكو بـ "التأهُّب النووي" مؤخّراً؟ وهو ما يعني أن الأمور لا تُقاس بالقدرات العسكرية فقط، ولا بفرض القوّة نوويّاً، بل بما بعد الانتهاء من حفلات "الجنون العسكري".

حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إماتة" الدولار، "شوي شوي"، فأتته العقوبات الحالية غير "القاتِلَة" لروسيا، وسط حديث عن أن البنك المركزي الروسي، وصندوق الثروة السيادي الروسي، يمتلكان نحو 140 مليار دولار من السندات الصينية، وهي أصول تساعد موسكو على تجاوز العقوبات الغربية.

ولكنّها (العقوبات) ستربِك حربه على النظام المالي الدولي، لعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، ومحاولة تغييره، من دون توافُق دولي.

 

تنفيذ التهديدات؟

ولكن ماذا لو نفّذ الغرب تهديداته، ووجّه ضربات شبه قاضِيَة للاقتصاد الروسي مستقبلاً؟

فالرئيس الأميركي جو بايدن، أشار أمس الى أن فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، لا يزال مطروحاً على جدول الأعمال، بسبب الوضع في أوكرانيا. فيما لفت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، الى أن القمة الأوروبية غير الرسمية التي ستعقد في 10 و11 الجاري في فرساي، سيتعيّن عليها اتخاذ قرار بشأن "النموذج الاقتصادي الجديد" للاتحاد الأوروبي، الذي صار ضرورياً بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأكد ماكرون أنه سيتعيّن على القمة اتخاذ قرارات بشأن "استراتيجية استقلال أوروبا في مجال الطاقة، والدفاع الأوروبي. وقال:"سأدافع عن استراتيجية استقلال الطاقة الأوروبية، لأننا لم نَعُد قادرين على الاعتماد على الآخرين، وخصوصاً على الغاز الروسي، للتنقل والتدفئة وتشغيل مصانعنا".

 

الأوّل

فهل هذه إشارات غربيّة على "ضربات" لاحقة للاقتصاد الروسي. وماذا عن مساعدة الصين له في تلك الحالة، خصوصاً أن بعض الخبراء يرَوْن أن بكين غير قادرة على الذّهاب بعيداً في معاداة الغرب اقتصادياً، لا سيّما أن أوروبا تحاول منذ مدّة لا بأس بها، تقديم بدائل عن مبادرة "الحزام والطريق" الصينيّة، عبر خطط طويلة الأَجَل. وهذا ما سيزداد، في ما لو اختارت بكين روسيا، بما يُزعج المصالح الغربية كثيراً.

 

الشعب

شدّد مصدر خبير في الشؤون الدولية على أن "أبرز من سيتأثّر من العقوبات الجديدة، هو الشعب الروسي. فالخطط البديلة للكرملين تُفيده هو، وتمكّنه من الاستمرار بسياسته الخارجية نفسها، وبسلوكياته العسكرية ذاتها، وليس المواطن الروسي".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المواطن الروسي صار منبوذاً اليوم، ومطروداً من المجتمع الغربي. وهذا هو المتغيّر الكبير".

 

انتظار

ولفت المصدر الى أن "طرد روسيا من السوق النفطية العالمية، سيُربك أسعار النفط أكثر. فضلاً عن أن معاقبة الصين نفطياً، إذا وقفت الى جانب روسيا، سيوقف النموّ العالمي. وهذا ما يمكّن موسكو من الصّمود طويلاً أيضاً. ولكن إشارات بايدن وماكرون بالأمس، هي تلويحيّة لروسيا، حول أمور لا بدّ من الانتظار بَعْد، حتى نتلمّس ما يُمكن أن تكون عليه فعلياً".

 

تايوان

وشدّد المصدر على أنه "يُمكن لبوتين الاستمرار بحربه على الدولار، وفي أوكرانيا، ولكنّه لن يحصل على توقيع من كييف تتنازل فيه عن شبه جزيرة القرم، بسهولة، ومن دون اتّفاق برعاية دولية. فهو يحاول منذ عام 2014، الحصول على توقيع أوكرانيا، أي على موافقتها، على الاحتلال الروسي، لأن ذلك سيرفع عن روسيا العقوبات الغربية التي فُرِضَت عليها بسببه (الاحتلال)، والتي تزعجها. ولكن ها هو (بوتين) يتلقّى المزيد من العقوبات، والعزلة، حالياً".

وختم:"مهما أكثرت الصين من إرسال الإشارات حول تايوان، عسكرياً وسياسياً، إلا أنها أذكى من أن تحاول احتلالها، لأن ذلك فرصة للولايات المتحدة الأميركية، التي ستتحرّك سريعاً لتدمير القوّة العسكرية الصينيّة الآخِذَة في النموّ. فتلك الحرب ستدمّر القوّة العسكرية الصينيّة، التي ليست بمستوى الأميركية، حتى في الميزان النووي. كما لا يمكن لبكين الاعتماد على الروس في حرب مُماثِلَة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة