التقسيم بعد الدبابات... من أوكرانيا نزولاً الى لبنان وسوريا ومنهما الى اليمن؟! | أخبار اليوم

التقسيم بعد الدبابات... من أوكرانيا نزولاً الى لبنان وسوريا ومنهما الى اليمن؟!

انطون الفتى | الخميس 03 مارس 2022

مصدر: السلاح النووي لردع المُهاجِم وليس للهجوم على الآخرين

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بموازاة استمرار العمليات العسكرية في أوكرانيا، يرتفع الحديث الروسي عن حياد أوكرانيا، وعن نزع سلاحها، جنباً الى جنب تلميحات متعدّدة الاتّجاهات حول إمكانية تقسيم أوكرانيا الى غربية وشرقيّة، بما يُمكن تشبيهه بحال ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

 

تقسيم

فالروس يرغبون بالقضاء على هويّة أوكرانيا بحسب بعض المراقبين، وصولاً الى حدّ محوها عن الخريطة، وضمّها الى الأراضي الروسية، وهو ما يرفضه الغرب، و(هو) ما يرفع من حظوظ التقسيم، لا سيّما أن بعض الشعب الأوكراني ينظر الى نفسه على أنه روسيّ، فيما الجزء الآخر يرفض أي شكل من أشكال الالتحاق بموسكو.

ولكن إذا كان الحياد، أو التقسيم، مصير أوكرانيا، وهي دولة نووية سابقاً، وذات مساحة جغرافيّة هائلة، فهل من موانع لتقسيم بعض بلدان منطقتنا، مثل لبنان، وسوريا، واليمن...، ودول أخرى حول العالم، مستقبلاً، تعاني من صراعات سياسية، وعسكرية، وعقائدية كثيرة؟

 

حرب عالمية

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "لا شيء ليس مُمكناً بالمُطلَق، ولكن من المُبكِر جدّاً الحديث عن تقسيم أوكرانيا في الظروف الراهنة. فهذه فرضيّة مُستبعَدَة حالياً، خصوصاً أن لا برنامج متّفقاً عليه دولياً في هذا الشأن، هناك".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "عندما قُسِّمَت ألمانيا، أتى ذلك نتيجة موازين قوى نتجت عن حرب عالمية، هي الحرب العالمية الثانية. كما أن اتّفاقيّة "سايكس - بيكو" دخلت حيّز التّنفيذ في منطقتنا، بعد حرب عالمية، هي الحرب العالمية الأولى. وأما الحرب الدائرة في أوكرانيا اليوم، فظروفها وأوضاعها مختلفة كلياً".

 

مناطق نفوذ

وعن مستقبل لبنان والشرق الأوسط "التقسيمي"، أشار المصدر الى أن "وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، تحدّثت في الماضي عن "الشرق الأوسط الجديد". ولكنّه لم ينجح، لأن لا صراع عسكرياً دولياً وضعه على الطاولة جدياً. ولذلك، رأينا أن تقسيم العراق نفسه لم ينجح، وأكثر ما وصل إليه، هو خلق مناطق نفوذ".

 

معنوية

وشدّد المصدر على أنه "إذا دخلت الجيوش الأوروبية، والجيش الأميركي، حرب أوكرانيا ضدّ روسيا، فمن المُمكن عندها بَدْء الحديث عن إمكانية نهاية تقسيمية لأوكرانيا، كمقدّمة لوقف القتال. ولكن الحرب الدائرة في أوروبا اليوم، ليست بين قوى دولية متصارعة، بل بين قوّة دولية هي روسيا، ودولة أضعف منها عسكرياً بكثير، وهي أوكرانيا".

وأضاف:"روسيا ستحتلّ أوكرانيا، ولكن من غير المُمكن أن تربح الحرب. فخسائرها المعنوية هي الأساس هناك، وستكلّفها الكثير على مستوى العمل على إعادة رفع معنويات جيشها بعد الحرب، لا سيّما أنه تلقّى ضربات كبرى، لم يَكُن يتوقّعها، هو الذي تعتمد عليه موسكو لتهديد العالم الغربي كلّه".

 

متاعب

ولفت المصدر الى أنه "في الوقت الذي تتعب فيه روسيا في أوكرانيا حالياً، قد تُفتَح أبواب بعض المتاعب في سوريا، عليها، وعلى النّظام السوري، بعد مدّة. وهو ما سيُرهقها أكثر، عسكرياً واقتصادياً".

وتابع:"تركيا كانت تخاف سابقاً من إقفال المضائق الدولية أمام السّفن الروسية، ولكن "البوسفور" و"الدّردنيل" أُقفِلا بوجه الروس قبل يومَيْن، الى جانب استمرار تدفُّق مسيّرات "بيرقدار" القتالية تركيّة الصّنع، الى أوكرانيا، حتى الساعة. وهذه إشارات على دخول تركيا الحرب، مع الاحتفاظ بلغة سياسية تركيّة هادئة تجاه موسكو".

وقال:"إذا أضفنا الى ما سبق وذكرناه، مغادرة وفود دولية عدّة، قاعة مؤتمر نزع الأسلحة في جنيف، خلال كلمة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قبل يومَيْن، الى جانب الأغلبية الساحقة التي توفّرت للقرار "غير المُلزِم" الذي أدان الغزو الروسي لأوكرانيا، وطالب روسيا بالتوقّف عن استخدام القوّة فوراً، والذي تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، نجد أنها كلّها إشارات على أن أوكرانيا ستفتح باباً بعد إقفال آخر، على روسيا، مستقبلاً. والمُلفِت بالأكثر هو أن الصين امتنعت عن التصويت، ولم تعارض القرار".

 

سقطة

ورأى المصدر أن "هذا الجوّ يعني أن لا مشاريع دولية تقسيمية لأوكرانيا، وذلك على وقع ضرب المعنويات العسكرية الروسية، بالمقاومة الأوكرانية".

وختم:"الأوكرانيون يقاتلون بكلّ ما يتوفّر لديهم من أسلحة غربية، وصولاً الى حدّ صناعة "المولوتوف" محلياً. وهو ما زاد أحاديث بوتين ولافروف عن التأهّب النووي، وعن المخاطر النووية، ضعفاً. فروسيا هي المُعتدِيَة على أوكرانيا، وليس العكس، و"الناتو" لم يتحرّك عسكرياً، فيما السلاح النووي هو لردع المُهاجِم، وليس للهجوم على الآخرين. وهذه سقطة من سقطات الارتباك الروسي في الحرب الأوكرانية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة