مرجع ديبلوماسي: كفة الميزان بالنسبة الى لبنان تميل الى روسيا
رانيا شخطورة - "أخبار اليوم"
لبنان كما الـ141 دولة صوت مع اقرار "الطلب من روسيا بالتوقف فوراً عن استخدام القوة ضد أوكرانيا"، الذي تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما عارضته 5 دول وامتنعت 35 عن التصويت من بينها الصين، بين 193 دولة عضواً.
سفيرة لبنان في الأمم المتحدة أمال مدللي أكدت، عبر صحيفة "النهار" ان هذا الموقف ينطلق من تموضع لبنان في التصويت من الانحياز لموجبات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة الذي يرفض مبدأ الاجتياح والاحتلال والاعتداء العسكري.
ولكن هذا الموقف على الرغم من انه مبدئي الا انه يطرح تساؤلات عما اذا كان يفترض ان يكون مغايرا في ضوء الضجة التي اثارها بيان وزارة الخارجية مع بداية الحرب الروسية الاوكرانية الذي جاء منحازا بشكل واضح الى كييف؟
هل هذا التصويت تكرار لبيان الخارجية؟
يوضح مرجع ديبلوماسي انه عندما يطرح ملف على التصويت من الطبيعي ان يعبّر لبنان عن موقفه، مميزا بين التصويت واصدار البيان باسم الدولة.
ويقول عبر وكالة "أخبار اليوم" ان الضرر وقع اساسا في بيان وزارة الخارجية الذي يمكن وصفه بـ"الخاطئ"، سائلا: لماذا تسرع لبنان واصدر بيانا بعد ساعات على بدء المواجهة، في حين كان يفترض به الانتظار واجراء الاتصالات اللازمة واستشفاف او استشراف التوجه العربي والخليجي، مع الاشارة هنا الى ان بيان "الخارجية" جاء اعلى من سقوف بيانات الدول العربية التي لها مصالح اكثر من لبنان مع موسكو.
ويشير الى انه كان يفترض وضع مصلحة لبنان مع روسيا، في الميزان، وترجيح الكفة على هذا الاساس، معتبرا ان تصحيح الخطأ كان ممكنا من خلال بيان يصدر عن رئاسة الجمهورية يعدل بيان وزارة الخارجية يكون متوازن اكثر، قائلا التواصل مع السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف لا يجدي نفعا لان الضرر كان قد وقع.
وفي هذا السياق، يرى المرجع ان كفة الميزان بالنسبة الى لبنان تميل الى روسيا احدى "الدول العظمى"، اذ يمكن القول ان الجيش الروسي على حدود لبنان من خلال قواعده في سوريا، ولا يمكن نفي دوره لجهة الحؤول دون تمدد داعش، ولا يمكن ان ننسى صوت روسيا في مجلس الامن وما يمكن ان يستفيد منه لبنان لجهة استعمال الفيتو الموجود في يدها لصالحه.
اما بالنسبة الى التصويت في الامم المتحدة، فيرى المرجع الديبلوماسي انه لا ينعكس سلبا على لبنان، لان كل الدول عند التصويت اما تؤيد او تعترض مع العلم ان الامتناع عن التصويت كان مفضلا.
وهل اراد لبنان ان يوجه رسائل ايجابية الى واشنطن، يختم المصدر: حتى لو كان بيان الخارجية بطلب اميركي كان يمكن ان يكون اكثر توازنا على غرار بيانات دول الخليج. بمعنى انه يرضي الطرفين الاميركي والروسي في آن.
إقرأ ايضا: تصويت لبنان في الجمعية العامة… السفيرة مدللي: نحن مع الشرعية الدولية ولا نريد إشكال مع روسيا