"الرئيس" تجاهل نصيحة "الجنرال" و"فَكْرَة" إعادة الإعمار بعد "سَكْرَة" الدّمار! | أخبار اليوم

"الرئيس" تجاهل نصيحة "الجنرال" و"فَكْرَة" إعادة الإعمار بعد "سَكْرَة" الدّمار!

انطون الفتى | الجمعة 04 مارس 2022

مصدر: روسيا تحارب الدولة الأوكرانيّة الشرعية والممثّلة في الأمم المتحدة

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

يُقال في العاميّة اللبنانية إن "النّصيحة بجَمَل"، أو أحياناً "ببلاش"، ولكن في حال الحروب، تُعمي الكبرياء العقول والنّفوس، الى درجة لا تعود تسمع، لتفهم.

فروسيا صاحبة القوّة العسكرية الهائِلَة، القادرة على حَسْم المعارك والحروب لصالحها، هي أيضاً فاشِلَة في مراحل ما بَعْد انتهاء الحروب.

 

القليل

عندما تنتهي "سَكْرَة" الخراب والدّمار، ونشوة الانتصارات، تبدأ "فَكْرَة" إعادة الإعمار، وهو ما يواجه الروس في سوريا منذ عام 2019 تقريباً، و(هو) ما سيواجههم في أوكرانيا بعد تدمير كلّ شيء، واحتلال البلاد هناك.

فبعد حَسْم الحروب، لا تحمل موسكو في يدَيْها للشّعوب، مع الأسف، إلا القليل من محاولات المساعدة محليّة التأثير، بموازاة الخروج من المنازل، للنّظر الى البنى التحتيّة المدمّرَة، والى الدبابات الروسية، وربما الى المناطق والقواعد العسكرية الروسية التي يُحظَّر الاقتراب منها، والتي لا تُطعِم الجائعين، ولا تطبّب المرضى، ولا توفّر سُبُل العَيْش للناس.

وهذا كلّه جنباً الى جنب انتظار الأموال ومشاريع إعادة الإعمار الغربية، التي تحتاج الى مسارات وشروط سياسية وديموقراطية، لا تقبل موسكو بها، وهو ما يترك الشّعوب، "لا معلّقة ولا مطلّقة"، حياتياً، وصحياً، وكهربائياً...

 

منبوذة

قبل نحو شهر، حذّر رئيس جمعية الضباط لعموم روسيا، ليونيد إيفاشوف، وهو جنرال متقاعد شغل منصب رئيس التعاون العسكري في وزارة الدفاع الروسية، وكان مقرَّباً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من عواقب غزو أوكرانيا، متّهما الرئيس الروسي بإثارة صراع "مصطَنَع"، لصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية في روسيا.

وعبّر إيفاشوف عن خشيته من أن تصبح روسيا "منبوذة من المجتمع الدولي"، إذا شنّت غزواً على أوكرانيا، وهو ما يحصل حالياً، بالفعل.

 

الحرب

وأشار الى أن التهديدات الخارجية موجودة بالتأكيد، لكن وفقاً لتقييم الخبراء العسكريين، فإنها ليست حرجة حالياً، ولا تهدّد وجود روسيا أو مصالحها الحيوية بشكل مباشر.

كما لفت إيفاشوف، الى أن لأوكرانيا الحقّ في الدفاع عن نفسها كدولة مستقلّة، محذّراً من حرب قد تؤدي إلى فقدان عشرات الآلاف من الأرواح، ومن أن القوات الروسية لن تواجه العسكريين الأوكرانيين فقط، بل الكثير من معدّات دول حلف شمال "الأطلسي". وقال:"نحن بذلك نعلن الحرب على روسيا".

ولكن رغم التحذيرات من أكثر من مصدر، اندلعت الحرب، التي ستكون كلفة ما بعدها باهظة جدّاً، على روسيا أوّلاً، قبل أي طرف آخر.

 

خسائر

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "أوكرانيا ليست سوريا. وإذا كانت كلفة الانتصار الروسي في الحرب السورية قليلة جدّاً، إلا أنها ستكون مرتفة جدّاً في أوروبا الشرقية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "روسيا لم تخسر جنوداً على الأرض السورية، وهي سيطرت على الأجواء السورية بطيرانها الحربي، سيطرة كاملة. كما خاضت قتالها ضدّ فصائل مُقاتِلَة في الميدان السوري، وليس ضدّ الدولة السورية".

"من كيسها"

وأشار المصدر الى أن "في أوكرانيا، دخلت روسيا لتحارب الدولة الأوكرانيّة الشرعية، والممثّلة في الأمم المتحدة، وهو ما حوّلها الى دولة عدوان. كما أنها مضطّرة للنّزول بجيشها على الأرض، ولتكبُّد خسائر كبيرة في صفوفه، لأن حرب أوكرانيا لا تُحسَم بالميليشيات المُوالِيَة، ولا بالمرتزقة".

وأضاف:"خسائر روسيا في أوكرانيا كبيرة، وهي تشمل سلاح الجوّ، والبرّ، ومقتل وجرح الكثير من جيشها، وفق أرقام تُعتبَر كبيرة لجيش كبير بمستوى الجيش الروسي. هذا فضلاً عن أن الغرب يسلّح أوكرانيا بأسلحة نوعية، وهو ما لم يحصل في سوريا للفصائل المسلّحة، بسبب الخوف الغربي من أنشطتها الإرهابية، بينما المقاومة الأوكرانية غير إرهابيّة".

وختم:"أوكرانيا ستُدمَّر، وروسيا لن تتمكّن من إعادة إعمارها. وكلّما طالت مدّة الحرب، كلّما تعرّضت البنى التحتيّة المدنيّة الأوكرانية لمزيد من التخريب والتدمير. وتكاليف كل ذلك ستدفعها روسيا "من كيسها" في النّهاية، وبكلفة أكبر، في كل مرّة تزيد من عمليات التدمير، وذلك على مستوى دخولها الى أرض لن تتمكّن من إرساء الاستقرار والسلام فيها، من دون توافُق مع الغرب، أي تماماً كما هو عليه الحال في سوريا".

إقرأ ايضا: بين التصويت في الامم المتحدة وبيان الخارجية... الضرر وقع اساسا

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار