القرار رهن موافقة كلاس لينتقل الى الاعلام ويعين مكاري في الشباب والرياضة
داود رمال- "أخبار اليوم"
ليس عابرا الكلام الذي اعلنه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عبر برنامج "صار الوقت" مع الاعلامي مارسيل غانم على شاشة الـMTV، عن الاتجاه لاستبدال حقيبة الاعلام حصة المردة في الحكومة الحالية والتي كان يشغلها الوزير الاعلامي جورج قرداحي بحقيبة اخرى على ان يسمي زياد مكاري لها.
ففي المعلومات، ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتولى عملية اخراج هذه المسألة، من زاويتين: الاولى اعادة التوازن الميثاقي الى الحكومة، وامرار التبديل بشكل سلس، وهو المعروف عنه، وتحديدا في الحكومة الحالية انه استطاع باسلوبله من تليين الكثير من المواقف التي كانت تشكل عائقا امام اتخاذ قرارات او صدور مراسيم وقوانين، ويُعترف له "انه يمتلك وصفة سحرية لجعل المستحيل بين بعبدا وعين التينة ممكنا".
وكما هو معلوم، فان عملية استبدال حقيبة بأخرى او تعيين وزير بآخر يحتاج فقط حسب الدستور الى صدور مرسوم يوقعه رئيسي الجمهورية والحكومة، ولا يحتاج الامر الى ثقة جديدة من مجلس النواب. وبالتالي فان صدور المرسوم امر محصور بالرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي.
ماذا يدور على هذا الخط؟، اي على خط ملء حقيبة الاعلام التي يشغلها بالانابة وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي، والذي من متابعته لتلاوة مقررات مجلس الوزراء يظهر عليه بشكل جلي انه كثير الاستعجال للانتهاء من هذا "القصاص الذي ليس شغله"، علمه انه اثقبت براعة في تظهير الموقف الحكومي من القضايا المطروحة في جدول الاعمال وخصوصا اسلوبه التبسيطي وغير التصعيدي في الاجابة على اي تساؤل حول قضية معينة، فهو شخصية وفاقية تنزع الى الهدوء وعكس اجواء راحة ويرفض التصعيد والاستفزاز".
يقول مصدر واسع الاطلاع لوكالة "اخبار اليوم"، ان "المطروح هو عملية تبادل بين حقيبتي الاعلام والشباب والرياضة، بحيث يعين زياد مكاري وزيرا للشباب والرياضة ويعيّن البروفسور جورج كلاس وزيرا للاعلام، الا ان هذا الامر لا زال في مرحلة جس النبض والتداول بعيدا من الاضواء تمهيدا لانضاج هذه التسوية الوزارية، علما ان الوزير كلاس وهو استاذ في كلية الاعلام ومشرف على اطاريح الدكتوراه، كان يُفترض منذ البداية ان تكون هذه الحقيبة مسندة اليه".
ويوضح المصدر "ان عملية الاستبدال تحتاج اولا الى مفاتحة الوزير كلاس بالامر، لانه لحد الان لم يطرح الموضوع معه، وهو يسمع بالتواتر عبر الاعلام عن عملية الاستبدال، وعندما يطرح الموضوع معه مباشرة يناقش من كل جوانبه ويبدي موقفه النهائي منه، لان الاساس هو موافقته قبل اي احد آخر، وهذا الامر شديد الحرص عليه كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، نظرا لما يتمتع به الوزير كلاس من موقعية علمية وفكرية واخلاقية عالية جدا، وهو محل تقدير كل الاطياف المنضوية في الحكومة وخارجها".
ويشر المصدر ان "عملية انضاج تبادل الحقائب يحتاج الى بعض الوقت، ولن يكون الا سلسا وبروحية التعاون والمسؤولية الوطنية".
اما على المستوى الاعلامي، فان اسناد حقيبة الاعلام للوزير كلاس ينظر اليها على انها مكسب كبير كونه الاقدر على التفاعل مع الجسم الاعلامي وحماية حقوقه والحماية المعنوية والاجتماعية له.