الحرب تبدأ بعد وقف إطلاق النار... الاقتصاد الروسي الى المرتبة 21 عالمياً!؟ | أخبار اليوم

الحرب تبدأ بعد وقف إطلاق النار... الاقتصاد الروسي الى المرتبة 21 عالمياً!؟

انطون الفتى | الإثنين 07 مارس 2022

عجاقة: الاحتمال الأبرز هو أن الغرب يستنزف روسيا بالعمليات العسكرية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

العبرة تكمُن في الخواتيم، التي لن تظهر إلا مع مرور الوقت. هذا ما يُمكن استخلاصه من العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، منذ بَدْء حربها على أوكرانيا.

فالبعض يستخفّ بها، ويرى أن الغرب عزل نفسه. فالصين قوّة دولية كبرى، وصاحبة ثاني اقتصاد في العالم، وهي ستلتفّ على العقوبات. بينما أي استثناءات قد تُمنَح لروسيا في التعاملات مع إيران، بعد التوصّل الى اتّفاق في فيينا، مقابل تسهيل موسكو هذا الاتّفاق، سيكون حيوياً للروس، نظراً الى أن إيران قوّة نفطيّة وإقليمية، في منطقة حيويّة من العالم.

 

عزلة

ولكن بموازاة ذلك، نسمع بعض الروس يتحدّثون عن أن تلك العقوبات هي بمثابة إعلان حرب، وهو ما يعني أنها تزعجهم.

أعلنت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أن المجلس يدرس قانوناً لحظر استيراد النفط الروسي ومنتجات الطاقة الروسية إلى الولايات المتحدة، وهو ما سيزيد من عزلة روسيا عن الاقتصاد العالمي.

 

بايدن

أوضح الباحث الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة أن "مرتبة الاقتصاد الروسي هي 11، في التصنيف العالمي، من ناحية الناتج المحلّي الإجمالي".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "في عام 2021، صدّرت روسيا بقيمة 110 مليار دولار من النفط الخام، و(صدّرت) من مشتقات النفط بقيمة 69 مليار دولار، ومن الغاز الطبيعي بواسطة الأنابيب بقيمة 54 مليار دولار، ومن الغاز المسيّل بقيمة 7.6 مليار دولار، أي بمجموع 240.6 مليار دولار".

وأضاف:"الدول النفطية التي هي خارج اتّفاق "أوبك بلاس"، غير قادرة على زيادة إنتاجها حالياً. بينما دول "أوبك بلاس" ليست كلّها قادرة على فعل ذلك، أيضاً. ولكن يمكن للسعودية مثلاً، أن تُريح السوق إذا زادت إنتاجها من النفط. كما يُمكن لإيران أن تفعل ذلك، إذا لم تَعُد مُعاقَبَة، وفنزويلا أيضاً، إذا لم تَعُد معزولة. ولكن هذا يتطلّب حسابات سياسية، الى جانب تضحيات يُمكن للرئيس الأميركي جو بايدن أن يقوم بها، على صعيد الانفتاح أكثر على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وليس مستبعداً حصول ذلك، في مستقبل قريب ربما".

 

ضربة

وشرح عجاقة أن "الوضع أشدّ صعوبة بالنسبة الى الغاز. فلا بدائل ملموسة من الغاز الروسي لأوروبا، حتى الساعة، خصوصاً مع توقّف مشروع خط الغاز القطري الى هناك، مروراً بتركيا. وهذا الى جانب عَدَم حصول خروق ملموسة على صعيد نقل الغاز من دول منطقة شرق المتوسط الى أوروبا. فالمجتمع الدولي يريد مشاركة إسرائيل في تلك المشاريع، بينما الحدود البحرية الجنوبية للبنان لا تزال بلا اتّفاق "ترسيمي". هذا الى جانب الحسابات السياسية، على مستوى أن العلاقات بين إسرائيل وروسيا، ومصر وروسيا، جيّدة، والمحصّلة هي أن أي محاولة لتخفيف دور روسيا في سوق الغاز ليست سهلة، حتى على صعيد ما يُحكى عن زيادة شحنات الغاز المسيّل الى أوروبا، من الولايات المتحدة، وقطر، ومنطقة شرق المتوسط، والجزائر".

وأشار الى أنه "إذا فُرِضَت عقوبات على قطاع النفط الروسي، فستكون ضربة لقسم كبير من صادرات روسيا النفطية. كما أن باقي صادراتها غير النفطية، ستتأثّر أيضاً، من حيث أن ما بين 80 و90 في المئة منها، ستدخل مدار الخسائر، بسبب العقوبات الهائلة".

 

الاحتياطي

وأكد عجاقة أن "الاحتياطيات بالعملات الأجنبية، تلعب دوراً خلال الحروب في العادة، يقوم على تمويل تكاليف الحرب، وعلى الدفاع عن العملة المحلية حتى لا تنهار. ولكن الاحتياطي الروسي البالغ 630 مليار دولار، هو أصول أجنبية، منها 469 مليار دولار عملات أجنبية، وبين الـ 50 و60 في المئة، جُمِّدَت أصلاً، لأنها وقعت تحت العقوبات. أما الباقي منها، فهو من الذهب، ومن حصص روسيا في "صندوق النقد الدولي". وبالتالي، 40 في المئة من هذا الاحتياطي، أي 187 مليار دولار، هو الباقي الذي يُمكن لروسيا أن تتصرّف به عملياً، خصوصاً أنه لا يُمكن التعامُل بالذّهب أو بيعه، للالتفاف على العقوبات، بسهولة".

 

21؟

ورأى عجاقة أن "الاحتمال الأبرز، هو أن الغرب يستنزف روسيا حالياً بالعمليات العسكرية في أوكرانيا. فالحرب ستخفّض احتياطياتها من العملات الأجنبية، وهو ما سيُضعفها في مستقبل صراعها مع الغرب في أوكرانيا، وحول العالم".

وختم:"روسيا هي في المرتبة 11 عالمياً، بناتج محلّي إجمالي يبلغ 1.647 تريليون دولار. ويُتوقَّع أنه إذا طُبِّقَت كل العقوبات الغربية عليها، قد ينخفض الناتج المحلّي الإجمالي لديها الى 1.1 تريليون دولار. والسيناريو الأقسى، والأشدّ، هو أن ينخفض الى نحو 800 مليار دولار، بما قد يجعل اقتصادها في المرتبة 21 ربما، في التصنيف العالمي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار