الدموية لن تُوقِف النّزيف الدموي... أخطاء متكرّرة!؟ | أخبار اليوم

الدموية لن تُوقِف النّزيف الدموي... أخطاء متكرّرة!؟

انطون الفتى | الثلاثاء 08 مارس 2022

مصدر: هذا مُفيد للشّعوب التي ستُصبح أقرب الى التخلّص من الفقر الشديد

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ليست مبالغة إذا قُلنا إن أوجُه تشابه كثيرة تتحكّم بالتعامُل الغربي مع أكثر من ملف حول العالم، وتجعلنا نقلق من إمكانيّة ابتعاد الحلول أكثر.

 

مصلحة

فالغرب ليس حاسِماً في العادة، وذلك بموازاة عَدَم شعوره بالإحراج من ترك الأصدقاء، وربما الحلفاء، في منتصف الطريق، عندما تنضج بعض التسويات القادرة على أن تحفظ مصالحه.

والأمثلة على ذلك كثيرة، من بينها تجميد بعض الملفات، بما هو قادر على التسبُّب بإماتة شعوب كاملة، مع الاكتفاء بعقوبات تؤذي تلك الشعوب، وليس حكامها. هذا الى جانب الاستعداد الغربي للتفاوُض مع أيّ كان، حتى ولو كان إرهابيّاً، مع إزالة صفة الإرهاب عنه عند الحاجة، إذا كانت توجد مصلحة في ذلك. وهذا ما يجعل "العالم الحرّ" وسياسته على المحكّ، أحياناً كثيرة، في نظر الشعوب، خصوصاً إذا حصرنا تركيزنا على المبادىء، التي لا تنظر إليها السياسات الكبرى، في العادة.

 

تكرار الأخطاء

تقويض "ديكتاتور روسيا"، أي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بما يدعم قيَم الحرية والديموقراطية في العالم، من المُفتَرَض أن لا تنزلق الى دعم، ولا الى الاتّفاق، ولا الى التحالف مع إرهابيين في أماكن أخرى. ولا يُمكن معالجة الأزمة الأوكرانية حالياً، بالطريقة نفسها التي عولِجَت فيها أزمة لبنان، عندما لُزِّمَ لسوريا في عام 1990، لتُوقِف نزيفه، وذلك رغم أنها قوّة ديكتاتورية. فلا يُمكن للدموية أن توقِف النّزيف الدموي، ولا بدّ من عَدَم تكرار الأخطاء السابقة، في الأزمة الأوكرانية اليوم.

 

فنزويلا

فالى جانب بعض المدّ والجَزْر الإيجابي، على خلفيّة الاتّفاق النووي مع إيران في فيينا، على وقع فوضى الحرب في أوكرانيا، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أنه عقد اجتماعاً قبل أيام، مع وفد من الولايات المتحدة الأميركية في كراكاس، معبّراً عن أمله في المضيّ قُدُماً نحو عملية السلام.

وإعلان مادورو أتى بعد معلومات عن أن مسؤولين أميركيين وفنزويليين، ناقشوا إمكانية تخفيف العقوبات النفطية على فنزويلا، من دون تحقيق تقدّم يُذكَر حول اتفاق.

 

سرعة

فهل هذا هو الوقت المثالي، لفتح خطوط مع فنزويلا، فيما أي اتّفاق جدّي معها سيحتاج الى مسار طويل، بما يجعلنا أمام "فيينا 2" ربما، وبينما شعب أوكرانيا، وغيره من شعوب العالم "المُحتَضِرَة"، تحتاج الى سرعة فائقة في العمل على أكثر من مستوى؟

 

فشل

قد يكون إدخال فنزويلا وإيران الى السوق النّفطي العالمي مطلوباً في الوقت الراهن. ولكن من يضمن عَدَم إدخال تلك الدول، الى تلك السوق، كديكتاتوريات، ستزيد الطّين العالمي بلّة فيها؟ ومن يضمن أنها ستلتزم؟ وهل نمتلك نحن، أي الشعوب الضّعيفة، الوقت للانتظار، والاختبار، والتجربة؟ وماذا لو فشِلَت كل تلك المسارات؟

 

ثقة؟

أكد مصدر مُطَّلِع أن "الولايات المتحدة الأميركية تبحث عن سُبُل لتخفيف الضّغوط والعقوبات عن فنزويلا، من أجل النّفط. ولكن الخوف الأساسي، هو من أن ينتج عن أي اتّفاق سياسي بين الطرفَيْن حول سلعة استراتيجية بهذا الحَجْم، غضّ نظر عن تجاوزات فنزويليّة كثيرة، استناداً الى مصالح كثيرة ستُصبح مشتركة بين الطرفَيْن".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على "أننا أمام مرحلة تُرسَم فيها معالم سياسة دولية جديدة. وتخفيف العقوبات عن فنزويلا، هو رسالة غربية تهديديّة لروسيا، تقول لها إن واشنطن قادرة على فعل أي شيء، ومهما بدا مُستبعداً أو صعباً، لإيجاد حلول لأزمة أسعار النّفط العالمية. ولكن لا بدّ من العمل بكثير من الحَذَر على ذلك، نظراً الى أنه لا يُمكن الثّقة كثيراً، لا بالفنزويليّين، ولا بالإيرانيّين".

 

وقت

ولفت المصدر الى أن "التوصّل الى اتفاقيات نفطية جديدة، يعني أننا أمام تسويات سياسية جديدة، ستجعل حلفاء روسيا كإيران وفنزويلا، يبيعون ويشترون مع موسكو مستقبلاً، بما سيُخرجهم عاجلاً أو آجلاً من التحالف الاستراتيجي مع الروس".

وختم:"هذا مُفيد للشّعوب التي ستُصبح أقرب الى التخلّص من الفقر الشديد، عندما تنفتح دولها على الغرب، وعلى اقتصاداته. ولكن العمل على ذلك يشبه من يمرّ بين نقاط كثيرة، وسط النّار. ونضوج ما يُطبَخ، يحتاج الى بعض الوقت".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار