الاستخفاف ما عاد يُطعِم خبزاً... هل تُسحَب وجبة العشاء قبل الغداء قريباً؟ | أخبار اليوم

الاستخفاف ما عاد يُطعِم خبزاً... هل تُسحَب وجبة العشاء قبل الغداء قريباً؟

انطون الفتى | الثلاثاء 08 مارس 2022

حبيقة: السّلع لن تنقطع وستنحصر المشكلة بالأسعار أكثر

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

أبرز ما يتوجّب التركيز عليه لبنانياً في الوقت الرّاهن، بما هو أبْعَد من الوعود الكثيرة بالتعافي "الغزير"، هو ضبط الحدود، وضمان وقف أي نشاط "تهريبي"، بهدف إبعاد خطر انعدام الأمن الغذائي الكلّي من البلد، وذلك بعدما بات حالة شبه دائمة لفئات لبنانية كثيرة، بفعل اشتداد الأزمة المعيشية، منذ خريف عام 2019.

 

قليلة

فموارد معظم البلدان، وحتى الكبرى منها، صارت قليلة، ولم تَعُد تلبّي حاجات شرائح كثيرة من شعوبها. فكيف الحال في لبنان المتألّم بأزمات كثيرة أصلاً، والذي تزيده الأزمة العالمية الناجمة عن الحرب الروسية على أوكرانيا، تأزّماً؟

 

مخزون غذائي

قد يحقّ لنا أن نقلق من إمكانيّة الوصول الى مرحلة عالمية حساسة جدّاً، على مستوى المخزون الغذائي الاستراتيجي، إذا نظرنا الى ما يحلّ ببلد لطالما اعتُبِرَ بمثابة مخزن كبير لأوروبا، وهو أوكرانيا. فالأزمة الوبائية من جراء جائحة "كوفيد - 19"، علّمتنا أنه ما عاد يُمكن استبعاد أي احتمال سوداوي، ولا الاستخفاف به، فهل يتّجه العالم الى مرحلة غذائيّة شديدة الصّعوبة، بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا؟

ليس سهلاً

أشار الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة الى أن "أوكرانيا بلد زراعي مهمّ جدّاً بالفعل، ولكنّه ليس الوحيد عالمياً، إذ توجد أيضاً إندونيسيا، والأرجنتين، وأستراليا، ونيوزيلندا، وغيرها. فضلاً عن أن الأعمال الزراعية مستمرّة في مناطق أوكرانيّة عدّة، حتى الساعة، رغم الحرب".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "ما يحصل ليس سهلاً، من ارتفاع لأسعار النّفط وكل شيء، عالمياً. ولكن السّلع لن تنقطع، فيما ستنحصر المشكلة بالأسعار أكثر، خصوصاً أن إيجاد شبكات استيراد بديلة من أوكرانيا، يستغرق وقتاً. فضلاً عن أن الاستيراد من بلدان بديلة، أبْعَد من أوكرانيا بكثير، كالأرجنتين مثلاً، يحتاج الى وقت أكبر للشّحن، والى تكاليف أعلى".

 

النّفط

وأوضح حبيقة أن "أسعار النّفط تتحكّم بكل شيء، دائماً. فلا اقتصادات، من دونه. وإذا تقصّدت روسيا إزعاج الغرب بأسعار النّفط طويلاً، فإنه يُمكن لدول عربية عدّة، مثل السعودية وغيرها، أن تعوّض عبر زيادة إنتاجها. ولكن الدول العربية، ودول "أوبك"، لا مصلحة لها حالياً بضخّ الكميّة القصوى في السوق، بما يخفّض الأسعار كثيراً، وذلك لأنها تحتاج الى إيرادات، هي أيضاً".

وأضاف:"كما يُمكن لدول مثل إيران، وفنزويلا، أن تخفّفا من حدّة أزمة أسعار النّفط عالمياً. ولكن ذلك يحتاج الى تخفيف العقوبات عنهما أوّلاً، بما سيسمح لهما بالتصدير. وهذا ما يُمكنه أن يحسّن علاقاتهما بالغرب، بدءاً من هذا الملفّ".

 

الحرب

وشدّد حبيقة على أن "النفط لن يكون المحرّك لزيادة الأزمة بين القوى الكبرى، ولا لاندلاع حرب عالمية ثالثة، بل إمكانيّة أن تحتلّ روسيا أوكرانيا، فتنتقل المناوشات الى دول منظومة "الناتو" في أوروبا الشرقية. فهذه ستكون مواجهة روسيّة مباشرة مع الغرب".

وتابع:"الاقتصاد الروسي لا يسمح لموسكو بحرب مع حلف "شمال الأطلسي". ولكن عندما تشعر الدول بأنها محشورة، ترتفع حظوظ سلوكياتها "الانتحارية" في العادة. ورغم ذلك، لا مخاوف عمليّة من حرب عالمية ثالثة حالياً، بل من تقوية العلاقات الروسية - الصينية أكثر، بما يخالف مصلحة الغرب".

 

مدّة طويلة

ورأى حبيقة أن "الصين تدرس كل الملفات جانباً في الوقت الرّاهن، وهي لا تقف مع طرف ضدّ الآخر، حالياً، بموازاة مساعيها للتوسّط، نظراً لما لها من علاقات مع الغرب أيضاً. وهي تلعب دورها بذكاء، كالمُعتاد".

وختم:"لا يُمكن للحرب أن تستمرّ الى الأبد. فروسيا، وحتى لو أنها دولة كبرى، هي غير قادرة على تمويل حرب من هذا النوع لمدّة زمنيّة طويلة، وإلا ستستنزف نفسها. والنتيجة، هي أنها ستبحث عن صيغة لاتّفاق، خصوصاً أن الصّمود الأوكراني يبدو قوياً".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار