فلنجلس على أسلحتنا... متى سيُهاجم الروس لبنان انطلاقاً من الأراضي السوريّة؟! | أخبار اليوم

فلنجلس على أسلحتنا... متى سيُهاجم الروس لبنان انطلاقاً من الأراضي السوريّة؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 08 مارس 2022

مصدر: المجتمع الدولي لن يوافق على الشروط الروسيّة في أوكرانيا

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

يقف العالم أمام مشهد "هتلري"، كنّا تعرّفنا إليه في كتب تاريخ الصّفوف الثانوية، لنجده مُجسَّداً أمامنا اليوم، بالمباشر.

ففي أحدث جديد "هتلر" العصر الحديث، وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتمّ التداوُل بأنه أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، بأنه يعرف مكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولكنه لا يريد قتله، بل يفضّل إلقاء القبض عليه حيّاً.

وهذه الصورة تعني ارتكاب جريمة، أو حجز حرية، لأسباب سياسية، ورغبةً بإنجاح احتلال عسكري.

 

منافق

وفي أحدث جديد "الهتلرية" الروسيّة، ما ظهر من حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن استخفاف بوتين بالمبادئ السياسية والأخلاقية، عندما اقترح إقامة ممرّات إنسانية لسكان مدن أوكرانية، لنقلهم إلى روسيا، لافتاً (ماكرون) الى "الخطاب المنافق" للرئيس الروسي. والمحصّلة، هي أن الأخير يتجاهل وجوب السماح بتدخّل الجهات الفاعلة في المجال الانساني، لمساعدة الشعب الأوكراني.

 

تموت

وفي أحدث جديد "الهتلرية" الروسيّة، تأكيد الكرملين استعداد روسيا لإنهاء عمليتها العسكرية "في أي لحظة"، إذا قبلت كييف بشروط موسكو. وهو ما يعني أن الحرب تنتهي إذا استسلمت أوكرانيا، وأن الحديث عن مفاوضات ليس أكثر من نفاق، وإضاعة للوقت.

ولا تقف روسيا عند تلك الحدود، بل تتدخّل في الدستور الأوكراني، مُطالِبَةً كييف بتثبيت وضعها الحيادي فيه، وبإضافة تعديلات عليه، تتخلى أوكرانيا بموجبها عن أي تطلُّع لعضوية في أي تكتُّل. هذا الى جانب محاولة فرض اعتراف أوكرانيا بشرعيّة الاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم، ولدونيتسك ولوغانسك.

وهذا يعادل من يطالب الآخر بالانتحار، عبر إطلاق النار على الذّات، مباشرة، ويقول له، أنت تعيش بتلك الطريقة فقط، أي بأن تموت.

 

شاذّة

وانطلاقاً ممّا سبق، نقول إنه يتوجّب على "العالم الطبيعي"، أن يقاتِل تلك السياسات والممارسات الشاذّة، جنباً الى جنب الدّفاع عن سيادة أوكرانيا. فإحدى القوى العالمية الكبرى، أي روسيا، هي عملياً قوّة شاذّة، تجعلنا نعيش في عالم لا أمن دولياً جماعياً مضموناً فيه.

دولة تتدخل في دستور أخرى، وتُملي عليها تحالفاتها، وتطالبها بشرعنة الاحتلال، هي لا تستحقّ تسمية دولة، أصلاً.

 

طبيعي

أمر آخر في هذا السياق، وهو أن قَتْل أو اعتقال الروس للرئيس الأوكراني (إذا حصل)، يعني أنه يتوجّب على الغرب أن لا يتسامح أبداً مع مصير الرئيس السوري بشار الأسد مثلاً، صاحب المجازر والارتكابات الكبرى، وذلك على صعيد تسليمه لمحاكمة دولية، مهما كلّف الأمر، هذا إذا أردنا أن نتحدّث عن مجتمع دولي طبيعي، وقادر على حماية النّظام العالمي، وذلك ردّاً على الجريمة الروسيّة المُحتَمَلَة بحقّ زيلينسكي.

 

الدبابات

فماذا يمنع روسيا مستقبلاً، وهي على حدودنا في سوريا، أن تُفلِت الدبابات على لبنان، مع المطالبة بتغيير الدستور اللبناني، وباعتقال الرئيس اللبناني، وإسقاط الحكومة اللبنانية... بالقوّة، في ما لو وجدت في يوم من الأيام، أن الحُكم فيه بات صديقاً لـ "العالم الحرّ" بما يهدّد روسيا، و"أزلامها" في دمشق، مع جعل "الكومبارس" المنفِّذ للهجوم، سوريّ أو ميليشياويّ الصّورة، تماماً كما في لوغانسك، ودونيتسك؟

والحجّة لذلك جاهزة، وهي الدّفاع عن الأمن الإقليمي، وربما العالمي، من "النازيّين الجُدُد" في لبنان، وهو ما سيثبّت "المُمانَعَة" الاحتلالية، لبلدنا، مع حليفها الروسي.

 

عُرف

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "أكثر ما يُقلِق في الحرب الروسية على أوكرانيا، هو إمكانية تحويلها الى عُرف لدول استبدادية كثيرة حول العالم. فاحتلال أوكرانيا روسيّاً، سيشجّع إيران مثلاً، تطالب بتنفيذ شروطها في لبنان، في أي يوم من الأيام، تحت طائلة تغيير الوضع فيه عسكرياً، إذا لم يتحقّق لها ذلك بالسياسة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المجتمع الدولي لن يوافق على الشروط الروسيّة في أوكرانيا، وإلا ستعمّ الفوضى العالم بأسره. ومن هذا المُنطَلَق، تكتّلت أوروبا ضدّ موسكو، الى جانب واشنطن، التي لم تدخل المواجهة بالكامل بَعْد، حتى الساعة".

 

تسوية

وكشف المصدر أن "جزءاً من الخطوط الحمراء الغربية لروسيا، هو استمرار تسليح أوكرانيا، حتى في مرحلة ما بعد بَدْء الحرب، ورغم استمرار القصف الروسي. فلولا تلك الخطوط الحمراء الغربية، بتسليح أوكرانيا، لكانت الحرب العالمية الثالثة اندلعت بالفعل".

وأضاف:"يحاول الغرب تجنُّب المواجهة العسكرية مع روسيا. ولكن لا مفرّ عملياً منها، إذا سقطت الديموقراطية والحرية في أوكرانيا، وإذا نجحت روسيا في استكمال سياسات القضم التدريجي، المستمرّة منذ سنوات".

وختم:"روسيا أخذت الشيشان، وجورجيا، وأرمينيا، وبيلاروسيا، بالقضم التدريجي، والآن تريد احتلال أوكرانيا. وهذا يعني أن العالم على أبواب إعادة إحياء للإتحاد السوفياتي، بمنظومة عسكرية جديدة، أكثر توسّعاً من الماضي. وهو ما لن يكون مقبولاً لدى الغرب أبداً. ولذلك، سيقبل بوتين بتسوية في النهاية، خصوصاً أن جيشه يتلقّى ضربات المقاومة الأوكرانية، بقسوة".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة