"سياديّو" لبنان... حلفاء لإيران بدلاً من السعودية والخليج قبل عام 2024؟! | أخبار اليوم

"سياديّو" لبنان... حلفاء لإيران بدلاً من السعودية والخليج قبل عام 2024؟!

انطون الفتى | الخميس 10 مارس 2022

مصدر: لا يُمكن للبنان الابتعاد عن "العالم الحرّ" ولا بأي شكل من الأشكال

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

أبرز ما يتوجب وضعه على طاولة الأطراف والشخصيات "السيادية" في لبنان، لا سيما المسيحية منها، التي لا تعمل إلا للقوت الانتخابي الفاني، هو مستقبل شكل علاقاتها وتحالفاتها مع العالم العربي.
فنسبة مهمة من اللبنانيين عموماً، ومن المسيحيين خصوصاً، يتقبّلون العروبة المتحالفة مع الغرب، ومع "العالم الحر" (حتى ولو كانت التسمية نظرية بنسبة أو بأخرى)، استراتيجياً، وليس العروبة الحليفة للأنظمة الديكتاتورية والمستبدّة والمتوحشة، التي تتركز في العالم الشرقي إجمالاً.

خاشقجي
فالتباينات النفطية الأميركية - الخليجية الحالية، لا تشبه ما تحكّم بأزمة النفط التي شهدها العالم قبل عقود، بسبب الصراع العربي - الإسرائيلي، بحسب الكثير من المطّلعين.
كما أن الإعلان عن رفض ولي عهد السعودية (محمد بن سلمان) وولي عهد الامارات (محمد بن زايد) التحدث هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن، في مسائل نفطية قبل أسابيع، هو إشارة الى خلط أوراق غير اعتيادي، يُستكمل بانفتاح أميركي على فنزويلا لأسباب نفطية. وهذا ما لا بدّ من متابعة مفاعيله لبنانياً في مدى بعيد، نظراً الى ما للسعودية من ديون على صعيد حقوق الإنسان، وجريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في تركيا.

بيلاروسيا
أمر آخر أيضاً، يشكل إشارة سلبية، وهو انفتاح العرب على الروس ومنظوماتهم الاستبدادية، وحتى الإرهابية.
فرئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، اتصل بولي عهد أبو ظبي، وبحث معه الكثير من الملفات الإقليمية والدولية. وقيمة الاتصال بحسب بعض المراقبين، ليست بحصوله بحدّ ذاته، بل بالانفتاح الخليجي على من يقاتلون واشنطن والغرب في أوروبا الشرقية، استراتيجياً، منذ ما قبل حرب أوكرانيا.

قبل 2024؟
وهو ما يلتقي مع إشارة سلبية أخرى، اذ أشاد رئيس الشيشان رمضان قديروف، أو "زلمة بوتين"، بموقف السعودية والامارات على صعيد تجاهلهما اتصالات بايدن، وموقفهما من حرب أوكرانيا.
وتحدث قديروف في هذا الإطار بإسمه، وبإسم ملايين المسلمين في روسيا، بحسب تعبيره.
فما هو موقف حلفاء السعودية والإمارات في لبنان، لا سيما أولئك الذين يدافعون عن قيم الديموقراطية والحرية، وينبذون التطرّف والديكتاتورية؟ وهل سيحافظون على حماستهم لعروبة قد تتجه شرقاً، أي الى من لا يدققون في كل ما يتعلق بحقوق الإنسان؟
وما هو موقف تلك الفئة من اللبنانيين، اذا أرادت الولايات المتحدة السماح لإيران بامتلاك قنبلة نووية، قبل عام ٢٠٢٤ ربما؟

السلاح
فإدارة بايدن تنتمي الى التيار الأميركي الذي يراقب بقلق، ومنذ عقود، الاستثمارات السعودية الضخمة في البرنامج النووي الباكستاني، وفي مشاريع باكستانية للأسلحة النووية، و(يراقب) التعاون العسكري الصيني - السعودي، السرّي في مراحل كثيرة، منذ عقود أيضاً.

رئيسي
أوضح مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "رفض بن سلمان وبن زايد التحدّث مع بايدن في الشؤون النفطية، لا يتعلّق بموقف سعودي - إماراتي من واشنطن، بل من إدارة بايدن، التي أذلّتهما في حرب اليمن. وهما يردّان بهذه الطريقة، كما برفض الإمارات وقف تعاطيها مع الصين".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المأخذ السعودي على بايدن، هو أنه يشدّد على ملفات حقوق الإنسان في السعودية، وعلى ملف مقتل خاشقجي، فيما يغضّ النّظر عن الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، المتّهم بارتكاب الكثير من الجرائم قبل عقود".

لبنان
وشدّد المصدر على انه "طالما استمرّ النّظام الإيراني الحالي في الحُكم، فلا إمكانية للسماح بامتلاك إيران قنبلة نووية، نظراً الى أنشطته الإرهابيّة، والى سياساته التي تفتقر الى كلّ ما يرتبط بالسلام العالمي".
وأضاف:"لا شيء ملموساً على الصّعيد الأميركي - الإيراني، قبل إخراج الاتّفاق النووي الى العَلَن، من جديد. هذا مع العلم أن القنابل النووية مُكلِفَة جدّاً، مالياً، وعلى صعيد أمن شعوب الدول التي تمتلكها".
وختم:"في أي حال، لا يُمكن للبنان الابتعاد عن "العالم الحرّ"، ولا بأي شكل من الأشكال، حتى ولو تغيّرت العلاقات الأميركية - الخليجية مستقبلاً. فهو من ضمن السياسة الغربية، منذ ما قبل تبنّي العواصم العربية للقضية الفلسطينية، وفي مرحلة ما بعد تخلّيهم عنها بنسبة مهمّة. فضلاً عن أن سياسة عربية متوازنة بين العالم الحرّ، وعالم الشرق، هي التي تضمن الأمن للعالم العربي، لا العكس. فالعرب ومهما كثّفوا من علاقاتهم مع روسيا والصين، إلا أنهم غير قادرين عن سلخ موسكو وبكين عن تحالفهما الاستراتيجي مع طهران".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار