الجوع الآتي... لبنانيون يأكلون مرّة 1 أما الـ 3 وجبات فبَعْد القتال في أوكرانيا!؟ | أخبار اليوم

الجوع الآتي... لبنانيون يأكلون مرّة 1 أما الـ 3 وجبات فبَعْد القتال في أوكرانيا!؟

انطون الفتى | السبت 12 مارس 2022

درباس: دولة بلا إدارة ستجوع وسينهار أمنها وأساساتها

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

العالم كلّه يتغيّر، وليس منطقة واحدة بذاتها، فيما اللبنانيون بحكّامهم يعومون، ويغوصون، ويتلهّون عن التحضُّر للأسوأ.

 

مقصود

فئات كثيرة في البلد، تعيش على وجبتَيْن، أو على وجبة واحدة في اليوم، أو خلال أيام، حالياً. بينما وجبة الغداء الساخنة باتت مستحيلة لدى الكثيرين، منذ أشهر. ونقول ما نقوله، قبل أن نتحدّث عن "التجويع" (لا الجوع) المقصود في بلادنا، برفع الأسعار، والذي قد يُصبح تجويعاً بقطع الأطعمة عن الناس، بطريقة مقصودة أيضاً.

 

تعافي

فحرب أوكرانيا ربما تقترب من الحَسْم الروسي المتوحّش، على وقع تلذُّذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس فقط بمشاهد الخراب والدمار والقتل، بل بأغرب قرار، وهو السماح بمشاركة عناصر شرق أوسطيّة مُقاتِلَة، في الحرب، بألف شكل وستار. وهو قرار يهدّد بـ "استجرار" الإرهاب والإرهابيّين الى العُمق الاستراتيجي و"الأرثوذكسي" الأقرب لروسيا، والذي هو أوكرانيا.

فهذا القرار يؤكد أن لا مشروع روسيّاً لإعادة إعمار سوريا، بل للقتال بفقر الشباب السوري. وهو سيفضح أيضاً، إذا شاركت الميليشيات الإيرانية المنتشرة على امتداد المنطقة بالحرب في أوكرانيا، أن لا خطط إيرانيّة لتسهيل مسار تعافي، لا لبنان، ولا غيره من بلدان الشرق الأوسط.

 

مُجمَّدَة

وعلى هامش تعثّرات الاتّفاق النووي مع إيران، لفترة زمنية معيّنة على الأقلّ، وانشغال "صندوق النّقد الدولي"، و"البنك الدولي"، بعيد المدى، بتقييم تداعيات الحرب الروسية على الاقتصاد العالمي، تمضي الأيام اللبنانية مجمَّدَة حياتياً ومعيشياً.

 

انعدام الأخلاق

فحتى الساعة، لا يزال هناك من يُعطي مساحات لواحد من هنا، ولآخر من هناك، ليكذبوا على الناس بتبريرات غير صحيحة بالكامل، لارتفاع الأسعار، ولشحّ السّلع، بدلاً من تسخير كاميرات وسائل الإعلام لمرافقة القوى الأمنية، وتصوير كيفية وضع هذا أو ذاك في السجن، قبل أي شيء آخر.

نحن الآن في مرحلة قد تكون تحضيرية، لقطع المواد الغذائية عن الناس، بعد عام تقريباً من قطع الأدوية والعلاجات عنهم، الذي يؤدّي الى ارتفاع الوفيات في لبنان منذ أشهر، وذلك رغم أن المشكلة الدوائية والاستشفائية لا ترتبط بمنطلقات "دولارية" علميّة فقط، بحسب أكثر من مُطَّلِع، بل بالجشع، وبانعدام الأخلاق. والأمر نفسه قد يتكرّر بالمواد الغذائية، بعد مدّة.

 

الترسيم

العالم لن يهتمّ بنا أبداً عمّا قريب، ولا أحد سينظر إلينا إذا بقيَت حدودنا الجنوبية البحرية من دون ترسيم، وإذا قاتل بعض من في بلداننا ضدّ "أوروبا الحرّة" في أوكرانيا، تحت العلم الروسي.

والخشية كل الخشية، من أن يفلت بعض من في الداخل على تجويع الناس، بحثاً عن مزيد من الأرباح.

 

نظرية

فالمجاعة تهدّد العالم بأسره. ولا بدّ من التوقّف أمام ما حذّر منه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال القمة الأوروبية في فرساي أمس، وهو أن أوروبا وأفريقيا ستشهدان اضطراباً كبيراً على الصعيد الغذائي، لفترة تمتدّ ما بين 12 و18 شهراً، بسبب الحرب في أوكرانيا.

ودعا الرئيس الفرنسي الى إعادة تقييم "استراتيجياتنا الإنتاجية للدفاع عن سيادتنا الغذائية كأوروبيين"، مع إعادة تقييم الاستراتيجية حيال أفريقيا. وإذا كانت أوروبا والعالم سينهمكان بأمنهما الغذائي، فإن غربان الموت في لبنان قد يفلتون على الأسعار، وعلى قطع السلع الغذائية من السوق، خصوصاً أن السجون في بلدنا نظرية، والقوانين مثلها.

 

الجوع

رأى الوزير السابق رشيد درباس أنه "إذا كان رب البيت غافلاً عن تنظيم شؤون الأسرة، ولا يؤمّن أقساط المدرسة، ولا ثمن الحاجات والمشتريات، فمن الطبيعي أن يدخل الجوع الى قلب البيت".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "أسباب الجوع قد تكون خارجية أحياناً. ولكن دولة بلا إدارة، كالدولة اللبنانية، ستجوع، وسينهار أمنها، وأساساتها. فلا حُسن إدارة للبلد، ولا من يؤمّن متطلّبات الحياة فيه. وهو ما يجعلنا ضمن باخرة بلا ربّان، ولا بوصلة، تسير اعتماداً على عناية الله، وحُسن نيّة الموج، وشرف الصّخور. من هنا، احتمال المجاعة ليس خيالياً، خصوصاً أن المرضى في البلد ينزفون ولا أحد يعالجهم، بل يفتحون لهم جروحهم أكثر، فكيف سيمنعون الجوع عنهم؟".

 

منهارة

وعن إمكانية ونتائج مشاركة ميليشيات إيرانية في المنطقة مع روسيا، في حربها على أوكرانيا، أشار درباس الى أن "لا شيء يمنع حصول ذلك، خصوصاً أنهم سيأخذون العاطلين عن العمل في سوريا، الى هناك".

وختم:"مشروع إعادة إعمار سوريا ما عاد وارداً. فالسياسة الإيرانية تقوم على الهيمنة على بلدان لا دول فيها. والمثال على ذلك، لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن، حيث اللادولة. فطهران تنظّم أوضاعها في داخلها، وتحوّل أماكن سيطرتها الخارجية، الى منهارة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة