إيران "المنبوذة" هاجمت في العراق فهل يعود "شبح" صدّام لقصف طهران؟! | أخبار اليوم

إيران "المنبوذة" هاجمت في العراق فهل يعود "شبح" صدّام لقصف طهران؟!

انطون الفتى | الإثنين 14 مارس 2022

مصدر: خدمة كبيرة للمنطقة ولكن ذلك يُترَك كهدف بعيد المدى

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

أمس في أربيل، وما قبله أو غداً في أماكن أخرى، مرّة بحجّة محاربة إسرائيل، ومرة أخرى بذريعة محاربة التكفيريين، تستكمل إيران اللّعب بحلقات سلسلتها في المنطقة.

 

منبوذة

فعلى وقع تعثّرات الاتّفاق النووي في فيينا، والشّعور الإيراني بالعزلة، وبملامسة النّبذ الدولي تقريباً، وبفقدان أوراق القوّة، رغم إعلان الشركة الوطنية للنفط في إيران قبل يومَيْن، كامل الاستعداد لتلبية احتياجات الشركات الأوروبية وسائر الشركات من النفط، أطلقت طهران صواريخها على أربيل في العراق، مذكِّرَةً العالم بوجودها، وبدورها، خصوصاً أن الأدوار الإسرائيلية والتركية في مساعي إيجاد حلّ للحرب الروسية على أوكرانيا، تحضّر لتوسيع أدوار تل أبيب وأنقرة مستقبلاً، بما يجعل طهران في مستوى خلفيّ إقليمياً، في المستقبل.

 

"قصايد"

ليس سرّاً إذا قُلنا إنه في "أيام الحصايد"، كان الإيرانيون يغنّون "القصايد".

فعلى الرّغم من أن إيران كانت على موعد مع استحقاق رئاسي العام الفائت، إلا أن كل شيء فيها يبقى في يد "مرشد الجمهورية" (علي خامنئي)، في النّهاية، الذي كان بإمكانه أن يؤثّر على الإسراع بإبرام اتّفاق في فيينا منذ ما قبل سنة ربما، خصوصاً أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أدارت ظهرها للجميع تقريباً في التفاوُض مع طهران، منذ كانون الثاني 2021.

 

سقطت

ولكن الرّهان الإيراني على إطالة مدّة المفاوضات النووية للحصول على مزيد من المكاسب، بموازاة الاحتفاظ الإيراني بالأوراق الإقليمية، سقطت مفاعيلهما بضربة الحرب الأوكرانية، بنسبة لا بأس بها، إذ دخل مسار فيينا في تعقيدات إضافيّة، ذات مفاعيل بعيدة المدى، حتى ولو أُنجِزَ الاتّفاق قريباً.

 

قطع الطريق

ومهما كانت عليه الأحوال، يبقى أن الحلّ للسلوكيات العسكرية الإيرانية في المنطقة، قد يكون في يد جيش عراقي قوي، وليس فقط بتقوية دفاعات هذا الإقليم، ولا هذه الدولة أو تلك، في المنطقة.

فالجيش العراقي قادر، إذا تمّت تقويته أكثر، على أن يشكّل سدّاً منيعاً أمام إيران، و"حرسها الثوري"، يبدأ بالردّ على مصادر القصف الإيراني، داخل الأراضي الإيرانية نفسها، وينتهي بقَطْع طريق طهران الى المتوسّط.

 

عقيدة مختلفة

شدّد مصدر مُطَّلِع على أنه "يتوجّب تقوية الجيش العراقي، وتوكيله بمهام جديدة. ولكن ذلك يحتاج الى وقت، لا سيّما على مستوى تجديد عقيدته القتالية، وجعله أكثر تماسُكاً، تماماً كما كان عليه خلال حقبة الرئيس الراحل صدام حسين، ولكن بعقيدة مختلفة عن تلك التي اعتمدها الأخير".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "جيشاً عراقياً قويّاً يُشعِر إيران بخطر طيف صدام حسين، من ضمن مُنطَلَقات جديدة غير ديكتاتورية، سيشكّل خدمة كبيرة للمنطقة. ولكن ذلك يُترَك كهدف بعيد المدى".

 

لم تنجح

وأشار المصدر الى أن "الإيرانيين يهتمّون حالياً بالمفاوضات النووية التي تتعقّد. فالعام الفائت، كان الأميركيون يطالبون ببحث الملف النووي، والصواريخ الباليستية، وعلاقة إيران بدول الجوار. ومن ثم فجأة، تحوّلت واشنطن الى التركيز على الملف النووي فقط".

وأضاف:"السبب في ذلك، هو أن الأميركيين فتحوا خطّاً تفاوضياً جديداً، برعايتهم، هو المفاوضات الإيرانية - السعودية، التي من المُفتَرَض أن تتكفّل بحلّ ملف الميليشيات الإيرانية، والتهديد الصاروخي، بالتوازي مع مسار فيينا. ولكن تلك المفاوضات لم تَكُن ناجحة كثيراً، بدورها".

 

منظومة

ولفت المصدر الى أن "مشكلة واضحة تتحكّم بمفاوضات فيينا حالياً، وهي انعكست على تعثُّر المفاوضات الإيرانية - السعودية أيضاً، وعلى الضّربة الإيرانية الصاروخية في أربيل".

وختم:"تلك الضّربة هي من ضمن الأدوات المستعملة في المنظومة التفاوضية تلك، نفسها، التي تقع على الخط الأميركي - الأوروبي - الإيراني، والإيراني - السعودي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة