الإرهاب يهدّد أوروبا... الشيشانيّون طالبوا روسيا بفتح كييف ومدن أوكرانيا! | أخبار اليوم

الإرهاب يهدّد أوروبا... الشيشانيّون طالبوا روسيا بفتح كييف ومدن أوكرانيا!

انطون الفتى | الإثنين 14 مارس 2022

طبارة: الحرب سترسم خرائط كبيرة ومستقبل النّظام الروسي

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

تستمرّ الحرب المدمّرة في أوكرانيا، جنباً الى جنب المفاوضات. ولكن لا بدّ من العودة الى مسألة المتطوّعين من سوريا والشرق الأوسط فيها، الذين يشكّلون اختباراً حقيقياً لمسار "الأخوّة الإنسانية" التي انطلقت من الإمارات في عام 2019، بين "الحبر الأعظم" البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر أحمد الطيّب.

 

نسخة جديدة

فالمتطوّعون قد يدفّقون الإرهاب الى أوروبا. فضلاً عن أن إمكانيّة تلاقي مجموعات من المقاتلين من سوريا، مع غيرهم من دول المنطقة العربية، أو من آسيا الوسطى ربما، أو من الميليشيات الإيرانية، الى جانب الشيشانيين، قد يفجّر نسخة جديدة من الإرهاب العالمي، لم نشهدها من قبل.

وهنا نسأل، الى أي مدى يُمكن لكبار رجال الدين في العالم الإسلامي، وعلى رأسهم شيخ الأزهر أحمد الطيّب، أن يمنعوا مشاركة الشباب الإسلامي في تلك الحرب، من خلال إصدار فتاوى تحرّم ذلك، مثلاً، مع المطالبة العلنيّة بانسحاب الشيشانيّين من الأراضي الأوكرانية؟

 

كفّار؟

فأوكرانيا ليست أرضاً للجهاد، بل مكان تصارُع لمن ينتمون الى الفضاء الأرثوذكسي الواحد، في الأساس. وبالتالي، لمَ إقحام الإسلاميين، أو الشرق أوسطيين في تلك الحرب، وتحت أي عنوان؟ هل هو لدعم مجموعة من "الكفّار" ضدّ مجموعة أخرى منهم؟ وبأي هدف؟

وهل يكفي تحذير شيخ الأزهر من قسوة الحروب، ودعوته قادة دول العالم للتحرّك من أجل وقف الحرب في أوكرانيا، أم انه يتوجّب عليه إصدار فتوى، تحرّم مشاركة أي مُسلِم فيها، بإسم السلام العالمي، خصوصاً أن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف كان ناشد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل نحو أسبوعَيْن، لإصدار أوامره بفتح العاصمة الأوكرانية كييف، وسائر المدن الأوكرانية الأخرى، في أسرع وقت.

 

الفيلق 5

لفت سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة الى أن "المتطوعين الذين يريدون القتال في أوكرانيا بطَلَب روسي، يذهبون الى هناك بمساعدة من موسكو. فالسوريّون منهم مثلاً، ينتمون الى الفيلق الخامس في الجيش السوري، المدرّب والمموَّل من جانب الروس، منذ وقت طويل. وهذا دليل على أن موسكو بدأت تشعر بثقل الوحول الأوكرانيّة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "عقائد كثيرة ستختلط في مثل تلك الحالة، وهي غير متجانسة. فليس هؤلاء كلّهم من الإسلاميين، وبعضهم مرتزقة يأتون للقتال من أجل روسيا. ومن هنا، قد لا تخرج عنهم تتمّة للإرهاب بشكله "الطالباني"، أو "الداعشي"، أو ذاك الذي يشبه ما تسبّب به تنظيم "القاعدة".

 

لن يندمجوا

وأوضح طبارة:"طبعاً، يُمكن لهؤلاء أن يشكّلوا فِرَقاً تتدخّل هنا وهناك، ولكن يظهر حتى الساعة، أن لا شيء عقائدياً سيجمعهم".

وأضاف:"الشيشاني لا ينسجم عقائدياً مع السوري المُقاتِل في الفرقة الخامسة من الجيش السوري، حيث الغالبية العلوية. كما أن لا مُنطلقات عقائدية بين المرتزقة غير المُسلمين الذين يقاتلون من أجل روسيا في أوكرانيا، وبين الإسلاميين، السُنَّة أو الشيعة. كما أن لا اندماج عقائدياً بين المقاتلين السُنَّة، والشيعة. وبالتالي، لا مخاوف واضحة من اندماج عقائدي في ما بينهم هناك".

 

إنساني

ورأى طبارة أن "عناصر "الحرس الثوري الإيراني" ليسوا متطوّعين، بل هم أقرب الى جيش نظامي، يتحرّك بقرار سياسي من الدولة الإيرانية، وليس بطلب روسي، ولا بمبادرة شخصيّة منهم. وإيران لا تريد المشاركة في حرب مُماثِلَة، على الأرجح".

وتابع:"لا سلطة للأزهر على الشيشانيين، ليسحبهم من أراضي أوكرانيا. كما أن لا سلطة لديه على العلويّين، ولا على الشيعة، ولا على كلّ السُنَّة. وبالتالي، لا مرجعيّة موحّدة لمن قد يُقاتِلون في أوكرانيا، فيما يبقى رأي شيخ الأزهر محصوراً بالدّعوة الى وقف الحرب، من باب إنساني".

 

خرائط

وشدّد طبارة على أن "الحرب الأوكرانية سترسم خرائط كبيرة مستقبلاً، ومستقبل النّظام الروسي. فبعد خسارة روسيا حرب عام 1905 ضدّ اليابان، سقط النّظام القيصري فيها، وأصبح شيوعياً في عام 1917. وبعد خسارة حرب أفغانستان، سقط الإتحاد السوفياتي، وانتقلت روسيا الى نوع من الليبرالية".

وختم:"إذا خسر بوتين حرب أوكرانيا، أو إذا خرج منها مكسوراً، فإن ذلك سيشكّل نهايته السياسية، لصالح نظام روسي جديد، في المدى الأبْعَد. أما في المدى الأقرَب، فسيكون العالم أمام عودة الحرب الباردة، لأن العقوبات الغربية على روسيا تُعيد رسم خطوط الستار الحديدي، وتفصل الاقتصاد الروسي عن الغربي، وتُنهي مسار الاندماج بين الغرب والشرق، الذي بدأ بعد انهيار الإتحاد السوفياتي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار