روسيا ترفع سقف شروطها... فتوقف المفاوضات النووية! | أخبار اليوم

روسيا ترفع سقف شروطها... فتوقف المفاوضات النووية!

ألين فرح | الثلاثاء 15 مارس 2022

طهران وروسيا يدركان حاجة بعضهما البعض ويتحركان في مساحة مشتركة

ألين فرح - وكالة أخبار اليوم
حزمت الوفود المفاوضة في فيينا حقائبها وعادت الى بلادها. اشتعلت الحرب الروسية – الأوكرانية عليها، فرفعت روسيا سقف شروطها ومطالبها في المفاوضات النووية. ما دفع بنائب وزير الخارجية الايراني الاسبق جاويد قربان أوغلي اعتبار شرط روسيا "غير أخلاقي وغير مبدئي"، لافتاً إلى أن "الخطوة الروسية تدمر بشكل أساسي الإطار الكامل لإحياء الاتفاق النووي". وقد ترافق رفع سقف المفاوضات النووية مع إعلان الولايات المتحدة الأميركية أنها تدرس حظر واردات النفط الروسي مع حلفائها الأوروبيين. كما ترافق مع إعلان طهران أنها وافقت على خريطة طريق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لحل القضايا التي تعطل المفاوضات واستعادة الاتفاق النووي المتعثر.
تؤكد مصادر ديبلوماسية لـ وكالة "اخبار اليوم" أن العِقد في فيينا باتت محصورة بين طهران وواشنطن ولم تعد عند الأوروبيين، إلا أن روسيا دخلت على خط وضع اللمسات الأخيرة للاتفاق، ساعية إلى تقويض العقوبات الغربية المفروضة عليها من جهة، وقطع الطريق على إيران ومعها الدول المفاوضة لجهة توظيف نتائج الاتفاق، ومنع مسار التراجع في اقتصادها مستقبلاً. علماً أن فرنسا نصحت طهران باغتنام فرصة وجود الرئيس الأميركي جو بايدن وتحقيق عائدات ضخمة يحتاجها الاقتصاد الإيراني. كما أن فرنسا وألمانيا تشجعان طهران على الإسراع بالعودة الى الاتفاق إذ قدّما عروضاً لاستثمارات في البنى التحتية الإيرانية للطاقة بهدف نقل الغاز والنفط الإيراني عبر تركيا والعراق.
لا شك أن إعادة إحياء الاتفاق النووي في هذه الفترة لا يصب في مصلحة سوريا، لذا هي تسعى الى توظيف الخلاف الحالي لصالحها في حوادث أوكرانيا. ففي اعتقادها أنه إذا جرى إحياء الاتفاق فستتخلص الولايات المتحدة وحلفاؤها من واحدة من القضايا الشائكة، وسيزداد التركيز على أوكرانيا وفرض المزيد من الضغوط على موسكو. إذ في حال رفع العقوبات عن إيران وعودة نفطها إلى السوق ودخوله الأسواق الأوروبية فستقلّ الحاجة إلى النفط الروسي وسينخفض سعره بنسبة 10 إلى 15%.
رغم وجود قضايا خلافية ترفض طهران النقاش حولها في المفاوضات أبرزها ملف الصواريخ الباليستية والدور الإقليمي الذي يمتد من سوريا إلى العراق واليمن ولبنان، ولا يغيب هذا الدور تحديداً في سوريا عن موسكو. إلا أن ثمة خشية روسية من تحسين إيران علاقتها بالولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية نتيجة إحياء الاتفاق وتوقيعه، مما يؤدي إلى انتفاء حاجة إيران إلى روسيا كشريك إستراتيجي ودولة حليفة في الإقليم. مع ذلك تشير مصادر ديبلوماسية غربية إلى أن تشابك المصالح والتعقيدات على الساحتين الإقليمية والدولية لن يؤدي إلى تدهور علاقات طهران وروسيا، إذ إنهما يدركان حاجة بعضهما البعض، ويتحركان في مساحة مشتركة متفق عليها... ولمزيد من التنسيق سيصل اليوم الثلثاء وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان الى موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف ثم يزور دمشق، على أن يزور بيروت بعد عيد النيروز.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار